توجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم، إلى مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، للمشاركة فى المؤتمر العلمى «الإمام أبو منصور الماتريدى والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» والذى يعقد على مدار ثلاثة أيام من 3 إلى 5 مارس 2020.
يناقش المؤتمر تحليل سيرة أبى منصور الماتريدى ومؤلفاته، والآراء والأفكار المرتبطة بتاريخ تطور علم الكلام فى عهده، وبحث تطور التعاليم الماتريدية بعد وفاته وسيرة أتباعه وتراثهم العلمى، وأهمية تراث الإمام الماتريدى وأتباعه فى حل القضايا الملحة فى العصر الحالي.
وولد الإمام أبو منصور الماتريدى بمدينة سمرقند، الواقعة حاليا فى أوزبكستان، وهو أحد إعلام الفكر الإسلامى الكبار، الذين بذلوا جهدا كبيرا فى الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والرد على شبهات الملحدين والماديين، جامعًا فى ذلك ما بين الأدلة النقلية والعقلية، وهو يحمل ألقابًا مثل «إمام الهدى» و«إمام المتكلمين فى عصره».
وتشارك فى المؤتمر وفود ممثلون لكثير من المؤسسات الإسلامية والجامعات العلمية وعلماء أوزبكستان مسقط رأس ذلك العالم الجليل، انطلاقًا من الحرص على تعريف الأمة بجهود وتراث هؤلاء الأئمة الكبار، لما يمثله ذلك من توضيح عملى لحقيقة تعاليم الإسلام السمحة.
تعد هذه هى المرة الثانية التى يزور فيها فضيلة الإمام الأكبر دولة أوزبكستان، بعد الزيارة الأولى فى أكتوبر 2018 والتى عقد خلالها سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين السياسيين والدينيين فى أوزبكستان، وعلى رأسهم الرئيس شوكت ميرضيايف، ورئيس الوزراء عبدالله عارفوف، ونعمة الله يولداشيف رئيس مجلس الشيوخ.
وكان قد ألتقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، رئيس البرلمان النمساوى، فولفجانج سوبوتكا والوفد المرافق، بمقر مشيخة الأزهر، فى إطار تعزيز سبل التعاون بين الجانبين.
فى بداية اللقاء رحب فضيلة الإمام الأكبر برئيس البرلمان النمساوى، مبينًا أن الأزهر الشريف يحمل على عاتقه نشر قيم التسامح والحوار وقبول الآخر، ويتواصل دائمًا مع جميع المؤسسات الدينية الكبرى فى أوروبا، لافتًا أن الأزهر لديه برنامج خاص بالأئمة الأجانب لتأهيلهم للتعامل مع ما تبثه الجماعات الإرهابية من أفكار مغلوطة.
وأشار فضيلته إلى المساعى المخلصة التى خاضها برفقة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، من أجل تعزيز الحوار بين الشرق والغرب، والعمل المشترك الذى توج بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، مشددًا على أن الدين لم يكن عقبة فى الخروج بهذه الوثيقة ولكن العقبة فى من يسرق الدين لتحقيق أجنداتٍ خاصة، كالجماعات الإرهابية التى قامت بتشويه صورة الأديان بإساءة تفسير الكثير من المصطلحات كالجهاد، والخلافة، والقتل، وغيرها.
من جانبه أشاد رئيس البرلمان النمساوى خلال اللقاء بالدور الكبير الذى يقوم به الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فى مكافحة التطرف وترسيخ مبادئ السلام والعيش المشترك وقبول الآخر، مؤكدا أن تدريب الأئمة والوعاظ الأجانب بالأزهر تجربة فريدة لنشر تعاليم الإسلام الصحيح، آملًا أن تستفيد بلاده من هذا البرنامج التدريبى لتدريب الأئمة بالنمسا لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية حتى لا يعيش المسلمون بها فى عزلة داخل مجتمع مواز للمجتمع النمساوى، مؤكدًا على دور مصر وأهميتها كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وكونها البوابة الكبيرة لإفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة