تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إن كل الظروف التي نعيشها مع كورونا تؤكد أن العالم بعد الوباء سيشهد تغيرات هائلة في عالم السياسة والاقتصاد وتطور العلوم تفرض حقائق قوة جديدة. الحديث عن شيخوخة النظام العالمي الذي برز بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ليس جديداً، بل بات مألوفاً منذ سقوط حائط برلين
يوسف الدينى
يوسف الدينى: كورونا.. تأثيرات سياسية عالمية ومسؤولية سعودية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن جائحة "كورونا" المتجاوزة اليوم مفهوم الوباء التقليدي لأسباب تتصل بسرعة الاستجابة والسيطرة والتعامل المسؤول معها، وصولاً إلى كونها حالة جديدة ذات بعد سياسي مسّ بشكل مباشر مفاهيم سياسية كالدولة والسلطة والحدود الفردانية والحريّات، هذه المفاهيم السياسية أصابها الفيروس بحكم استدعائه لمنطق الدولة، واستعادته لسلطويتها أكثر مما أصاب ترهل البنى التحتية للأنظمة الصحيّة في الدول التي تصدّرت قائمة فقدان السيطرة على أعداد المصابين، والإسراع في إجراءات العزل، صحيح أن ثمة نقداً طال النظام الصحي في دول أوروبية بدت مثقلة الكاهل الصحي، لكن ذلك لا يمكن أن يفسر تعدد الحالات في دولة مثل سويسرا، كانت أنموذجاً على مستوى البنية التحتية، إضافة إلى المساحة، وعدد السكان مقابل قدرة دولة كالصين على التجاوز والتحول إلى نموذج في السيطرة على الانتشار، دون تأمل مفاهيم تأسيسية للسلطة والدولة وعلاقتها بالفرد ضمن إطار تقييد حرّياته وإلزامه بالأصلح في أزمنة الأزمات.
جائحة كورونا حدث تأسيسي على المستوى السياسي والمفاهيمي لا يقل تأثيراً عن سقوط جدار برلين، وعواقبه على مستوى الاقتصاد السياسي والمفاهيم السياسية الحاكمة كالدولة والسلطة والعلاقة بالمؤسسات والأفراد بعيدة المدى، وهي تأثيرات عادة لا تظهر إلا بعد تجاوز التأثيرات المباشرة كارتباك الحياة والعلائق المجتمعية، وتفشي حالات الذعر والإشاعات والإنكار والذهاب إلى تأويلات ونظريات المؤامرة، وما يقابلها من أفكار وتخيّلات مما يدخل تحت مفهوم "الثقافة القياميّة" وأطروحات نهاية الزمان والعالم، وهي لا تخص ديناً أو ثقافة قدر أنها تعكس هشاشة الإنسان وحصانته النفسية أمام الأزمات الكبرى العامة، ولربما تجلّت تلك الهشاشة في هلع المواطنين في العواصم الغربية الكبرى التي ينظر إليها عادة كنماذج في ممارسة الحياة المدنية وأخلاقها، وسلوكهم في تكديس البضائع، وإفراغ المحلات التجارية، وتلك مسألة أخرى بحاجة إلى تأمل مماثل للتأثير السياسي .
عبدالله المدنى
عبدالله المدنى: زعيم ماليزيا الجديد.. تحديات فى ظروف حرجة
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة البيان الإماارتية، يوصف رئيس الوزراء الماليزي الجديد محيي الدين ياسين، الذي كلفه ملك ماليزيا مؤخراً بقيادة البلاد خلفاً لمهاتير محمد، في الأدبيات السياسية الماليزية بالشخصية المخضرمة ذات التوجهات القومية والإسلامية المحافظة، كما عــُرف عنه براجماتيته وبراعته لجهة الانتقال من فصيل سياسي إلى آخر بحسب الأوضاع والمستجدات.
وبمعنى آخر، وكما قال عنه أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة تسمانيا الأسترالية جيمس تشين، هو من الساسة الذين لا يقحمون أنفسهم في أي صراع سياسي، لكنه يجلس متفرجاً على حروب الآخرين من بعيد، ثم يظهر في المشهد في اللحظة الأخيرة ليقطف الثمار.
وهناك شواهد على صحة هذا الكلام، فالرجل، الذي برز سياسياً منذ عام 1971 في كنف الحزب الذي حقق الاستقلال لماليزيا وقادها على مدى 6 عقود متواصلة حتى عام 2018 وهو حزب "المنظمة الملايوية الوطنية المتحدة" المعروف باسم أومنو، تولى باسم هذا الحزب رئاسة الحكومة المحلية لسلطنة جوهور، ثم حمل حقائب وزارية عدة، وصولاً في عام 2009 إلى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق، وحينما شعر أن قضية الفساد الضخمة في صندوق الاستثمار الحكومي، التي اتهم بها الأخير تتفاقم وقد تطيح حكومته، سارع إلى انتقاده كونه نوعاً من تبرئة الذمة أمام أتباعه، فانتهى الأمر بطرده من الحكومة سنة 2015.
يوسف مكى
يوسف مكي: نحو انبثاق نظام عالمى جديد
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتي، إن كل الظروف التي نعيشها مع كورونا تؤكد أن العالم بعد الوباء سيشهد تغيرات هائلة في عالم السياسة والاقتصاد وتطور العلوم تفرض حقائق قوة جديدة.
الحديث عن شيخوخة النظام العالمي الذي برز بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ليس جديداً، بل بات مألوفاً منذ سقوط حائط برلين، في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، وانهيار الاتحاد السوفييتي، وتفرد الولايات المتحدة على عرش الهيمنة العالمية.
وفي حينه، تم الإقرار من قبل كثير من المحليين السياسيين، بانهيار النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب الكونية الثانية، لكنهم رفضوا اعتبار تفرد الإدارة الأمريكية بميزان القوة، نظاماً عالمياً جديداً. لأن ما جرى هو نشاز في التاريخ الإنساني، ولن يقدر له أن يستمر طويلاً. يضاف إلى ذلك أن انبثاق نظام دولي جديد، تستتبعه ولادة مؤسسات ناظمة للعلاقات الدولية، تقوم على أنقاض المؤسسات القديمة، وتعبر عن موازين القوة الدولية الراهنة. وذلك ما لم يحدث حتى يومنا الراهن.