تعددت الأديان الشرقية، بتعدد الثقافات واللغات بين البشر هناك، ورغم اعتبار البعض لهذه الأديان أديانا وثنية، إلا أن بعضها يحمل تعاليم وحكم إنسانية عظيمة، وقدمت فلسفتها الخاصة إلى الإنسانية كلها، من بينها ديانات مثل البوذية والزرادشتية، والكونفوشية.
وراء هذه الأديان كان هناك شخصيات عظيمة حقا فى التاريخ، دعوا إلى حكم ومواعظ حسنة، ودعوا الناس إلى التأمل وعبادة الخالق، أغلب الأقاويل فى الشرق تعتقد بأن تلك الأديان سالفة الذكر تعتقد فى أصحابها الألوهية أو النبوة، ضمن أشكال التمجيد البشرية التى تحول بشر أتقياء إلى آلهة وأنبياء ومنزلين من السماء، فهل حقا كانوا كذلك وهل أدعوا الألوهية أو النبوة، وهل تلك النظرة أصحاب تلك الديانات إليهم.
بوذية
البوذية ديانة غير ألوهية من الأساس، وهى من الديانات الرئيسية فى العالم، تم تأسيسها عن طريق التعاليم التى تركها بوذا "المستنير"، نشأت البوذية فى شمالى الهند وتدريجياً انتشرت فى أنحاء أسيا، التيبت فسرى لانكا، ثم إلى الصين، منغوليا، كوريا، فاليابان.
وبحسب الباحثين، لم يكن بوذا نبيا ولا صاحب دين، وإنما هو باحث فيلسوف مفكر، اعتنى بالناحية الأخلاقية والمبادئ السامية أكثر من عنايته بالناحية العقدية، كما سخر بوذا من فكرة الإله كما أن النفوس البشرية عند بوذا عرضة للتحول الدائم والتعرض المستمر للفناء، وآمن بوذا بعقيدة التناسخ لأنها نتيجة لمبدأ الكارما.
ويعتقد البوذيون أنه كان هناك على الأقل ستة أشخاص يسمون بوذا قبل غوتاما، بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه مايتريا سيظهر فى المستقبل، وتقول الأسطورة إن روح بوذا خالدة خلود الدهر، وهى تتمثل فى الدلاى لاما وعندما يموت فإنه يموت جسدياً ولكن روحه أو روح بوذا تنتقل لأحد المواليد الجدد من المتبعين للبوذية ليصبح بعد ذلك هو الدلاى لاما الجديد وهكذا إلى ما لا نهاية، وقد أعطاه مايكل هارت الترتيب الرابع فى كتابه الخالدون المائة.
زرادشت
مؤسس المذهب الزرادشتى، كان يعلم الناس ديانة توحيدية تقوم على الاختيار بين النور(الحقيقة) والظلام(الباطل)، وزرادشت هو حكيم بدأ بحركة جديدة تطورت لاحقا لتصبح فى النهاية مذهبا جديدا سمى الزرادشتية، يعتقد أن زرادشت عاش فى شرق إيران فى الفترة مابين 1500 ق.م و 500 ق.م حيث أن الزمكان والمكان المحددين لميلاده غير معروفين حتى الآن، وكل التواريخ المعطاة قائمة على التوقعات.
وفقًا لزرادشت فقد جاءه الإلهام الأول فى عمر الثلاثين حيث ظهر له خلال احتفال الربيع كائنٌ مضيء عرّف عن نفسه بأنه فوهو مانا Vohu Manah وأخبره عن Ahura Mazda أو الروح الحكيمة. كما أخبره عن Angra Mainyu او الروح العدائية.
كونفوشيوس
فيلسوف ومعلم صينى كان لفلسفته بالغ الأثر فى الصين، كما أنه كان شخصية سياسية، وقد اشتهر كونفوشيوس بحكمه وأقواله وتأسيسه لنظريات التفاعل الاجتماعى بين أفراد المجتمع.
حين وفاته كان كونفوشيوس يعتقد أن فلسفته وتعاليمه لم يكن لها أثر كبير على الثقافة الصينية، لكن ومن القرن الرابع قبل الميلاد يعتبر كونفوشيوس الحكيم والفيلسوف الذى استحق أجل التقدير والاعتراف، حتى أنه بحلول القرن الثانى قبل الميلاد وفى فترة حكم سلالة "هان" كانت مبادئ وأفكار كونفوشيوس تُعَد حجر الأساس فى فكر الدولة، وفى الوقت الراهن يُعتبَر كونفوشيوس واحدًا من المعلمين الأكثر تأثيرًا عبر التاريخ فى الحضارة الصينية.
أما بالنسبة لتعاليمه السياسية فقد دعا كونفوشيوس إلى اعتماد مبدأ الضبط الذاتى للنفس، وأكد أنه على الحاكم أن يدرب نفسه على هذا المبدأ حتى يبقى متواضعًا وليُعامل أفراده بالعطف، كما أنّه ومن خلال تعاليمه أشار إلى أنّ على الحاكم أن يحفّز الأفراد على اتباع القانون من خلال تعليمهم الفضيلة من خلال الاقتداء به ومن خلال التأكيد على أهمية توحيد الطقوس الدينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة