يحتفل العالم تلك الأيام بمناهضة العنف ضد المرأة، ويسيطر اللون البرتقالى شعار المناهضة على العالم رغم ظروف انتشار فيروس كورونا فى مختلف دول العالم، وما نستعرضه خلال التقرير التالى هو كيف كانت تعامل المرأة خلال حضارة العصور الوسطى، حيث ازدهار الحضارة الإسلامية.
يقول الباحث شريف فوزى، منسق عام شارع المعز، نحن نعلم جميعا أن الإسلام انتصر للمرأة وحقوقها واحترامها فى وقت انتشر فيه العنف ضد المرأة للأسف حاليا حتى فى الدول المتقدمة مثل أمريكا وأوروبا فهناك بعض الإحصائيات فى أمريكا تذكر تعرض كل امرأة من إجمالى أربعة للعنف من قبل شريكها ومتوقع زيادة تلك الأعداد.
وأوضح شريف فوزى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إذا أبحرنا فى تاريخ مصرنا فى عصورها الوسطى، وحتى الآن نجد الاحترام والتقدير للنساء وليس كما هو شائع أنها كانت معرضه للعنف والإهانة والإهمال فى ظل حضارة العصور الوسطى، حيث ازدهار الحضارة الإسلامية بل العكس تماما، فنجدها تعمل وتشارك فى أغلب المهن من الطب وفن صناعة الخزف وتدريس العلوم الدينية كمحدثات وغيرها من المهن وتمتلك المنشئات و التجارة، وهذا لا ينفى تعرض بعض النساء فى تلك الفترة للعنف، والعنف ليس الإيذاء الجسدى فحسب بل والنفسى كذلك.
وتابع شريف فوزى، التحرش عنف ومنعها من التعلم عنف تزوجيها وهى قاصر أو دون موافقتها عنف وهو ما لايتفق مع ديننا حتى أننا نجد حالات فى العصر المملوكى شاهدة على حماية المرأة كان أبطالها القضاة والسلاطين والشعب نفسه، فكثيرا ما تعرض بعض القضاة للعنف من قبل بعض الأزواج نتيجة تطبيق القضاة للشرع وانحيازهم للنساء فكان الأزواج هنا يثورون على القضاة بسبب ذلك حتى أنه كان هناك قلة من القضاة يظلمون النساء فى أحكامهم آنذاك كانت المرأة لا تتوانى على شكوتهم للسلاطين، فنجد مثلا قيام سلاطين المماليك مثل "جقمق وقايتباى" بالتصدى لبعض القضاة الظالمى للنساء فى أحكامهم كذلك نجد الكثير من السلاطين المماليك يعاقبون أمرائهم ويهددونهم بالموت نتيجة تعرض هؤلاء الأمراء للتحرش بنساء العامة.
وأكد الباحث شريف فوزى، أن هذا لا ينفى قيام بعض من السلاطين المماليك وأمرائهم بالتحرش ببعض النساء مثل السلطان أحمد بن قلاوون والسلطان محمد بن قايتباى، ونلاحظ هنا أن هؤلاء السلاطين لم تمتد فترة حكمهم ولم يتركوا أثرًا قويًا مثل آبائهم السلاطين العظام.
وقال من نماذج تصدى السلاطين مثلا للعنف ضد المرأة الظاهر بيبرس البندقدارى من أبطال موقعه عين جالوت وهزيمة التتار، والذى كان ينزل من القلعة متنكرا فوجد بعض من المماليك يقومون بالتعدى على امرأة وتعريتها دون أن يدافع عنها أحد فكان فى يومه التالى أن استدعى مسئولى الأمن والخفر لتقصيرهم وقام بمعاقبتهم، ونجد أيضا السلطان اينال الأجرود المملوكى الجركسى يصدر قراره بمعاقبة كل من يعتدى على امرأة بالضرب مائة مرة بالعصا، كما نجد السلطان الغورى حينما علم أن بعض مماليكه قد تحرشوا واعتدوا على بعض النساء قام بضربهم ضرب مبرح حتى كادوا يهلكوا ثم أمر بتحويل مرتباتهم إلى تلك النساء كتعويض لهم، وهكذا نجد أن الغالب فى معامله المرأة التقدير والاحترام فى تلك الفترة، فهذه بعض نماذج لتصدى الدولة فى مصر فى عصورها الوسطى للعنف ضد المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة