كشف الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، عن الانتهاء من كتاب بعنوان "التأسلم السياسي"، وهو دراسة فى أكثر من 500 صفحة تدور حول فكرة أساسية وهى تتبع استغلال الدين فى السياسة على مر التاريخ ومنها تفسير الاخوان على مر التاريخ لدليل المصلحة وهو دليل شرعى كبير، من خلال هذه الكتاب استطعنا أن نقول نتيجة بأن استغلال الدين للوصول للأغراض السياسية لم ينجح على مر التاريخ فلم ينجح عند الخوارج والإخوان.
فنهاية الاخوان قد بدأت فى ثورة 30 يونيو وما اتخذته الدولة من إنجازات فى مواقع عديدة، وبسبب هذه النجاحات لم يعد الخطاب الاخوانى ينطلى على أحد وذلك بناء على النجاحات التى حققنها فى كل المجالات وبفعل اليقظة الدولية التى بدأت فى المرحلة الأخيرة.
أهمية الكتاب:
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن هذا الكتاب تأتى أهميته فى ضوء تصاعد خطابات التطرف والعنف، ومحاولة الجماعات المتطرفة لتوظيف الدين فى السياسة، ومحاولة اختطاف الدين لتحقيق أهدافهم وأجنداتهم الخاصة، وهو ما كان ضرره أعظم على الشعوب والدول المسلمة، فقد ترتب على هذا التوظيف إراقة ملايين الدماء من المسلمين، وانتهاك حرماتهم ونهب ثرواتهم لصالح جهات وأجندات ومصالح خارجية ومصالح جماعات إرهابية.
وتابع: يأتى هذا الكتاب لتحديد مواطن الخلل والانحراف للجماعات المتطرفة وأبواقها الإعلامية، وبيان معالم الخلود فى الإسلام ومفاهيمه الصحيحة التى أقرتها الشريعة الإسلامية ومقاصدها الشرعية، كما يقدم الكتاب محاولة جادة لمواجهة المغالطات وتفكيك الرؤى والتصورات المتطرفة التى تتبناها جماعات الإسلام السياسي.
الهدف من الكتاب:
وعن أهداف الكتاب قال : شكلت جماعات الإسلام السياسى شرا وضررا عظيما على الدول ومؤسساتها وشعوبها، لما أبدعته تلك الجماعات من غموض فى الرؤية، وتناقض التوجهات والأفكار، وإنتاج أفكار شاذه، وخلط الدين بالسياسة، حتى انطلقت بممارسة سياسية دون وعى بالمبادئ والمقاصد والتحديات، ومن دون استعراض لأفكارهم ووضعها على مائد البحث العلمى والتدقيق الشرعى للمصطلحات التى وظفتها تلك الجماعات، بل غلبة مفاهيم الاستعلاء والمظلومية وتكفير الشعوب واتهام الدول بالباطل على أى قيم دينية وشرعية أخرى.
ويأتى هذا الكتاب قيامًا بواجب البيان، وصيانة للقرآن الكريم من أن تلتصق به المفاهيم المغلوطة والأهداف المشبوه والممارسات المنحرفة والمتطرفة، وهو يعمل يستكمل ما بدأته دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم من تدشين برنامج متكامل لتصحيح صورة الإسلام وتفكيك عقلية التطرف، والتى بدأت بتأسيس مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة ومرصد الإسلاموفوبيا، وهو امتداد للعديد من الكتابات والموسوعات التى قدمتها دار الإفتاء فى هذا النهج ومنها "موسوعة الفتاوى التكفيرية" وكذلك العديد من الدراسات والتقارير التى تنتجها الدار بشكل دوري.
كما يسعى هذا الكتاب إلى كشف انحرافات جماعات الإسلام السياسى من ناحية، مع تقديم الصورة الصحيحة للقيم الإسلامية، فى محاولة لإعادة العقل المسلم إلى مساره الصحيح بعد محاولات تلك الجماعات لتشويهه، وتشكيله بمنهج يتوافق مع التصور الإسلامى الصحيح للكون والحياة والإنسان والأفكار وإدراك غايات الحق.
محتوى الكتاب:
وكشف مفتى الجمهورية سعى جماعات الإسلام السياسى إلى التحريف النظرى لمفهوم السياسة، لخلق قراءة مغلوقة للعلاقة بين الدين والسياسة، وفى محاولة لتوفير حجج وبراهين وفتاوى لتوظيف الدين فى السياسة بشكل فج، ومن ثم يقدم الكتاب فى المحور الأول "الفرق بين السياسة الشرعية والسياسة الحزبية" وبيان كيف تم توظيف تلك المفاهيم عند جماعات الإسلام السياسى لتسويق انحرافهم الفكرى والسياسى، ومن هنا يتطرق الكتاب إلى السياسة الحزبية عند حسن البنا وكيف غلبة مصلحة الجماعة على مفاهيم جماعة الإخوان وحكمت مسار عملهم العنيف خلال العقود الماضية، مع بين تناقض الاستدلال بدليل "المصلحة" عند تلك الجماعات.
واضاف فى محوره الثانى يتتبع الكتاب تيارات الإسلام السياسى والجماعات التكفيرية بدءا من جماعة الخوارج وصولا إلى الإخوان المسلمين، مع بيان المشتركات المتطرفة عند تلك الجماعات.
أما المحور الثالث فيتناول تفكيك جدلية "الدين والدولة والحكم والخلافة والوطن" مع تقديم تفكيك لدعاوى جماعات الإسلام باستعادة ما أسموه "الخلافة & الدولة الإسلامية" وهنا يتطرق الكتاب إلى دراسة مفهوم الدولة وتطورها والاعتراف الدولى بالدولة ومكوناتها المعاصرة، ثم ينطلق الكتاب لتفنيد تنافى مفهوم الدولة الدينية لطبيعة الحكم فى الإسلام وأدلتها الشرعية، متطرقا إلى ماهية وطبيعة ومقاصد الحكم فى الإسلام وبيان عدم تعارضها مع مفهوم الدولة المعاصرة.
أما المحور الرابع فيقدم تصحيحا للمفاهيم المغلوطة التى بثتها جماعات الإسلام السياسى والجماعات التكفيرية منها (البيعة، الحاكمية، الجاهلية، الجهاد، الولاء والبراء، التمكين، التكفير، احتكار الوعد الإلهى، الاستعلاء بالإيمان) ويقدم هذا المحور بيان المفهوم الخاطئ وتصحيح وفقا للرؤية الشرعية الصحيحة كما جاء به القرآن والسنة النبوية الشريفة.
أما المحور الخامس فيتناول تجاوز وتزوير جماعات الإسلام السياسى وعلى رأسها الإخوان فى حق العلماء، وكيف استغلت تلك الجماعات تشويه العلماء لتحقيق أهدافها، ثم يتطرق الكتاب إلى تناول موقف كبار علماء الأزهر فى جماعة الإخوان.
أما المحور السادس فيقدم ثلاثة من المراجعات التى أجراها كلا من (الشعراوى & الباقورى & الغزالي) على منهج الاخوان وأيدولوجيتهم، ثم يتطرق الكتاب فى محوره السابع إلى غياب المنهج الإصلاحى عند جماعات الإسلام السياسى، ثم فى المحور الثامن يتناول محاولة الإخوان لاصطناع مؤسسات موازية للمؤسسات الطبيعية فى الدولة كالأزهر الشريف وتنظيم جماعات موازية للوحدات الأمنية والعسكرية، كما تطرق إلى دور الجماعة فى التحريض على الجيش المصرى، وكذلك يتناول فشل الجماعة فى توظيف الدين بالسياسة الحزبية.