تعد رواية "يوليسيس" للكاتب الإيرلندى الشهير جيمس جويس، واحدة من أشهر الروايات العالمية في القرن العشرين، وتصنف على إنها من روايات الواقعية النفسية، وبنيت الرواية النفسية البارزة على متوازيات، ويعتبر البعض أن شخصيات الرواية أحداثه تتناص مع أسطورة الأوديسة اليونانية القديمة، ويطلق عليه البعض ملحمة القرن العشرين.
والرواية نشرت للمرة الأولى على حلقات في جريدة "ذا ليتل ريفيو" الأمريكية بين شهري مارس 1918، وديسمبر 1920، ثم نشرته سيلفيا بيتش في باريس في كتاب صدر في 2 فبراير 1922، تعد من أبرز الأعمال في الأدب الحداثي حتى أنها اعتبرت "نموذجاً وإجمالاً للحركة بأكملها"، وجاءت في المرتبة الخامسة والأربعين ضمن أفضل 100 رواية عالمية حسب تصنيف BBC، في القائمة المختارة حسب الترتيب الزمني من عام 1605 وحتى عام 2001.
واعتبرتها الاوساط الادبية حدثا ابداعيا بسبب اتباع المؤلف تقنية فنية هي تيار الشعور حيث تدور أحداث الرواية خلال يوم واحد في حياة بطلها ليوبولد بلوك.
تدور أحداثها في أحد أيام عام ١٩٠٤ في مدينة دبلن.. في أزقّتها وشوراعها ومنازلها ومتاجرها ومكاتبها الصحافية وحاناتها ومستشفياتها وبيوتها الدعارية ومدارسها، وتعد هذه الرواية محاكاة للملحمة الشعرية "أوديسة" للشاعر هوميروس، ويظهر ذلك جليًا في فصول الرواية الثمانية عشر؛ فيروي فيها هوميروس قصة أوديسيوس -الذي كان معروفًا باسم أوليسيس في أساطير الرومان- البطل الإغريقي ومغامراته الملحمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفي طريق العودة لوطنه إيثاكا ولمِّ شمل المملكة والعودة لزوجته المخلصة بينيلوب -التي حاصرها بعض الخاطبين- وابنه تليماخوس.
وتُعتبر هذه الرواية استكمالا لقصة ستيفن ديدلوس التي رُويت في رواية صورة الفنّان في شبابه، بالإضافة إلى كونها سلسلة من متوازيات هومر البارزة، باستقاء شخصياتها ومشاهدها من دبلن لتكون مماثلة لتلك التي في أسطورة الأوديسة؛ فيمكن بسهولة الإدراك بأن بلوم يمثّل دور يوليسيس، وزوجته مولي تمثّل دور بينيلوبي، وستيفن ديدلوس يمثّل دور تليماخوس- ابن يوليسيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة