مع تزايد شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار المطهرات والكحول، بعد إعلان الاجراءات الاحترازية لمواجهة تفشى عدوى فيروس كورونا، ونقص توافرها، بدأ عددا من الصيادلة فى عدة محافظات العودة إلى أصل مهنة الصيدلة، بتركيب تلك المستلزمات الطبية فى صيدلياتهم بكميات محدودة لخدمة المنطقة المحيطة بهم، وبأسعار أقل كثيرا من التى يروج لها الموزعين والمنتجين لتلك المواد المطهرة.
الصيدلى إيهاب صلاح، بمحافظة القليوبية، كان واحدا ممن أعلنوا عن تركيبهم للكحول والمطهرات، لمواجهة استغلال التجار، وقال فى حديثه لليوم السابع: "أعمل بتحضير وتركيب الأدوية، حيث اهتم والدى الصيدلى أيضا بالعمل بالتركيبات الدوائية منذ عام 77، فقد اهتم منذ حوالى 12 عاما مع بداية عملى، بأن يطور المعمل الصغير فى الصيدلية، حتى أصبح شاهدا على تحضير المئات من الأدوية، ومنذ سنوات بدأت تركيب الكحول، خاصة أن الكحول الموجود بالصيدليات من قبل أزمة فيروس كورونا مغشوش، ليس خالصا 100%، بينما أغلبه يتم غشه بالمياه، ونسبة من الكحول الإيثيلي.
وأوضح صلاح، أن الكحول الإيثيلى، يمتصه الجلد، ويعتبر سام، حيث يسبب التهاب فى العصب البصرى، لذا يفضل تحضيره بنفسه فى صيدليته، رغم أن كثيرا من المواطنين لا يقدرون فارق السعر بينه وبين الأخر المغشوش، لذا كان الإقبال عليه محدود، لكن حاليا مع زيادة الوعى وخاصة بين الأطباء والصيادلة، فأصبح الإقبال أفضل، واستطعت حاليا توفير كمية من الكحول جديدة، وسأخفض من سعره مجددا، رغم أن بعض الشركات الحكومية رفعت الأسعار بنسبة 300%، قائلا: أنا مش فرحان ببيع الكحول، بس بنبين أن عندنا القدرة على تركيب الأدوية والمستلزمات الطبية، عادى فى معاملنا، وأنا وزمايلى بنحضر حاجات أهم بكتير من الكحول، إحنا فى معملنا فى فترة سدينا عجز البوتاسيوم فى العناية المركزة بمستشفى جامعة بنها، كنا بنعمل بوتاسيوم شرب، اللى بيحافظ على حياة ناس.
من ناحية أخرى، دشن الصيدلى أحمد طلعت أبو دومة عضو مجلس نقابة الصيادلة، فاعلية لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وتكفل بكمية من الكلور المطهر اللازمة لتعقيم 900 مسجد و100 كنيسة و250 مدرسة ومعهد أزهرى فى بلدته، بمركز طما بسوهاج، وبدأ تسليمهم للجهات المسئولة، ودعا الشباب لعمل التوعية اللازمة للأهالى عبر المطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعى، والمساهمة فى حملة التعقيم لدور العبادة والمدارس.
فيما أعلن الدكتور مصطفى الوكيل، مؤسس مبادرة "صيادلة ضد الاستغلال.. معا ضد كورونا"، عن اطلاق مجموعة من الصيادلة لمبادرة وطنية لتوزيع المستلزمات الطبية بالمجان، لمكافحة فيروس كورونا ونشر الوعى والتصدى لمافيا السوق السوداء الذين استغلوا الازمة ورفعوا اسعار المستلزمات الطبية بصورة غير مقبولة.
واضاف الوكيل،: أن المبادرة تتضمن تحضير المحلول المعقم وتوزيعه (مجانا) على المساجد والكنائس، وعلى بعض المصالح الحكوميه ذات الاقبال الكثيف اضافة إلى عمل حملات توعيه للمواطنين عن الطرق والآليات الصحيحه للوقايه من كورونا.
وتابع "سيتم توزيع الكحول والجوانتى الطبى (مجانا) على كبار السن ومرضى الجهاز التنفسى، وبسعر التكلفه لغيرهم وذلك بدءا من مساء اليوم من خلال بعض الصيدليات التابعه للمبادرة.
واشار إلى أنه تم تدشين جروب على موقع التواصل الاجتماعى، "فيس بوك"، اطلق عليه اسم "المبادرة الوطنية لمكافحة فيرس كورونا" ويمكن لمن يريد الانضمام للمبادره الوطنيه معا ضد كورونا التأكيد ليتم التواصل معه، ويقوم بتطبيق ما يستطيع من بنودها فى محيط عمله أو سكنه.
ووجه الوكيل التحيه لجميع أعضاء الفريق الطبى الذين يقاتلون دون ضجيج من أجل المواطن، متمنيا أن تكون المبادرة الوطنيه لمكافحة فيرس كورونا هى النواه التى تجمع كافة المواطنين خلف هدف قومى واحد، مؤكدا أن المتحكم فى أسعار المستلزمات الطبية هى مكاتب توزيع المستلزمات الموجودة فى كل مكان، والصيدليات ليست مصانع ولا مكاتب لتوزيع المستلزمات وليست مسئوله عن ارتفاع أى أسعار، مشددا على ضرورة تشديد الرقابة على هذه المكاتب لمنع الاحتكار والاستغلال.