يقترب عام 2020 من نهايته، وما يزال فيروس كوفيد 19 الشهير بكورونا يفرض نفسه على كل تحرك وحديث فى العالم، بعد ارتفاع أرقام الإصابات حسب ما هو معلن من بيانات دول العالم، وترتفع الأرقام لحظيا وقد تجاوزت 70 مليون إصابة، وتجاوزت المليون ونصف وفاة، وتظل أخبار اللقاحات المضادة للفيروس فى سياق التجارب، فضلا عن ظهور ما يشبه السباق التجارى بين الشركات التى تهدف إلى احتلال مكان وسط زحام اللقاحات، مع غياب التنسيق بين الجهات المختلفة التى تعمل لإنتاج اللقاح، وظهور آثار جانبية للقاح بين الخاضعين للتجارب.
وهناك وعود بأن تكون اللقاحات جاهزة خلال الربع الأول من العام المقبل، بينما تذهب آراء أخرى إلى أنه ربما لا يتوفر فعليا قبل منتصف العام المقبل، وربما نهايته، فى ظل أنباء عن ظهور آثار جانبية أو وفيات وبعض التحذيرات للمصابين بحساسية من تلقى اللقاح. وهى حالة غير مسبوقة من الاستعجال لمواجهة مع الفيروس، وسط منافسة وسباق يحمل قدرا من التجارية، وهى سمة العصر، تفرض نفسها على الأمر، حيث تبدو الآراء ذات صبغة سياسية أو تجارية تحكم الأمر طوال الشهور الماضية. الغرب يتجاهل اللقاح الصينى والروسى، ونفس الأمر فيما يتعلق بلقاحات فايزر واسترازينكا وموديرنا.
كل شركة تدافع عن لقاحها، وتؤكد أنه أكثر فاعلية، وتظهر أسماء هيئة الدواء والغذاء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية، وهى الجهات المنوط بها منح التصاريح وإعلان النتائج، فضلا عن منظمة الصحة العالمية، وهى الجهة الأهم التى ترتبط بالتعامل عالميا فى إقرار أى لقاح أو منعه، وتتنوع تصريحات مسؤولى المنظمة، ولم يتم إعلان موقف نهائى من هذه اللقاحات. بينما يقترب العام من نهايته، وتتصاعد الإصابات مع فصل الشتاء بشكل يبدو أحيانا أقوى مما كان فى الموجة الأولى.
حتى الآن لم تحسم الجهات الصحية العالمية الموقف، أبدت منظمة الصحة العالمية تفاؤلا بظهور اللقاحات، وإن كانت ما تزال فى طور التجارب على متطوعين، وفى انتظار ظهور النتائج النهائية والحاسمة، بعد التأكد من عدم وجود أضرار جانبية، خاصة أن اللقاح لن يكون وحده كافيا للقضاء على فيروس كوفيد 19، وأن اللقاحات تساعد مع الدواء لكنها لا تصلح كحل نهائى، وأن اللقاح سيكون موسميا، مثل الأنفلونزا.
وسط هذا السباق تظهر مساعى شركات الدواء للحصول على موقع يعود عليها بالربح، وفى حالة استمرار الفيروس موسميا، فإن هذا سيكون بمثابة دخل ثابت وعائد مجز، حيث تظل مفارقة الربح والخسارة قائمة، الخاسرون مئات الملايين فى العالم فقدوا وظائف وشركات اقتربت من الإفلاس، الطيران والسياحة والتجارة التقليدية، بينما ارتفعت أسهم شركات إنتاج أدوات الوقاية وأدوية وفيتامينات.
الجديد أنه رغم خسائر شركات وأفراد هناك عدد من المليارديرات فى الولايات المتحدة تضاعفت ثرواتهم بأكثر من تريليون دولار منذ بدأ كورونا، وأن 650 مليارديرا حققوا ثروة بقيمة 1.008 تريليون دولار خلال 7 شهور فقط، حسب تقرير معهد الدراسات السياسة «IPS» الذى قال «إن ثروة جيف بيزوس مالك أمازون ارتفعت 70.7 مليار دولار، ومارك زوكربيرج صاحب فيس بوك 47.8 مليار دولار، وشركات التوصيل والبيع الإلكترونى، وشركات الخدمات المالية».
وهذه المفارقات تبدو أها تحكم الأمر دائما، لكنها أصبحت أكثر ظهورا فى ظل عالم مفتوح، فى الماضى كان الحديث عن أغنياء الحرب، الآن هناك «أغنياء كورونا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة