متى فرض الصيام على المسلمين؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الجمعة، 13 نوفمبر 2020 05:00 م
متى فرض الصيام على المسلمين؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هاجر النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، إلى المدينة المنورة، وبدأ الدين الإسلامى يواصل طريقه ناحية الاكتمال، ومن الأركان الأساسية فيه صوم شهر رمضان، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن الكثير تحت عنوان "فصل فى فريضة شهر رمضان سنة ثنتين قبل وقعة بدر":

قال ابن جرير: وفى هذه السنة فرض صيام شهر رمضان، وقد قيل: إنه فرض فى شعبان منها
 
ثم حكى أن رسول الله ﷺ حين قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عنه
 
فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى وغرق فيه آل فرعون.
 
فقال: «نحن أحق بموسى منكم» فصامه وأمر الناس بصيامه، وهذا الحديث ثابت فى (الصحيحين) عن ابن عباس: وقد قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاما مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة:183-185] الآية.
 
وقد تكلمنا على ذلك فى التفسير بما فيه الكفاية من إيراد الأحاديث المتعلقة بذلك والآثار المروية فى ذلك والأحكام المستفادة منه ولله الحمد.
 
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا المسعودي، حدثنا عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن معاذ بن جبل.
 
قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال، فذكر أحوال الصلاة قال: وأما أحوال الصيام فإن رسول الله ﷺ قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء ثم أن الله فرض عليه الصيام وأنزل: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } إلى قوله { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه.
 
ثم إن الله أنزل الآية الأخرى: { شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن } إلى قوله: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } فأثبت صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام فهذان حولان.
 
قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا.
 
ثم أن رجلا من الأنصار يقال له: صرمة كان يعمل صائما حتى أمسى فجاء أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما، فرآه رسول الله ﷺ قد جهد جهدا شديدا فقال: «مالى أراك قد جهدت جهدا شديدا؟»
 
فأخبره، قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام فأتى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له فأنزل الله: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم } إلى قوله: { ثم أتموا الصيام إلى الليل }.
 
ورواه أبو داود فى (سننه)، والحاكم فى (مستدركه) من حديث المسعودى نحوه.
 
وفى (الصحيحين) من حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: كان عاشوراء يصام، فلما نزل رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر.
 
وللبخاري، عن ابن عمر، وابن مسعود مثله، ولتحرير هذا موضع آخر من التفسير ومن (الأحكام الكبير) وبالله المستعان.
 
قال ابن جرير: وفى هذه السنة أمر الناس بزكاة الفطر، وقد قيل: إن رسول الله ﷺ خطب الناس قبل الفطر بيوم - أو يومين - وأمرهم بذلك، قال: وفيها صلى النبى ﷺ صلاة العيد وخرج بالناس إلى المصلى فكان أول صلاة عيد صلاها وخرجوا بين يديه بالحربة وكانت للزبير وهبها له النجاشى فكانت تحمل بين يدى رسول الله ﷺ فى الأعياد.
 
قلت: وفى هذه السنة فيما ذكره غير واحد من المتأخرين فرضت الزكاة ذات النصب كما سيأتى تفصيل ذلك كله بعد وقعة بدر إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة