أطلقت شركة سبيس إكس للصواريخ التابعة لإيلون ماسك أربعة رواد فضاء فى رحلة تاريخية إلى محطة الفضاء الدولية، وهى أول مهمة كاملة لناسا ترسل طاقمًا إلى المدار على متن مركبة فضائية مملوكة للقطاع الخاص.
تفاصيل الرحلة
وانطلقت كبسولة Crew Dragon المصممة حديثًا من SpaceX، والتى أطلق عليها الطاقم اسم Resilience، من فوق صاروخ SpaceX Falcon 9 فى الساعة 7:27 مساءً. بالتوقيت الشرقى (2:27 صباح الأثنين بتوقيت القاهرة)، وذلك من مركز كينيدى للفضاء التابع لناسا فى كيب كانافيرال، فلوريدا.
Liftoff! pic.twitter.com/Unf1ScdVFB
— SpaceX (@SpaceX) November 16, 2020
وقال رائد الفضاء مايك هوبكنز من Crew Dragon إلى مركز التحكم فى مهمة SpaceX بعد حوالى ساعة من الإقلاع: "لقد كانت رحلة واحدة، كان هناك الكثير من الابتسامات"، ومن المنتظر أن ترفع مركبة Crew Dragon مدارها تدريجيًا خلال الـ 27 ساعة القادمة، مما يمنح رواد الفضاء وقتًا لتناول العشاء المعبأ مسبقًا وحوالى ثمانى ساعات للراحة قبل الالتحام فى محطة الفضاء الدولية فى الساعة "11 مساءً التوقيت الشرقى يوم الاثنين"، أى حوالى "6:00 صباح الثلاثاء بتوقيت القاهرة".
مشاكل قبل إطلاق الرحلة:
قال مسئولو ناسا إن تسرب الهواء تسبب فى انخفاض غير متوقع فى ضغط الكبسولة قبل أقل من ساعتين من الإطلاق، لكن الفنيين قالوا إنهم أجروا فحصًا ناجحًا للتسرب، وأن الإطلاق المقرر لا يزال قيد التشغيل.
طاقم الرحلة:
يضم طاقم Resilience هوبكنز واثنين من زملائه من رواد الفضاء فى ناسا، وطيار المهمة فيكتور جلوفر والفيزيائية شانون ووكر، كما انضم إليهما رائد الفضاء اليابانى سويشى نوجوتشى، فى ثالث رحلة له إلى الفضاء بعد أن حلّق سابقًا على متن المكوك الأمريكى فى عام 2005 وسويوز فى عام 2009.
جدول الرحلة:
كان من المقرر أصلاً أن تبدأ الرحلة التى تستغرق 27 ساعة إلى محطة الفضاء، وهى مختبر يدور حول الأرض على ارتفاع 250 ميلاً (400 كيلومتر)، يوم السبت، وقال مسؤولو ناسا إن الإطلاق تأجل ليوم واحد بسبب توقعات هبوب رياح عاصفة - بقايا العاصفة الاستوائية إيتا - التى كان من شأنها أن تجعل عودة الهبوط لمرحلة التعزيز القابلة لإعادة الاستخدام فى فالكون 9 صعبة.
Second stage engine burn complete; Dragon confirmed in good orbit pic.twitter.com/QAHYf1QoVp
— SpaceX (@SpaceX) November 16, 2020
وقد ارتدى رواد الفضاء بدلاتهم البيضاء المخصصة للطيران ووصلوا إلى منصة إطلاق مركز كينيدى للفضاء فى الموعد المحدد الساعة 4:30 مساءً، فى ثلاث سيارات دفع رباعى بيضاء من طراز Tesla، يحيط بها أفراد NASA وSpaceX، وقال مشغل مهمة SpaceX Jay Aranha، متحدثًا من مقر الشركة فى هوثورن بكاليفورنيا، للطاقم "أن نحظى برحلة مذهلة، ونعلم أننا جميعًا لواحد."
ورد قائد البعثة مايك هوبكنز قائلاً: "لجميع الأشخاص فى ناسا وسبيس إكس، من خلال العمل معًا خلال هذه الأوقات الصعبة، لقد ألهمت الأمة فى العالم"، وقال هوبكنز: "والآن حان الوقت لنقوم بدورنا، الطاقم 1 للجميع".
فيما حضر نائب الرئيس مايك بنس حفل الإطلاق وقال مسبقًا إنه فى عهد الرئيس دونالد ترامب، "جددت أمريكا التزامنا بقيادة استكشاف الإنسان للفضاء"، وغرد الرئيس المنتخب جو بايدن على تويتر تهنئته قائلا إن الإطلاق "شهادة على قوة العلم".
Congratulations to NASA and SpaceX on today's launch. It’s a testament to the power of science and what we can accomplish by harnessing our innovation, ingenuity, and determination. I join all Americans and the people of Japan in wishing the astronauts Godspeed on their journey.
— Joe Biden (@JoeBiden) November 16, 2020
المهمة الأولى الخاصة
وصفت وكالة ناسا الرحلة بأنها أول مهمة "تشغيلية" لها لنظام صاروخ ومركبة طاقم كان فى طور الإعداد لمدة 10 سنوات، إذ تمثل حقبة جديدة من المركبات الفضائية المطورة تجاريًا - التى يملكها ويشغلها كيان خاص بدلاً من ناسا - لإرسال الأمريكيين إلى المدار.
وقد أجرت رحلة تجريبية لـ SpaceX Crew Dragon فى أغسطس، والتى كانت تحمل اثنين فقط من رواد الفضاء من وإلى المحطة الفضائية، وكانت أول مهمة فضائية بشرية تابعة لناسا يتم إطلاقها من الأراضى الأمريكية منذ تسع سنوات، بعد انتهاء برنامج مكوك الفضاء فى عام 2011.
ففى السنوات الفاصلة، اضطر رواد الفضاء الأمريكيون إلى الانطلاق فى رحلات إلى المدار على متن مركبة الفضاء الروسية سويوز، وقد تعاقدت ناسا مع سبيس إكس وبوينج فى عام 2014 لتطوير كبسولات فضائية متنافسة تهدف إلى استبدال برنامج المكوك الخاص بها بدلا من اعتماد الولايات المتحدة على الصواريخ الروسية لإرسال رواد فضاء إلى الفضاء.
فيما كان إطلاق سبيس إكس يوم الأحد هو الأول من ست مهام تشغيلية لناسا، كما حجزت الشركة رحلات خاصة لرواد الفضاء، من بينها مهمة من المقرر أن تحمل الممثل توم كروز فى السنوات المقبلة، وقال مسؤولون فى ناسا إن "ماسك"، الرئيس التنفيذى لسبيس إكس والذى يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذى لشركة صناعة السيارات الكهربائية ومصنع البطاريات تسلا، لم يشاهد الإطلاق من غرفة التحكم فى إطلاق مركز كينيدى للفضاء، بسبب اشتباه إصابته بفيروس كورونا.
وقد أجرت سبيس إكس ووكالة ناسا تتبع الاتصال وقررا أن ماسك لم يتواصل مع أى شخص تفاعل مع رواد الفضاء، وقال جيم بريدنشتاين رئيس ناسا يوم الجمعة: "رواد الفضاء لدينا فى الحجر الصحى منذ أسابيع ولا ينبغى أن يكونوا على اتصال بأى شخص، ويجب أن يكونوا فى حالة جيدة".