تحتاج الصين هذه الأيام إلى تكاتف العالم كله معها وحمايتها بسبب ما تعانيه من انتشار فيروس كورونا وقبل أن يتحول إلى وباء يعانى منه الجميع، وفى مثل هذه الأوقات يُطرح كلام كثير عن العلاقة بين الصين وأمريكا، وتاريخ المشاحنات بينهما، وقد أفاضت الكتب فى هذا الموصوع، لكننا مع "تاريخ مختصر للصين" سوف نجد شيئًا مختلفًا.
وكتاب "مختصر تاريخ الصين" يتسم بميزتين، أولاهما المصداقية، حيث إن مؤلفه أمريكى وليس صينيًّا، هو مايكل ديلون مؤسس مركز الدراسات الصينية المعاصرة بجامعة دورهام البريطانية، وترجمة نانسي محمد، وصدر عن دار العربى للنشر، وثانيهما هو الدقة، حيث اعتمد المؤلف على الكثير من المراجع الصينية والأجنبية التى ربما لا تتوفر لمؤرخ صينى يكتب من منظور الصين أو مؤرخ غير صينى ينظر للصين من خلال المراجع الأجنبية فقط.
وحاول الكتاب الصادر عن دار العربي للنشر اختصار كل مراحل التاريخ الصيني داخله في شكل مبسط وسلس ومختصر، حيث يضم عشرين فصلًا استهلت بالأول الذي يتناول بدايات الأمة الصينية منذ عصر ما قبل الوحدة الصينية قبل خمسة آلاف عام تقريبًا، ويمهد الفصل الأول لتكوين الأمة الصينية التي تعود بعض آثارها لأكثر من عشرين ألف عام، كما أن هناك بعض النقوش الصخرية التي ما زالت باقية تعود لـ 11 ألف عام من التاريخ وتضم بعضها رسومًا لما سُمي بإله الشمس، وهو وجه يشبه قرص الشمس ويقترب في تصويره لآمون إله الشمس في الحضارة المصرية، وينتهي الكتاب بالفصل العشرين الذي يختم مرحلة ما قبل قيام دولة الصين الشعبية الجديدة، حيث يلخص الفصل العشرون قصة سقوط آخر الأسر الإقطاعية في الصين عام 1911 وقيام دولة جمهورية الصين الأولى حتى العام 1949.
وما بين الفصل الأول الذي يؤرخ لإنسان بكين البدائي الأول، والفصل العشرين الذي ينتهي ببداية وجود الصين المعاصرة أو ما نسميه إنسان بكين المعاصر، ينقلنا الكتاب عبر 18 فصلًا هم رحلة زمنية ممتعة تأخذنا مع كل مرحلة وفترة من فترات الصين الـ 24، فيحلل معالمها التاريخية ويسرد قصصًا عن حكامها وأشهر إنجازاتهم.
ومؤلف هذا الكتاب هو المؤرخ والباحث التاريخ الشهير مايكل ديلون، وهو مؤسس مركز الدراسات الصينية المعاصرة بجامعة دورهام، والمحاضر فى قسم دراسات شرق آسيا بالجامعة ذاتها.