تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأربعاء، العديد من القضايا الهامة أبزرها، أن في الساعات الأخيرة قبل نهاية الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، تم التوصل إلى اتفاق يحكم العلاقة بين الجانبين من بداية العام القادم 2021. وعلى الرغم من التصريحات المتشددة من الطرفين، وإلقاء كل طرف اللوم على الآخر، فقد وصل الطرفان إلى حلول وسط لكل القضايا الخلافية في ما يتعلق بالتجارة الحرة، والتعاون الأوسع في كافة المجالات الأخرى.
مشارى الذايدى
مشارى الذايدى: هواجس "كورونا" والعام الجديد
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إننا على وشك أنْ نخرجَ الآن من حارات عام 2020 الخطيرة، الحافلة بالعصابات، والمخاطر، التي على رأسها "كورونا" وما خفي منها وما ظهر، ومع "كورونا الصحية"، لدينا "كورونا" أخرى لا تقلُّ عنها قبحاً، بل هي تتغذَّى منها... وتغذّيها، عنيت "كورونا" السياسية والإعلام!
سنغادر هذه الحارة، لكن إلى أين؟ على طريقة سؤال وليد جنبلاط الشهير.
عام 2021 الذي يطرق الباب للدخول، بماذا سيختلف عن سلفه؟ ما دامت الظروف والأسباب، والأهم المصالح، التي أنتجت لنا حصاد العام الفارط، لم تتغير، لماذا نتوقع شيئاً مختلفاً مع العام الجديد؟ أقصد تحديداً "ثقافة" الحجر والعزل والتباعد إلى أمد غير منظور، وأجل غير مسمى، وكما قال الشاعر السعودي الأمير خالد الفيصل: كل ما قلت هانت جد علم جديد!
خذْ لديك مثلاً: حذر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من أنَّ الإغلاق المشدَّد، الذي يشمل العاصمة لندن، بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا، قد يستمر أشهراً. مضيفاً أن واجب الحكومة اتخاذ إجراء لمجابهة السلالة الجديدة من الفيروس "الخارج عن السيطرة".
أحمد مصطفى
أحمد مصطفى: براجماتية بريكست
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن في الساعات الأخيرة قبل نهاية الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، تم التوصل إلى اتفاق يحكم العلاقة بين الجانبين من بداية العام القادم 2021. وعلى الرغم من التصريحات المتشددة من الطرفين، وإلقاء كل طرف اللوم على الآخر، فقد وصل الطرفان إلى حلول وسط لكل القضايا الخلافية في ما يتعلق بالتجارة الحرة، والتعاون الأوسع في كافة المجالات الأخرى.
صحيح أن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة لم يكن موحد الموقف دوماً، لكن في النهاية تحسم القوى الرئيسية فيه مثل ألمانيا وفرنسا، القضايا الخارجية، ومنها مفاوضات اتفاق بريكست بعدما أصبحت بريطانيا "خارجة" منذ خروجها الرسمي في 31 يناير 2020. إنما الخلاف الأكبر كان في بريطانيا، وحتى داخل حكومة بوريس جونسون وحزبها؛ حزب المحافظين. فهناك تيار على يمين زعيم الحزب ورئيس الوزراء يقوده زعيم الأغلبية في مجلس العموم (البرلمان) جاكوب ريس موج يوصف بأنه تيار "الصقور" الذين يفضلون قطعاً تاماً للعلاقات مع أوروبا والخروج بدون اتفاق، في الوقت الذي نجد فيه بقية القوى السياسية والمعارضة منها خاصة كحزب العمال، مع بريكست باتفاق.
في النهاية، تغلبت البراجماتية السياسية لرئيس الوزراء، ليقدم التنازلات المطلوبة مقابل التنازلات الأوروبية للوصول إلى اتفاق مع أكبر شريك تجاري لبريطانيا. فاتفاق بريكست يضمن تجارة حرة بين بريطانيا ودول أوروبا، تقترب قيمتها السنوية من تريليون دولار؛ إذ إن نصف تجارة بريطانيا الخارجية تقريباً هي مع الاتحاد الأوروبي. والأهم أن الاتفاق يجنب بريطانيا فوضى اقتصادية كانت ستكلفها انكماشاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2%، وخسائر بنحو 80 مليار دولار وحوالي ثلث مليون عاطل عن العمل في حال كان بريكست بدون اتفاق.
بول شاؤول
بول شاؤول: لبنان بين الرهانات والارتهانات
قال بين الرهانات والارتهانات، الداخلية والخارجية، بين المشاركة والمغالبة (بين المتلاعبين).. تتهاوى أوراق الحلول وسط المبادرات (الفرنسية، العربية، الفاتيكانية).
صحيح أن الرهانات على الخارج قد تكون ضرورية أحياناً، إذا كان هذا الخارج يقدم ما يقدم من الأجوبة الشافية والمفيدة، إلى دولة موجودة ومستقلة، وزعماء يمحضون ولاءهم الشعب والوطن، لكن ماذا نفعل إذا كانت هذه الرهانات مجرد ارتهانات، يتحكم بها الخارج؟
كلنا نعلم أن تاريخ لبنان منذ أواسط القرن التاسع عشر، وحتى اليوم، يرتبط برهانات القوى المذهبية وغير المذهبية بالخارج، كخضوع لمصالح هذا الخارج في البلد.
من هنا نرى أن كل الأحداث الدموية والصراعات باعتبارها مؤامرة أو "تدخلاً" أو اختراقاً، تحت شعار الغلبة لهذا الفريق أو لذلك الحزب، تصدر في العمق عن غلبة القوى الخارجية على مقدرات الوطن، بكيانه وسيادته ووحدته. وقد استمر ذلك على امتداد أكثر من 160 عاماً، ومازال مستمراً في محطات أساسية: أحداث 1958 بين أنصار حلف بغداد (الموارنة) وقابله "عدم الانحياز"، وحرب عام 1975.. وتغيرت عبر كل ذلك السحن، والدول، بحيث أصبح لبنان مجرد ورقة خارجية تشهرها القوى الداخلية، حيث لم يتغير الوضع كثيراً اليوم. فبعد خروج الوصاية السورية من لبنان (بضغط ثورة 14 آذار) حلت محلها "المقاومة" الراهنة التي ترتبط بإيران ارتباطاً عضوياً.