عبد الله شلقم
عبد الله شلقم: أفريقيا الصفراء
قال الكاتب فى مقالة المنشور بجريدة الشرق الأوسط إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. مقولة صينية تحركت على الأرض وصنعت الصين الجديدة. اليوم هناك رحلة صينية أطول، وهدفها مختلف، وكذلك مسافاتها ونوع خطواتها. إنها الرحلة الصينية الطويلة الأخرى نحو القارة الأفريقية. خطوات أقدامها اقتصادية وثقافية واجتماعية، ولا تخلو من أصابع عسكرية أيضاً، الصين، القوة العالمية الصاعدة بسرعة نوعية. بعد أن صارت المصنع الكبير للعالم، انتهجت سياسة خارجية تتكامل فيها العوامل الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
أفريقيا - وخصوصاً منطقة جنوب الصحراء الكبرى - عانت طويلاً من واقع الاستعمار الذي لم تزِل آثاره سنوات الاستقلال. أفريقيا، القارة الغنية بكل أنواع الخامات والمياه والغابات والقوة البشرية، كانت في حاجة إلى محرك يدفعها نحو توظيف إمكانياتها الكامنة، لتكون مواد للتنمية بكل أنواعها ومجالاتها المختلفة. لم تغب الاستثمارات الخارجية في القارة، وخصوصاً الأوروبية؛ لكنها لم تكن بالحجم والكيفية التي تصنع فارقاً ملموساً على الأرض. الصين بقوتها الاقتصادية الهائلة وثروتها البشرية الفائقة، اندفعت كالسيل لتمد وجودها الاقتصادى والبشرى، في كل أنحاء القارة السمراء العذراء.
ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة: العراق والهوية الوطنية
قالت الكاتبة فى مقالها المنشور بجريدة البيان الإماراتية إن بدأت الصراعات الطائفية ذات الدوافع السياسية والمصلحية في البروز بوضوح في العراق خلال الفترة الأخيرة عن طريق التحكم وتوجيه الوعي الاجتماعي نحو ضرب الهوية العراقية، وكلما اقتربت الانتخابات أو شعر طرف بالإحراج السياسي، لجأ إلى الضرب على الوَتر الطائفي، ورغم أن الفساد ارتبط بنظام المحاصصة فقد ارتبطت الدعوة لمحاربته بالدعوة إلى عودة الدولة الوطنية والتمسك بالهوية الوطنية، وبدأت حزم الإصلاحات بالظهور واحدة بعد أخرى، استجابةً لنداء الشعب العراقي، إلا أن اقتراب المواعيد الانتخابية جعلت الأمور تعود إلى المربع الأول.
المجتمع العراقي بحاجة إلى تكريس الهوية الوطنية التي تضم الجميع تحت راية بلد واحد والعمل بروح وطنية خالصة لبناء الدولة، وخدمة المواطن بدلاً من السعي إلى تكريس مبدأ المحاصصة، فإرادة الخير لا زالت قوية، ولكن ينقصها سوى الفعل ودعم توجهات الدولة في الإصلاح الجذري للنظام السياسي.
محمد الرميحى
محمد الرميحى: الكويت تنتخب فى زمن «كورونا»
قال الكاتب فى مقالة المنشور بجريدة الشرق الأوسط" : يذهب الناخبون في الكويت اليوم إلى صناديق الانتخاب لاختيار خمسين عضواً لمجلس الأمة، وهي الانتخابات الثامنة عشرة في تاريخ الكويت، بإجمالي عدد الناخبين 536 ألف ناخب بزيادة تقريباً 100 ألف ناخب عن عام 2016 (آخر انتخابات)، أما عدد المرشحين فبلغ 362 مرشحاً، من بينهم 33 سيدة بزيادة 75 مرشحاً عن الانتخابات الماضية (انسحب بعض منهم). في زمن «كورونا» من المتوقع أن تقل نسبة الإقبال على التصويت في العديد من الدوائر، وهي خمس دوائر انتخابية تنتخب كل منها عشرة أعضاء على أساس أن كل صوت له حق في انتخاب مرشح واحد. سبق هذه الانتخابات في المنطقة العربية اثنان في الأردن ومصر، وفي المكانين كان الإقبال على التصويت بنسب متدنية (أقل من 30 في المائة ممن يحق لهم التصويت)، وليس ببعيد أن تكون نسبة الإقبال متقاربة في الكويت.
