حالة من القلق بدأت تنتاب المواطنين الأمريكيين بعد ظهور حالة إصابة بفيروس كورونا في ولاية كاليفورنيا، خاصة أن المصاب لم يسافر لأي بلد من البلدان التي شهدت انتشار الفيروس منذ ظهوره، في ظل مخاوف لدى الإدارات الصحية فى الولايات المتحدة من الثقة المفرطة التى يتعامل بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وبحسب ما نشرته شبكة "سى إن إن" الأمريكية فى تقرير لها الخميس، يحاول ترامب إظهار ما يقوم به بجهد لمواجهة الخطر المحتمل للفيروس، مشيرة إلى أن توقعات الخبراء والمختصين تختلف كثيرًا عن تلك الثقة.
وقبل يوم من ظهور حالة الإصابة، ظهر ترامب فى مؤتمر صحفي الأربعاء، وتحدث عن حالة الطوارئ الصحية في جميع أنحاء العالم التي شهدت انتقال الفيروس كما هو الحال فى كوريا الجنوبية وإيطاليا وكل قارة ، قائلاً: إن الخطر الذي يواجه الشعب الأمريكي لايزال منخفضًا، كما أعلن خلال المؤتمر أن مايك بينس نائبه سيقود جهود الحكومة في الاستعداد للفيروس.
من جانبه أعلن رئيس مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أليكس أزار عن أن حالة الإصابة التي ظهرت في ولاية كاليفورنيا هي لشخص "لم يسافر لأحد البلدان المنتشر بها الفيروس وهو الأمر الذي آثار تساؤلات حول إمكانية انتقال الفيروس عبر المجتمعات".
ويشير الارتباك حول التقسيم الدقيق للمسئوليات بين بنس ومركز السيطرة على الأمراض إلى خطة غير مدروسة حيث قال أزار: "ما زلت رئيسًا لفريق العمل. لقد سررت لأنني ساعدني نائب الرئيس". مشيرًا إلى أن نائب الرئيس مايك بينس سيضيف فريقًا من البيت الأبيض لمراقبة تطورات انتشار فيروس كورونا بالتعاون مع الكونجرس كأول قرار يتخذه في مهمته الجديدة
وفي نفس السياق كانت إجابة ترامب غامضة عندما سئل عما إذا كان على المواطنين الأمريكيين الاستعداد لانتشار فيروس كورونا في المجتمع حيث قال: "لا أعتقد أن هذا أمر لا مفر منه. نحن نقوم بعمل جيد وهناك احتمال أن يزداد الأمر سوءًا. هناك فرصة إذا كان من الممكن أن يصبح الوضع أكثر سوءًا إلى حد ما. لا يوجد شيء لا مفر منه".
وتجنبت تصريحات ترامب التعامل مع شبح وباء محتمل عندما لم يعطِ ردا واضحا للصحفيين واتجه للتركيز على الحالات القليلة التي مكثت فترة في الحجر الصحي قبل أن يطوروا المرض وعادوا الى أمريكا من اليابان والصين، قائلاً: "سيكونون قريبًا جدًا خمسة أشخاص فقط أو شخص واحد أو شخصين خلال الفترة القصيرة المقبلة."
وعلى الجانب الآخر استمرت تحذيرات الخبراء قائلين بحسب سى إن إن، أنه من المؤكد أن فيروس كورونا سيدخل الولايات المتحدة بالنظر إلى انتشاره السريع في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
وقالت آن شوشات نائب المدير الرئيسي لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "إن استراتيجيتنا للاحتواء هنا في الولايات المتحدة كانت ناجحة وهي مسؤولة عن المستويات المنخفضة للحالات التي لدينا حتى الآن. ومع ذلك، فإننا نتوقع المزيد من الحالات، وهذا هو الوقت المناسب للاستعداد".
وفي نفس السياق، قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية إنه قد يستغرق العثور على لقاح فعال ضد فيروس كورونا قترة تتراوح من عام إلى عام ونصف العام وهو ما يتناقض مع تلميحات ترامب إلى أن اللقاح سيتوافر قريبا.
وقالت الشبكة الأمريكية: كما هو الحال عادة في رئاسة ترامب، أجبر المسئولون على الوقوف إلى جانبه أثناء شنه لهجمات على معارضين سياسيين أو إعلان تصريحات قد تبدو غريبة بعض الشئ، فعندما قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لـ CNN ان ترامب لم يكن يعرف ما هو الفيروس التاجي، جاء رد ترامب يصفها بالغير كفؤ واتهمها بمحاولة إثارة الذعر.