لا موضوع يفرض نفسه على العالم غير فيروس كورونا، الذى بدأ مستجدا، لكنه أصبح قديما خلال أقل من عام واحد، غير الفيروس، ولا يزال، الكثير من الثوابت الراسخة فى العالم، ويدخل فصل الشتاء حاملا معه المزيد من الإصابات، فضلا عن خسائر اقتصادية تشير إلى أزمة عالمية، وما لم يخرج لقاح للنور، يتوقع أن تتسع أزمات كورونا وتتحول إلى صدامات وصراعات.
كل هذا واضح، والإصابات بلغت مليونا فى الولايات المتحدة فى أقل من أسبوع، والأمر نفسه فى بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. بعض الدول تغلق جزئيا وتفرض إجراءات إضافية لإغلاق مبكر، ومصر ليست بعيدة عن الفيروس، ولدينا أرقام لإصابات بدأت تعاود الارتفاع، وإن كانت لم تصل إلى المستويات التى بلغتها فى أوروبا وأمريكا، ومع هذا فإن الحكومة تدعو المواطنين للالتزام وارتداء الكمامات، حتى لا يتم فرض إجراءات أصعب، ونحن نعرف أن الإغلاق، وإن كان جزئيا، فله ثمن كبير جربناه خلال الشهور الأولى، ويفترض أن نتعلم منه حتى لا نصل إلى إغلاق كامل.
والواقع أنه من البداية يتم الإعلان عن الأرقام التى تسجلها وزارة الصحة، أما من يتلقى العلاج فى منزله أو العزل من دون تسجيل، فطبيعى أنه خارج الأرقام، ومع هذا لا يمكن الادعاء بأن هناك تعتيما، لدينا حالات معلنة، لكن العالمين ببواطن الفيروس لديهم تصورات أخرى.
من البداية، حاولت قنوات ولجان تصوير الأمر على أن هناك إخفاء لإصابات كثيرة، ومع الوقت اتضح أن الأرقام المسجلة تقترب من الحقيقى، ومن يتابع الإصابات فى العالم يرى أن هناك مئات من نجوم كرة القدم أصيبوا بفيروس كورونا، ولا أحد يعلم من أين أتوا به، فى ظل اتساع دوائر المخالطة، والانتشار الأفقى للفيروس فى العالم.
لكن عندما أصيب نجم مصر وليفربول محمد صلاح، ومحمد الننى، انخرط البعض فى البحث عن كيفية الإصابة، وأنها دليل على التعتيم، هل أصيب بمصر أم بريطانيا؟ فى الطائرة أم فى فرح شقيقه؟
هناك عشرات النجوم أصيبوا بكورونا، منهم رونالدينيو، و كريستيانو رونالدو وساديو مانى وتياجو ألكانتارا وخوسيه ماريا خيمينيز وسواريز، لم يسال أحد من أين وإلى أين.. طبعا كل هذا يعكس حجم نجومية محمد صلاح، واهتمام الناس بأخباره، وهى قصة وحدها.
بالطبع مصر بها إصابات، قد تكون أقل من أوروبا وأمريكا، لكن هذا لا يمنع من الاحتراز والالتزام، ولا يوجد مبرر للإنكار، ونحن بصدد فيروس يجتاح العالم من كل الأركان، وقد نكون فى مواجهة إصابات متوسطة، لكننا لسنا بمأمن عن الفيروس، ورأينا وفيات وتدهورا فى صحة من أصيبوا، وحتى نصل إلى اللقاح، علينا أن نحترس ونلتزم.
والمفارقة فى أن يبالغ البعض ويزعم وجود تعتيم على أرقام الإصابات، هناك من يقلل من خطر الفيروس، ويرفض الالتزام بأى إجراءات احترازية، ويتعاملون بتجاهل ويرفضون الالتزام بالإجراءات أو ارتداء الكمامات، وهؤلاء لا يختلفون عن المبالغين، ومن البداية كانت النصائح بأننا نتعامل بدون تهويل، أو تهوين، وأن الرعب له ثمن مثل الفيروس نفسه.
لا تزال أخبار اللقاح المضاد للفيروس تشير إلى أنه فى مراحل التجريب، وأن اللقاح ربما لا يكون متوفرا قبل شهور، وربما عام كامل، وهو ما يعنى موسما آخر مع كورونا على الأقل، وربما أكثر.