ربما الشىء الوحيد الذى لم نسمع عنه من قبل هو وجود سيدات من الأنبياء، فالتراث الإسلامى يؤكد أن النبوة اقتصرت على الرجال دون النساء، ومنذ وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ادعت الكثيرات أنهن من المبشرات بالوحى وأنهن أنبياء منزلات من الله لهداية الناس، ومنهن:
سجاح بنت الحارث
امرأة نجدية من بنى تميم، التف حولها بعض قومها، وكان ممن استجاب لها مالك بن نويرة التميمى وعطارد بن حاجب وجماعة من سادات أمراء بنى تميم وتخلف آخرون منهم عنها.
بدأت بإعلان نبوتها وتبعها عدد كبير من بنى تغلب وبنى يربوع وسارت إلى منطقة نجد، حيث أرسلت إلى مالك بن نويرة تقترح عليه مهاجمة المدينة المنورة معاً، ثم اتفقا على مهاجمة بعض القبائل المعادية لبنى تميم وتغلب، لكن قواتها أخفقت فى صدامها مع بعض القبائل فى منطقة نجد فاتجهت مع أتباعها نحو اليمامة واجتمعت هناك بمسيلمة الكذاب، حيث أحس بخطرها الداهم واستشار قومه ولكنه لم يجد لديهم، فعزم على أن يجعلها تقع فى غرامه، وبالفعل خرج مسيلمة إلى قومه وقال لهم: إضربوا لها خيمة بعيداً عن منزلى، وأكثروا فيها الطيب والصندل والبخور فإن النساء إذا شممن رائحة البخور اشتقن إلى الباءة، وفعل القوم ما أمرهم مسيلمة، وحين وصلت سجاح وقومها لليمامة تقابلت مع مسيلمة بعيداً عن تلك الخيمة التى قد أعدها لها، وكانت مصرة على أن تعرف منه حقيقة ادعائه للنبوة، ولم يكن من مسيلمة إلا أن قال لها: نعم لقد أنزل على مثل الذى قد أنزل على نبى قريش، فقالت له سجاح: إذاً أسمعنى من ذلك شيئاً، فقرأ عليها مسيلمة سجعا من عنده، ثم عرض عليها نصف الأرض، ثم عرض عليها الزواج فقبلت به زوجاً.
مارجريت كوملا
اشتهرت قصة مارجريت كوملا عام 1628، وتعرف أيضًا بسيبيل كوملا أو "نبية كوملا" وهى عرّافة سويدية ادّعت الجنون، وأصبحت وجهة الحجاج عندما ادّعت أنها حلقة الوصل لحديث الملائكة.
في الثلاثين من أكتوبر 1626 ادّعت أنه زارها سبعة شياطين عظام، وفى الثانى والعشرين من أكتوبر قالت إنه زارها ثلاث ملائكة يحملون شموعا موقدة، ومن بينهم رئيس الملائكة ميخائيل، وقد فقدت الوعى بعدها لمدة 24 ساعة، وفى الثالث من يناير عام 1627 ادعت زيارة عدد من الملائكة على التوالى لها، وأنها أصبحت منذ ذلك الحين حلقة الوصل بينهم وبين العالم الخارجى، وأن ما جاء على لسانها في الحقيقة هو كلامهم وليس كلامها، وتنبأت مارجريت حينها أن معجزة فى بولاندا ستخلق سلاماً في الحرب، وأن وباء الطاعون سيحل.
منال مناع
حين كان عمرها 42 عاماً، ادعت المصرية منال مناع النبوة، وأنّ الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، هو من بشّرها بذلك، ثم زعمت ربة المنزل ذات الخمسة أبناء، أن بيتها قبلة للصلاة وللأولياء وكان سبقها إلى هذا الدجل عمّها عمر حسانين الذى ادعى النبوة ومات فى السجن بعد اعتقاله، مدعية أنه يؤدى مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة فأسقطت عنهم هذه الفريضة.
ورغم حياتها الشخصية العادية، فإن مناع بقيت على دعوتها هذه مدة تسع سنوات، تدعى خلالها أن الملائكة وآل البيت يظهرون لها فى حلقاتها، وكانت تعتزل فى يومى الخميس والجمعة من كل أسبوع، من أجل ما تسميه بالمشاهدات، التى كانت من خلالها تنقل تعاليم الله إلى مصدقيها وأتباعها مدعيةً هبوط الوحى عليها، وبقيت على هذه الحال، إلى أن قُبض عليها العام 1999، وحكم عليها بالسجن لعدة سنوات.
وخلال فترة (دعوتها) تبعها ما لا يقل عن 250 شخصاً، متنوعى الأفكار والثقافة والمستوى الاجتماعى، وكان بعضهم يرى أنها خلطت الصوفية بالإسلام، وبالمذهب الشيعى.
زهرة التونسية
فى بداية العام 2000، ظهرت إحدى المدرسات فى مدرسة ثانوية بالعاصمة تونس، مدعيةً أنها "أم الأنبياء"، كما ادعت فى حينه، أن بشارتها بالنبوة، أتتها عن طريق مكالمة هاتفية!
وفيما بعد، تحدثت لبعض الصحف، أنها تعرضت لهاتف سماوى، أخبرها أن تكمل رسالتها فى توحيد الديانات كما كانت تقول لطلابها فى المدرسة، وقالت إنها سوف ترسل للرئيس الأمريكى الأسبق "جورج دبليو بوش"، والأمين العام لجامعة العام الأسبق للأمم المتحدة "كوفى عنان" ولرئيس الوزراء الصهيونى آنذاك "آرييل شارون" والرئيس التونسى "زين العابدين بن على"، وتدعوهم لتنفيذ أوامر الدين الجديد، والعمل على تحقيق السلام فى العالم وإسعاد كل الناس، كما إنها أخذت تكتب نصوصاً وتوزعها على الناس من حولها.
واستمرت دعوة "زهرة" لثلاثةِ أعوام، إلى أن ألقت السلطات التونسية القبض عليها، ووضعت فى مصحة نفسية، لكنها استمرت فى كتابة هذه النصوص مصرّة أن ما تكتبه يمثل إرادة الله على الأرض.
ثريا منقوش
فى العام 1982، ووسط اجتماعٍ للحزب الاشتراكى اليمنى، قامت الكاتبة "ثريا منقوش" لتقول للحاضرين "حينما تختل الموازين على الأرض ويعبث الإنسان بأخيه الإنسان وتنتشر الشرور ويمسى الفجور والظلم والجبروت قيماً تحكم الناس، حينها تتدخل السماء ليصطفى الله رسولاً من الناس" هكذا أعلنت "منقوش" نبوتها فجأة.
والغريب، أنّ السلطات اليمنية والناس لم يقوموا بأى ردة فعلٍ على إعلان منقوش هذا، وبقيت مصرّة على رسالتها هذه، إلى أن خفت صوتها وحده، دون استجابةٍ مؤثرةٍ من قبل أحد، ويذكر أنها حاولت فى 2004، تجديد دعوتها، من خلال موقعها الخاص، قائلةً إنّ "الوحى لم ينقطع عن الأرض، وأن النبوة ليست حكراً على الرجال".