تناولت مقالات صحف الخليج، العديد من القضايا التى تتصدر المشهد العربى والعالمى، وطرح الكاتب الكبير سمير عطا لله فى صحيفة الشرق الأوسط مجموعة من التساؤلات التى تحتاج للإجابات بشأن تراجع اقتصاد الدول العربية ، فيما سلط الكاتب نايف الوعيل الضوء عن أهمية التوعية بالتعامل مع الفيروسات الوافدة بعدما طغت أخبار فيروس "كورونا" على جميع الأخبار سواء المحلية أو العربية والعالمية معا.
سمير عطا الله إدمان الثرثرة
سمير عطا الله
وتحت عنوان "إدمان الثرثرة" كتب سمير عطا الله :"دمّرت الحرب العالمية الثانية بلدان «المحور» و«الحلفاء» على السواء. تحوّلت ألمانيا واليابان المعتديتان إلى ركام وتراب، وخرجت لندن من تحت الغارات الهتلرية حطاماً وفقراً. لم تنجُ دولة من دول الفريقين من نيران الجحيم المتبادلة بين الحلم النازي الفاشستي، ومحاولة الصمود الديمقراطي. وكانت الدولتان الأكثر خراباً هما الأكثر تخريباً، أي ألمانيا واليابان. بعد 15 عاماً، سافرت مع حقيبة جلدية فائقة التواضع، إلى ألمانيا. لم يكن فيها أي أثر لأي حرب، لا في شوارعها ولا في محطّات قطارها ولا في بيوتها، ولا خصوصاً في نفوس الناس. كانت مدنها قد نسيت تماماً زمن الخراب، وعادت دولاً صناعية من الدرجة الأولى، تصدّر إلى العالم أجمع أفخم السيارات وأمتنها والأكثر قدرة على المنافسة. وفي المقلب الآخر من العالم، كانت اليابان تعيد تعمير ما خرب وتتحوّل إلى الدولة الصناعية الثالثة في العالم. أما الثانية فكانت بالطبع ألمانيا الغربية.
جرت في الدولتين محاكمات عسكرية للمسؤولين عن القتل والإبادة. وهي طبعاً محاكمات المهزوم أمام المنتصر. وانتعش الازدهار البريطاني خلال سنوات قليلة، ولم يعد سكّان لندن يقللون أكياس الشاي وحبّات السكّر. فبالنسبة للذين لم يكونوا في قلب الحرب، التي أدّت إلى دمار ما بعده دمار، لم تكن هناك أي علامة يتذكّرونها بها. حتى إيطاليا الأكثر كسلاً وغناءً، صارت الحرب خلفها بأشواط. وعادت الأنوال والمصانع والفبارك والسفن والطائرات والقطارات تعمل لكي تمحو الأمس وتكتب المستقبل.
عبدالعليم محمد: مصر التغيير وتصحيح المسار
عبد العليم محمد
وفى صحيفة البيان كتب عبد العليم محمد عن خطوات التصحيح فى مصر، قائلا :"بين حراك 25 يناير عام 2011 وثورة 30 يونيو عام 2013، علاقات وارتباطات لا تنفصم عراها، وليس بمقدور أحد الفصل بين هاتين الموجتين، ليس فحسب لأن الدستور قد تضمن الإشادة بهما، ولكن لأسباب أكثر تجذراً وعمقاً، فإذا كانت الموجة الأولى في 25 يناير قد طرحت وبقوة ضرورة التغيير والخروج من دائرة الركود والجمود، فإن الموجة الثانية في 30 يونيو عام 2013، قد صوّبت مسار هذا التغيير وأهدافه ووضعته في السياق الطبيعي والتاريخي المتوافق مع توق المصريين للتغيير، ومع ثقافتهم وهويتهم.
بين هاتين الموجتين قواسم مشتركة، أبرزها أن القوات المسلحة المصرية قد انحازت في كليهما لمطالب ملايين المصريين، الذين شاركوا فيهما، ورحب المواطنون بكل أطيافهم بدعم القوات المسلحة المصرية لمطالبهم؛ في الموجة الأولى في 25 يناير وما بعده انتشرت القوات المسلحة المصرية في مختلف ربوع البلاد، لتأمين المواطنين والمؤسسات والمنشآت والمقرات والمصالح، أما في الموجة الثانية للثورة في 30 يونيو فقد أيدت القوات المسلحة المصرية مطالب المواطنين المصريين واحتجاجاتهم، والتي لم يكن مقدراً لها أن تتمكن بمفردها من تصويب المسار وإسقاط حكم الإخوان، وتولت القوات المسلحة قيادة التغيير وبلورت مطالب الشعب.
كورونا.. تحت مجهر الإعلام
نايف الوعيل
وفى صحيفة الرياض السعودية سلط الضوء الكاتب نايف الوعيل على أهمية التوعية بالتعامل مع فيروس كورونا، قائلا: "مع تواتر أخبار الاشتباه، وحالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، يحرك مواطنى دول العالم دونما استثناء خوفٌ غريزي واحد، يتمثل في وصول الفيروس الوبائي إلي المربع المحيط بهم وإدراكهم، وما يرتبط بذلك من صور ضبابية ومأساوية تتمثّل في احتمالية العدوى، السقوط كضحايا، الوقوع تحت طائلة الحجر الصحي، وغيرها من التصورات، بالتأكيد، يرتفع منسوب القلق والتوتر ذاك، كلما كان الفيروس قريبًا، والعدوى على وشك الوصول، سواء بطريق الموانئ الجوية أو البرية أو البحرية، أو احتمالية إصابة أحد الزوار القادمين من البلاد التي ظهرت فيها العدوى قبيل الإعلان عن الوباء، لكن المُلاحظ أن بُعد المسافة أو قربها، لا يشكل عنصرًا حرجًا بشكل كبير في تحديد حجم القلق والذعر، وربما الهستيريا الشعبية، في غياب المعلومة العلمية الموثّقة، التي تُعلن بوضوح عن الأرقام، والأعراض، واحتماليات الإصابة، وتشرح موقف الفيروس وخريطته الجينية، ومدى خطورته، دونما تهويل أو تهوين، وبمنتهى الحيدة.
بنظرة سريعة على المحتوى المتعلق بالفيروس القاتل الجديد، نجد أن أغلب المنصات الإعلامية العربية لجأت بشكل شبه حصري إلى أنماط تقليدية من التغطية الإعلامية، ترصد من خلالها أعداد الإصابات بالفيروس حول العالم، جداول وبيانات، وأخبار عن خطوط طيران تعلق رحلاتها إلى الصين، إضافة إلى تعليق بعض التأشيرات السياحية، كلها أخبار تعبر عن الأزمة فى ذهن المواطن العربي القارئ إلا أنها لا تفسرها بالضرورة، وهو الدور الذى يقع على كاهل الصحافة العلمية، وتقوم به بعض المنصات الإعلامية على استحياء.