تمثل مشروعات الطرق والكباري التي تكثف الحكومة المصرية جهودها لرفع كفاءتها وتدشين طرق جديدة أحد أبرز محاور التنمية، والتي تعمل الدولة وفق استراتيجية محددة لتحقيق التنمية المستدامة والتي لن تحقق إلا بوجود بنية تحتية قوية يمكن الاستناد عليها في بناء دولة حقيقية قادرة على المنافسة في كافة المجالات.
لمسنا تطويرا حقيقيا لمشروعات الطرق في مصر والتي باتت قاطرة التنمية في البلاد حيث تقدمت الدولة المصرية 90 مركزًا في مؤشر جودة الطرق عام 2019 بين دول العالم، واحتلت المركز رقم 28، مقارنة بالمركز رقم 114 عام 2014.
ندرك حجم الضغوطات والتحديات التي تواجه الحكومة المصرية في عدة مجالات إلا أننا نكتب هنا عن قضية تؤرق أهلنا في الصعيد وتحديدا في محافظة أسوان التي تودع من كل عدة أشهر ضحايا جراء الحوادث المروية على الطريق الصحراوي الغربي (القاهرة/أسوان) أو كما يصفه أهلنا بطريق الموت والألم.
استيقظ أهلنا في محافظة أسوان يوم الأحد الماضي على فاجعة جديدة بعد وقوع حادث تصادم على الطريق الصحراوى الغربى "أسوان – القاهرة" بالقرب من مدخل قرية فارس في مركز كوم أمبو بين سيارة ميكروباص أجرة وأخرى ربع نقل وهو الحادث الذي أسفر عن مصرع 12 شخصاً وإصابة 5 آخرين، ولم يعد هذا الحادث أمر بجديد ولكنه متكرر بسبب عدم وجود ازدواجية للطريق الهام والحيوي الذي يحتاج إلى عمل متواصل لإنجازه كي ننتهي من كابوس حوادث الطرق.
نقلت في هذه المساحة وتحديدا في 8 يونيو 2019 تجربتي خلال السير على الطريق الصحراوي الغربي من مطار أسوان الدولي وحتى مركز ادفو والذي لا يوجد به ميزة واحدة حيث أنه طريق ضيق ووضعه كارثي رغم أن المحافظة تعد أهم المقاصد السياحية التي تنظم رحلات برية عبر "الأوتوبيسات" من أسوان إلى الأقصر بشكل شبه يومي.
ولو راجعنا أرشيف أخبار حوادث الطريق الصحراوي (أسوان- القاهرة) سنجد أنه في يونيو وقع حادث تصادم شاحنة نقل بسيارة أجرة ميكروباص على الطريق الصحراوى الغربى "أسوان - القاهرة" ما أدى إلى 13 حالة وفاة كما أصيب شخصين اثنين، ونفس الحادث تكرر في نوفمبر الماضي حيث شهد الطريق الصحراوى الغربى "أسوان_ إدفو" حادثا بشعًا بعد انقلاب سيارة ميكروباص، ما أدى لمصرع وإصابة 14 شخصًا بينهم سيدات.
الحقيقة أن الدولة لم تقصر في ملف الطرق والذي تم تخصيص ما يقرب من 377 مليار جنيه له خلال السنوات الماضية تم تخصيص 26 مليار جنيه منها لإنهاء تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي وامتداده حتي أرقين بطول 1155 كم خلال السنوات الأربع المقبلة، وأعلن وزير النقل أن المرحلة الرابعة من تطوير الطريق ستمتد من قنا وحتى مركز ادفو في محافظة أسوان، والخامسة من أسوان وحتى توشكى بطول 210 كم وبالتأكيد هذا لن يتم قبل عامين من الآن، وهو ما يتطلب ضرورة التفكير في وضع حل ولو مؤقت لحوادث الطرق ونزيف الدم في الجزء الأسوأ من الطريق الصحراوي الغربي( القاهرة – أسوان).
صرخة أهالي أسوان تنتظر تحركا حكوميا ملموسا لإنقاذ الأرواح البريئة التي تسقط ضحية لطريق الموت، فضلا عن أمنياتهم المتكررة بأن يتم تحقيق التنمية المستدامة الشاملة في محافظات الصعيد بعد عقود من الطي والنسيان من الحكومات السابقة التي لم تقدم للصعيد ما يستحق من خدمات خاصة في مشروعات البنية التحتية التي تعد أحد أبسط حقوق الإنسان في الحياة.
يثق أهالي الصعيد في صدق القيادة السياسية التي وعدت بتنمية الصعيد المهمش منذ عقود وقد لمسنا ذلك فعليا في مبادرة "حياة كريمة" التي تستهدف قرى ومدن نساها الجميع لكن ادراج القيادة السياسية لها ضمن المبادرة يؤكد أن مصر الجديدة تنظر إلى البسطاء أولا وقبل أي شيء، وننتظر جميعا تحقيق حلمنا الكبير في الوصول لكل المواطنين البسطاء الذين يتطلعون لمستقبل أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة