أثار انتشار فيروس كورونا حول العالم وتسجيله أرقاما قياسية في الإصابات والوفيات في أكثر من 100 دولة، حالة من الفزع والقلق، واكبتها بطبيعة الحال إجراءات استثنائية، فبخلاف تعليق السفر من وإلى الدول المصابة، وإجراءات العزل، بدأت العديد من الدول فرض قيود على تداول العملات الورقية لاعتبارها وسيطاً محتملاً لنقل الفيروس.
وفى تقرير لها ، قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن الانتشار المتزايد لفيروس كورونا أجبر المؤسسات في جميع انحاء العالم على إعادة التفكير في نظافة وأمن الأسطح التي يتفاعل معها الأشخاص يوميا وجاء في المقدمة الأوراق النقدية.
وأعلن البنك المركزي في كوريا الجنوبية إنه سيخرج جميع الأوراق النقدية من نطاق التداول لمدة أسبوعين كما سيقوم بحرق البعض منها للحد من انتشار الفيروس.
وبدأت الصين مبادرة ضخمة للتنظيف العميق للأوراق المالية الذي يحتمل أن يكون مصابًا عن طريق استخدام بالأشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة المرتفعة وفي بعض الحالات يتم اعدام الأموال، تأتي الأموال للفحص من مناطق العدوى الشديدة الخطورة، مثل المستشفيات.
وفي الوقت نفسه، قام متحف اللوفر في باريس هذا الأسبوع بحظر استخدام النقود وسط انتشار المرض وقرر قبول المدفوعات عن طريق البطاقات الائتمانية فقط كجزء من محاولات لجعل الموظفين يشعرون براحة أكبر عند العودة إلى العمل.
وتأتي المخاوف بشأن الأوراق المالية مع اقتراب عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا حول العالم من 100000 شخص معظمهم في الصين، ومن المتوقع ان زيادة انتشار الفيروس ستؤدي إلى زيادة اعتماد عمليات الدفع بواسطة الهاتف المحمول.
ووفقا للتقرير تتراوح خيارات الدفع عبر تطبيقات الهواتف الذكية من Apple Pay و Samsung Pay و Google Pay ، حيث يستخدم المستهلكون الهواتف الذكية أو الساعات الذكية للدفع، وقال ارون بريس احد الخبراء "من المنطقي سبب رغبتهم في استخدام هاتف أو بطاقة في بيئة لا تلامس ، خاصة عندما لا يكون هناك حاجة للتوقيع كجزء من العملية ولا تضطر إلى لمس الجهاز".
كما قامت بعض الشركات بالفعل بإجراء تغييرات لتقليل الاتصال بالأسطح، حيث أوقفت شركة ستاربكس مؤقتًا استخدام الاكواب الشخصية او التي يعاد استخدامها في متاجرها في أمريكا الشمالية.
يذكر أن جهود متحف اللوفر للحد من تبادل العملات الورقية يمكن أن تصطدم بموقف بنك فرنسا من مطالبة الشركات بقبول مبالغ نقدية.
وعلى الجانب الآخر، أقرت العديد من المدن في الولايات المتحدة من ضمنها مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو وولاية نيوجيرسي قوانين جديدة تتطلب أن تقبل المؤسسات الأموال نقداً لأن هناك ملايين الأمريكيين ليس لديهم حسابات مصرفية أو بطاقات ائتمان حيث تظل الأوراق المالية هي أكثر طرق الدفع شيوعا في أمريكا وتمثل حوالي 30% من جميع المعاملات وفقا لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال بول ماتويل وهو أستاذ في علم الكائنات المجهرية بجامعة لندن متروبوليتان ، لشبكة CNN "لا شك في أننا ننقل الكائنات الدقيقة عن طريق النقد وتشير الدراسات إلى وجود عدد من الأشياء التي ما كنا نظن أنها ستكون موجودة".
ووفقا لدراسة أجريت عام 2017 في مدينة نيويورك وجد الباحثون ان الكائنات الدقيقة التي تعيش على سطح النقود من الممكن ان تتسبب في نقل الكثير من الامراض وتوصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين بعد التعامل مع المال.
كما ان بطاقات الائتمان ليست بالضرورة أكثر صحة حيث انها قادرة على نقل الامراض بطرق مماثلة.
وبدأت الصين بالفعل في أن تصبح مجتمعًا غير نقدي على الرغم من انتشار العدوى حيث استخدم ما يقرب من 50% من سكان الصين مدفوعات الهواتف الذكية لإجراء عمليات شراء في الربع الثاني من عام 2019، وقال مسؤول في بنك الشعب الصيني الشهر الماضي إن الصين ستتضاعف من الدفع عن طريق الهواتف الذكية لتجنب الاتصال الإنساني غير الضروري.
وعلى الرغم من أن بعض المتسوقين قد يجدون المزيد من الراحة في اتباع هذه الطريقة إلا أن ماتيويل من جامعة لندن متروبوليتان قال إن المتسوقين يجب أن يكونوا حريصين على الحفاظ على نظافة الهواتف.
