كشف الدكتور غريب فاوى أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب سوهاج، عضو الجمعية الدولية للسكتة الدماغية، عن أن عدم انتظام ضربات القلب، أو ما يعرف بالارتجاف الأذينى، يعتبر أهم سبب للجلطة الدماغية التي يغفل عنها الكثيرون.
وقال، إن المخ يساوى الوقت، بمعنى إن لم تحميه أو تسارع في حمايته، وعلاجه يفقد وظيفته ويحدث ما لا يحمد عقباه، موضحًا أنه مع بدايه حدوث الجلطة، يفقد المخ في أول ساعة ما يقرب من 120 مليون خليه عصبية لذا لابد من الاهتمام والوقاية من الإصابة بالجلطة.
وقال في تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، إنه من المعروف أن الجلطة الدماغية تمثل ثالث سبب للوفاة على مستوى العالم، وأول سبب للإعاقات الجسمانية والذهنية، موضحًا أن معظم أسباب الجلطة الدماغية يمكن الوقاية منها، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وزيادة الدهون بالدم، وزيادة الوزن، وقلة النشاط الجسمانى، والتوتر، والأرق، والاكتئاب، والحزن، والهم، والتدخين، وشرب الكحوليات، وتعاطى المخدرات، وسوء التغذية، أو التغذية غير صحية، وكثير من الأسباب التى يمكن تفاديها والتحكم فيها.
وقال، إن أسباب السكتة الدماغية الكثيرة تلك معروفة، ويتم فحص المريض لاكتشافها، ولكن يبقى نسبة ليست بالقليلة تترواح من 20 إلى 30 % تكون فيها أسباب جلطة المخ غير معروفة، أو غير واضحة، ومن هنا يجب التفكير جديا في أسباب أخرى أهمها عدم انتظام ضربات القلب، أو ما يعرف بالارتجاف الأذينى، وأمراض البطين، والتى تشكل أهم سبب للإصابة بجلطة المخ، موضحًا حيث أن الأرتجاف الأذينى بكل أسبابه سواء مرتبطة بأمراض صمامات القلب، أو غيره تجعل المريض عرضة للسكتة الدماغية أكثر من غيره بمعدل يزيد من 5 إلى 7 أضعاف فى حالة الارتجاف الاذينى الغير مرتبط بأمراض صمامات القلب، تزيد هذه النسبة لتصل إلى17% بمرضى صمامات القلب.
وقال، إن كل 3 من 4 مرضى مصابين الارتجاف الأذينى يمكن تحدث الجلطة المخية، وللأسف مرضى جلطة المخ بسبب الارتجاف الاذينى تكون الجلطة لديهم أصعب ونسب الوفيات أكبر، وتزداد لديهم نسب أمراض الشيخوخة.
وأوضح، أن الارتجاف الاذينى يزداد معدل حدوثه مع تقدم العمر بنسب تقريبًا متساوية بين الإناث والذكور تقريبًا واحد من كل 4 أشخاص معرضين للإصابة وتزداد هذه النسبة فى حالة معاناة الشخص بأمراض أخرى تؤثر على القلب مثل ضغط الدم المرتفع، ومرض السكرى، وزيادة دهون الدم، وضعف عضلة القلب، وأمراض الشريان التاجي.
وأكد أنه قد يحدث الارتجاف الاذينى لمريض جلطة المخ بصورة صامته بدون أعراض، وهنا تكمن المشكلة التى لابد من البحث عنها خاصة فى المرضى كبار السن، وليس هناك سبب واضح لجلطة المخ لديهم ولا يكتفى ابدا بعمل رسم قلب أو ايكو على القلب ولكن لابد من وضع المريض على مونيتور لقياس انتظام ضربات القلب لمدة لا تقل عن 24 ساعة إلى 72ساعة، وقد نحتاج فترة أطول.
وقال إن أهم أعراض أو شكوى مريض الارتجاف الاذينى هو خفقان القلب أى سرعة ضربات القلب، عدم انتظام دقات القلب والشعور بالاجهاد، وآلام الصدر، وصعوبة التنفس، والدوخة وعدم الاتزان، وفقدان لحظى للوعى .
قد يحدث الارتجاف الاذينى بصورة عارضة تستمر ثوانى إلى دقائق، وغالبا يعود القلب إلى المعدل المنتظم بدون أى أدويه، وقد تستمر الأعراض لمدة أيام أو أسابيع وهنا لابد من التدخل العلاجى و الدوائي، وقد تستمر الأعراض، موضحا أن عدم انتظام ضربات القلب لمدد أطول من ذلك
ومن أهم الأسباب التى تجعل الإنسان عرضة أكثر من غيره للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب أو ما يعرف بالارتجاف الاذينى هو الآتى:
ضغط الدم المرتفع، أمراض صمامات القلب الروماتيزمية، أمراض القلب المختلفة سواء التهاب أو ضعف عضلة القلب، النشاط الزائد بالغدة الدرقية، جلطات الرئة، التدخين، شرب الكحوليات، الإكثار من شرب القهوة والصودا، والمواد المخدرة.
ومريض الأرتجاف الأذينى أكثر عرضة للسكتة الدماغية من مريض ضغط الدم المرتفع، ومن مريض السكر.
