"الخال والد"، مقولة قلبتها تلك الجريمة رأساً على عقب، فلم يعد لصلة الرحم معنى أمام سفك الدماء، فأصبح الدم مباحاً، في سبيل المال كل شيء لم يعد محظوراً.
جريمة بشعة، أثارت غضب وحفيظة أهالى مدينة السلام بالقاهرة، بعد أن أقدم "فرارجى" على قتل ابن شقيقته، لخلاف على مبلغ 700 جنيه.
البداية كانت قصة كفاح بين الخال وابن شقيقته، منذ أن كانا في قرى الصعيد سوياً، بحث الخال عن طريق العمل في قلب القاهرة بصحبة ابن شقيقته، ليسافرا سويا للعاصمة بحثاً عن "لقمة العيش".
عاش الخال وابن شقيقته وسط ضجيج العاصمة، بعد إنشاء محل لبيع الدواجن داخل مدينة السلام، ظل الشاب يعمل مع خاله إلى أن قرر الشاب التخلي عن خاله والعمل في مكان آخر بحثاً عن فرصة جديدة بمرتب أكبر مما اعتاد عليه من خاله، ظل الأمر كما هو الشاب يعمل بعيداً عن خاله، والخال يعمل وحيداً داخل محله الصغير بالسلام.
تردد الشاب على خاله مرتين مطالباً براتبه المتبقى لديه والبالغ 700 جنيه، تفاصيل ما حدث في المرتين لم يعلمه الجيران، مرت الأيام وحضر الشاب ثائراً يحمل سلاحا أبيض بيده، دخل على خاله المحل مطالباً براتبه المتبقى لديه 700 جنيه، فوجئ الخال بالأسلوب الذى قام به ابن شقيقته، نشبت مشاجرة بين الطرفين قام على إثرها الشاب بالاعتداء على خاله محدثاً به جرحاً بالرأس.
جن جنون الخال فأمسك بسلاحه الأبيض "كذلك"، وهرول خلف ابن شقيقته لا يرى شيئا أمامه، فقد أعماه الشيطان فلم يبصر إلا بعد طعنه لابن شقيقه أمام المارة، عائداً إلى محله الصغير يداوى جراحه، لم يعلم أن تلك الطعنة ذهبت بروح ابن شقيقته إلى أدراج الرياح، فلم يدر إلا بعد أن حضرت قوات الأمن لتلقى القبض عليه في حالة ذهول، يتساءل بينه وبين ذاته كيف قتلت من كنت أحمله يوماً؟.
قوات الأمن ألقت القبض على المتهم، وحرر المحضر اللازم وتمت إحالته للنيابة العامة، التي قامت بدورها باستجوابه.
واعترف المتهم بالتحقيقات بارتكابه جريمة قتل ابن شقيقته، مستخدما "كزلك" بعد مشاجرة نشبت بينهما بسبب خلافات مالية سابقة، واستطرد المتهم: "كنت بدافع عن نفسي، حاول يقتلني واعتدى عليا عشان ياخد 700 جنيه، ومكنتش عايز أقتله أبداً، ده ابن اختي ومتربي علي أيدى وكنت بعتبره زي ابني وجبته معايا من الصعيد عشان يقف في ظهرى ويساعدني في مشروعي لكن هو من بدأ بالغدر".
وأضاف المتهم: "المجني عليه كان يعمل معي في الصعيد وهو في عمر العاشرة، وعندما قررت الحضور للقاهرة للعمل اصطحبته معي، لكنه تعرف علي شباب سلوكهم سييء واصطحبوه معهم لتعاطي المواد المخدرة، وده سبب المشاكل بيننا، وطلبت منه مرات عديدة الابتعاد عنهم لكن بلا جدوى، حتى تفاجأت بأنه ترك العمل معي والسكن أيضا وأخذ مني كل مستحقاته كاملة، لكن تردد علي أكثر من مرة لأخذ أموال "سلف" لكني رفضت فتعدى علي بالضرب وحاول قتلي".
كان قد ورد بلاغ إلى المقدم محمد السيسي، رئيس مباحث قسم شرطة أول السلام، يفيد بوقوع جريمة قتل بدائرة القسم، وانتقلت الأجهزة إلى مكان الواقعة، وتبين أن المجنى عليه شاب في العقد الثاني من العمر، وبه طعنة نافذة بالصدر، وتبين أن سبب ارتكاب الجريمة خلافات بين المتهم والمجنى عليه، وعقب تقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض علي المتهم، وتم تحرير المحضر اللازم حيال الواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة