تمر القضية الفلسطينية بمرحلة مهمة، بعدما قرر الرئيس الأمريكى ترامب أن يقدم ما أسماه "خطة ترامب للسلام" والتى يتوجس منها العرب خيفة ويخشون ضياع "فلسطين".. وقد شغلت فلسطين الجميع بقضيتها وناقشتها العديد من الكتب ومنها كتاب "تاريخ فلسطين الحديث" لـ عبد الوهاب الكيالى.
والكتاب صدرت طبعته الأولى فى تسعينيات القرن الماضى، وفيه: "فى فلسطين عرف العرب قمة التحدى، وعلى أرض فلسطين سوف يتقرر المستقبل العربى، فى فلسطين يواجه العرب قضيتهم المصيرية الكبرى، ومع ذلك فلا مفر من الإقرار بأننا -شعباً وأمة- لا نزال بعيدين عن تحسس خطورة هذه القضية وجوانبها المختلفة والعيش معها إلى المدى المطلوب. وأن نعيش هذه القضية يعنى إلى حد معين الاطلاع على تاريخها ومتابعة مراحلها ومواكبة خط تطورها لنلتقط من خلال ذلك كله الملامح الرئيسية لصورتها الشاملة، فاستلهام الماضي، إذا تم على صورته الصحيحة، يشكل حافزاً للنضال وعاملاً من عوامل الثبات والتقدم. فمعرفة التاريخ شرط أساسى من شروط معرفة النفس، ومعرفة النفس ضرورة لا بد منها لمجابهة التحديات والتغلب عليها".
ويضيف الكتاب: "كذلك فإن معرفة الشعوب الثائرة لما فيها والواعية على حاضرها تساعدها على تخطى ذاتها وإحراز النصر فى معاركها التاريخية، وهذا الكتاب الذى بين أيدينا يقدم دراسة جادة وشاملة لتاريخ فلسطين الحديث، وهو لا يزال ومنذ صدوره وحتى يومنا هذا يلقى ترحيباً. وإقبالاً عليه من الأوساط الأكاديمية والوطنية العربية. وذلك لما اتبع فيه المؤلف من منهج ملتزم ورؤية واعية واستناد إلى المصادر الأولية والوثائق الرسمية البريطانية والصهيونية. ولإحاطة المؤلف بجميع جوانب التاريخ الفلسطينى الحديث قسم دراسته إلى ثمانية فصول ومجموعة ملاحق الفصل الأول: لمحة جغرافية وتاريخية، الفصل الثانى المقاومة العربية الفلسطينية قبل الحرب العالمية الأولى، الفصل الثالث: الحرب العالمية الأولى المؤامرات الاستعمارية ضد الوحدة العربية وعروبة فلسطين. الفصل الرابع: من الامتلاك البريطانى إلى ثورة العشرين، الفصل الخامس، مرحلة التبلور 1920-1923. النص السادس: جدوى وركود 1923-1929. الفصل السابع ما قبل العاصفة 1930-1935. الفصل الثامن الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939. هذا ويضم الكتاب مجموعة من الملاحق الخاصة جاءت تحت عنوان: ملحق إحصائي، ملحق وثائقى فهارس؟".
والكتاب يؤرّخ للحقبة الفلسطينية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتّى نهاية ثورة 1936 - حاولت إسقاط نظريّات فرانز فانون على الواقع الفلسطينى وتتبّع التاريخ من ناحية استعمارية، كان قلمى يعرف طريقه تحت الجمل التى تحتوى رائحة عُنف قادم ضد الاستعمار، بعد فترة كافية من القراءة تكتشف أهم فارق بين الصهاينة والعرب، الصهاينة قد حاولوا مراراً أن يكون الاستعمار بوجود إذن دولى، ولكن فى عام 1905 بعد أن فقدوا الأمل فى الإذن الدولى، قاموا ماشرة بتأسيس الجمعيات اللازمة للاستعمار غير المشروع وبخطّة عمل واضحة، فى حين أن العرب وحتى 1929 لم يقوموا بفعل أى شىء سوى الاحتجاج ومزيد من الاحتجاج حتى مع تبدّل الحكومات ومع إقرار الانتداب.