ليس فقط جائحة «كورونا» التي غيرت وتغير نتائج العملية الانتخابية، فهناك متغيرات أخرى، حيث فقدت الكويت منذ فترة قريبة أحد كبار سياسييها، هو المرحوم الشيخ صباح الأحمد في سبتمبر (أيلول) الماضي، وقد كان من أعمدة التطور الكويتي المعاصر، وفد أنشأ قبل وفاته لجنة للنظر في مجمل الوضع السياسي، ربما من أجل تغيير هيكلي استراتيجي مستحق، إلا أن اللجنة توقف عملها، ولم يكن هناك متسع من الوقت للنظر من قبل الإدارة الجديدة في تطوير أو إصلاح العملية الديمقراطية الكويتية والتي تشتكي من عدد من عناصر عدم التوازن، كتب عنها مختصون الكثير من الدراسات، وظهر العوار جلياً في الممارسة للمجلس المنتهية ولايته، وهو الأكثر استقراراً؛ فعدد من المجالس المنتخبة السابقة لعام 2016 تم حلها إما بسبب أخطاء في العملية الانتخابية، أو بسبب اصطدام بين السلطتين، الحملة الانتخابية هذه المرة كانت مختلفة، بعضها جرى عن بُعد وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى من خلال تجمعات لم تكن مصرحاً لها.
زينب الخضيرى: ثقافة التدقيق والتمحيص...!
تساءلت الكاتبة فى مقالها المنشور بجريد ة الرياض السعودية: هل فكرت أن تعيش حياة الانمحاء وراء عملك، بمعنى أن تخلص له بطريقة مفجعة؟ وهل ترغب في أن يكون صنيعك وحده الحاضر في هذه الحياة؟ أتوجه هنا للكتاب والمؤلفين وأصحاب المحتوى الأدبي والفني وغيرهم من أصحاب الاختصاص، فكل جملة أو نص هو الأساس الذي يرتكز عليه، بمعنى: إن المحتوى هو الأساس وليس الوسيلة، حيث الكتاب والصحافة المرئية أو المسموعة وغيرها من الوسائل الرقمية، هي قنوات تواصل تتغير بحسب طبيعة المجتمع وتطوره التكنولوجي والاقتصادي، فمثلاً جمهور الصحافة في العالم الرقمي هو: أنت، وأنا، وهو، وهي، ونحن، وهو ما نعتمد عليه بغض النظر عن النقاشات الدائرة حول الصحافة الورقية والمكتبات الورقية والرقمية، أتفق أن العالم الرقمي عالم سهل وطيّع يجيء إليك دون حراك، وعند الكتابة والنشر الرقمي يكون هناك تفاعل سريع لأن المتلقي يمارس في تلقيه للخبر أو المعلومة رفضاً وقبولاً ويأتيك رد فعله مباشرة، حيث أن التفاعل السلبي والإيجابي يثريه، وهذا يؤكد لنا أن المتلقي يمثل المشارك والمساهم في إعادة إنتاج نوع المعلومة أو الخبر، حيث يبني المتلقي رؤاه من خلال طرح محتوى عميق ومقنع وحيادي، فهو لا يتوقف عند قراءة النص المكتوب أو الخبر وينتقده بل أحياناً يعيد إنتاجه ويشاركه من خلال ما استوعبه واختزله في عقله اللاواعي، فدور هذه الوسيلة الرقمية لن يختلف، فنحن نبحث عن المحتوى ولكن لا نستطيع التحكم بهذا المحتوى الذي يشارك فيه المليارات من الناس وهم في منازلهم، والمرعب أكثر هو سلبيات هذا التشارك العالمي الذي يجعل خوض غير المتخصصين في شؤون سياسية أو علمية أو اجتماعية بدون مرجعية عميقة سهل جداً، مما يخلق تضليلاً للمجتمع والرأي العام ويخلق أزمة عدم ثقة في كل ما يقال، لذلك متى نتجه لثقافة التدقيق والتمحيص والتأكد؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة