لم يكن تأثير إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص خطته عن السلام ، ذو تداعيات سلبية فقط على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة فقط، وإنما أيضا على الدول العربية والخليجية على نحو سواء، لا سيما لكونها القضية الأولى وعلى رأس أولويات القادة والزعماء من المحيط والخليج .
الأخطار الأمنية على الدول العربية والخليجية
بطبيعة الحال سيؤدي ذلك الإعلان إلى توتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وحدوث مواجهات بين الفلسطينيين المحتجين الرافضين لبنود الخطة المجحفة والغاصبة لحقوقهم وقوات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في القدس المحتلة والصفة الغربية.
و ستستخدم إسرائيل القوة العسكرية المفرطة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل لإثنائه عن مطالبه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وليس ما طرحه "ترامب" في صفقته المشبوهة ، مما يترتب علي ذلك ،زيادة القمع الإسرائيلي وسقوط شهداء وجرحى ومصابين في صفوف الفلسطينيين ، وهو ما يترتب عليه تدخل عربي سياسي لوقف النزيف الفلسطيني، وتعرية إسرائيل أمام العالم.
وسط هذه الأحداث ستظهر على الساحة من جديد المنظمات الإرهابية مثل تنظيم "داعش" وعلى من شاكلته للتخطيط لعمليات إرهابية ضد العواصم العربية، مستخدمة الخلايا الإرهابية النائمة في العراق وتحديداً في الموصل وكركوك وفى سوريا وفى شمال مصر وغيرها، بزعم وادعاء نصرة الشعب الفلسطيني ودفاعاً عنه ضد التواطؤ العربي وما تسوقه من أكاذيب.
الفوضى فى العراق
وسيدفع الانسحاب الأمريكي من العراق في ظل هذا الأوضاع السياسية والاحتجاجات في محافظات العراق تزامناً مع إعلان الخطة ستعود العراق إلى المربع صفر وانتشار الفوضى ، ومثل هذه الأوضاع ستكون دافعاً لداعش للسيطرة على الأراضي التي تم تحريرها في عام 2017 .
وخاصة عقب استهداف المليشيات المسلحة للسفارة الأمريكية في بغداد بثلاث صواريخ كاتيوشا وكذلك استهداف قاعدة التاجي وعين الأسد في العراق ، وهو ما سيدفع القوات الأمريكية الانسحاب من العراق.
تدخل إيران فى غزة
بعد إعلان الخطة سارعت إيران في التواصل مع حركة حماس في قطاع غزة ، بزعم دعم القضية الفلسطينية التي لم تقدم لها طهران أي شيء حيث كشفت وسائل إعلام فلسطينية عدة عن إجراء رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علي لاريجاني بإجراء اتصالات هاتفية بقيادات حماس منهم إسماعيل هنية وكذلك الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة.
الانتهازية الإيرانية للأحداث ستجعل طهران تستخدم حركة حماس كذراع للرد على مقتل قائد فيلق القدس السابق الإرهابي قاسم سليماني، من خلال الزعم دعم المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وهو ما سيدفع إسرائيل ريما لعمل عسكري في غزة وما ينتج عنه من قتل المدنيين.
تأثر دول الخليج اقتصاديا
لن تكون دول الخليج في منأى عن سلبيات وتداعيات خطة ترامب حيث من المرجح أن تتأثر أسعار النفط هبوطاً جراء ذلك الإعلان المشؤوم من قبل "ترامب" ،وذلك لتأثر حركة الملاحة والطيران تجاه الشرق الأوسط.
كما سينتهز الحوثيين هذا الزخم من الأحداث من أجل شنت هجمات صاروخية على دول التحالف لا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات، وعلى معسكرات تمركز قوات التحالف في اليمن وأيضا دفع إيران ميليشياتها المسلحة في استهداف ناقلات النفط لتهديد مصالح دول الخليج العربي.
وليس بغريب على إيران راعية الإرهاب والمليشيات المسلحة القيام بمثل هذه الأفعال مثلما استهدفت ناقلة نفط بريطانية ومنشآت نفطية تابعة لأرامكو السعودية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة