أكرم القصاص

كورونا.. الخوف والتفاؤل المتشائم عدوى تنتقل مع المعلومات

الإثنين، 21 ديسمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفارقات كثيرة تحيط بالعالم بسبب فيروس كوفيد19، الذى يبدو أكثر الفيروسات إثارة للفزع عبر العالم بشكل تجاوز ما سبق من أوبئة كانت تحصد أرواحا، أضعاف ما يفعل الفيروس الحالى، والسبب هو نفسه ميزة العصر، الاتصال والمعلومات المتدفقة طوال 24 ساعة، فالعالم يشاهد ضحايا كورونا على الهواء، ويحسب أعداد المصابين والمتوفين لحظة بلحظة عالميا ومحليا. نحن نتابع أخبار الإصابات والوفيات ليس فقط فى بيانات الصحة، ولكن فى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك وتويتر وغيرها، التى تحولت إلى سرادقات عزاء، وأيضا حوائط أحزان، بقدر ما تنشر هذه الأنباء الحزن، فهى تضاعف من شعور الناس بالخوف، والرعب أصبح معديا مثل الفيروس. 
 
مفارقة أخرى، وهى أن الرعب يتضاعف فى وقت يتم الإعلان فيه عن التوصل إلى لقاحات مختلفة مضادة للفيروس، حيث تتضاعف أرقام الإصابات بشكل غير مسبوق فى موجة تبدو أشد ضراوة، وخلال أقل من شهرين، تضاعفت أعداد المصابين والوفيات، فتجاوزت 75 مليونا حتى الآن، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال شهر واحد، ضمن متوالية لا تتوقف. 
 
كل مواطن فى العالم ينظر حوله، ويتابع أرقام الإصابات فى العالم، وأخبار اللقاحات، التى تم الإعلان عنها، وسط حالة من التصريحات والمعلومات لا تخلو من خليط من التفاؤل والتشاؤم، خاصة أن المعلومات منسوبة لعلماء وجهات طبية ومعملية. اللقاحات بدأت التجارب عليها فى أنحاء مختلفة، وتعاقدت دول على لقاح أو أكثر انتظارا للنتائج، لكن هناك أنباء حول آثار جانبية لبعض اللقاحات، «حساسية أو وفيات»، مع نفى من الجهات الطبية، وتصريحات تؤكد أن الربط غير وارد. روسيا أعلنت عن اتجاه لتطعيم أكثر من نصف الشعب خلال العام المقبل، الصين وزعت مليون جرعة لقاح ضمن تجاربها، مودرنا وفايزر طرحتا اللقاحات أمام الشاشات. 
 
ظهرت سلالة جديدة فى بعض مناطق بريطانيا، قال الأطباء: إنها أسرع انتشارا، وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون: لا شىء مؤكد عن سلالة كورونا المتحورة، لكنها أسرع انتشارا، ولا دليل على أنها أكثر فتكا، واللقاح لن يكون أقل فاعلية ضد السلالة المتحورة، لكن بريطانيا أعلنت فرض قيود من المستوى الرابع فى بعض مناطق لندن، خاصة التى ظهرت فيها السلالة المتحورة. 
 
فى نفس السياق، حذر أستاذ بجامعة أكسفورد من طفرات كورونا، التى قد تجعل اللقاح عديم الفائدة، لكن ريتشارد موكسون - مؤسس مجموعة أكسفورد للقاحات- عاد وقال، حسب ديلى ميل البريطانية: إن المخاوف بشأن تأثير الطفرات على اللقاح «لا أساس لها» حاليا، وإن سارس CoV-2، مر بطفرات لم تؤثر فى خطورته.
 
ويأتى الخوف من عدم كفاءة اللقاح تجاه الفيروس، لأن اللقاح يقوم على خلق أجسام مضادة تجاه بروتينات الفيروس، وأن الطفرة قد تغير من سلوك البروتين، مما يجعل الأجسام المضادة عاجزة عن التعرف عليه، لكن هذا لا يزال أمرا نظريا، خاصة أن هناك آراء تستبعد أى تحول فى أثر اللقاحات، وفى الأنفلونزا يتحور الفيروس، وتظل اللقاحات قادرة على مواجهته، لأنها تنتج طبقا لخليط سلالات. 
 
ومع التفاؤل، وإعلان بعض المصادر فى منظمة الصحة العالمية عن أن الشهور المقبلة قد تشهد نهاية للفيروس، هناك توقعات أخرى بأنه سوف يستمر لحين تلقيح أغلبية أو كل البشر، حتى تتكون مناعة تجعل كورونا مجرد فيروس موسمى يمكن مقاومته. 
 
وفى المقابل، لا تبدو لكنة التفاؤل مستمرة، خاصة مع اتجاه بريطانيا ودول أوروبا وأمريكا للإغلاق، وهو قرار يبدو فى عرف بعض الجهات الطبية غير مجد، فى ظل اتساع الإصابات، خاصة مع تضاعف الخسائر الاقتصادية للشركات والأفراد بشكل كبير، باستثناءات قليلة، وهناك تقارير تشير إلى أن اقتصاد العالم يحتاج إلى عامين ليصل إلى معدل ما قبل كورونا. 
 
وكل هذا يبدو ضمن حالة تختلط فيها علامات التفاؤل بالتشاؤم، ونحن لسنا بعيدين عن هذه الحالة، ونتابع لحظة بلحظة أنباء الفيروس وما يدور حوله من توقعات، ومصير اللقاح، وكمية ما ينتج منه، ومتى يمكن أن تتوفر كميات كافية للبشر أو لكل دولة، ناهيك عن مدى كفاءة اللقاحات وخطورة تداعياتها الجانبية.. كورونا وباء عصر المعلومات،  حيث الخوف عدوى مع الفيروس.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة