يسعى النظام التركى بكافة السبل إلى إخفاء الأعداد الحقيقية للإصابات والوفيات بفيروس كورونا، في محاولة من سلطات رجب طيب أردوغان للتغطية على فشلها في مواجهة الأزمة، في الوقت الذى شدت في الحجر الصحى بتركيا حالة تمرد بسبب سوء الخدمة المقدمة فيه.
في هذا السياق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن مواطنة تركية أكدت أن هناك مستشفى بأنقرة بلغ فيها عدد حالات الوفاة بفيروس كورونا 104 حالات، ونشر حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لمواطنة تركية تغريدة حول وفاة 104 مواطنين أتراك، بأحد مستشفيات أنقرة اليوم، وأعاد نشر تلك التغريدة عدد كبير من المواطنين الأتراك، في الوقت الذى تخفى فيه السلطات التركية الأعداد الحقيقية لعدد الوفيات بسبب كورونا.
وقالت المواطنة التي تدعى جولجا، موجهة سؤالها لوزير الصحة التركي فخر الدين قوجا: "هل صحيح أن هناك 104 مواطن تركي لقوا حتفهم بمستشفى أنقرة نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا؟ هل صحيح أن العاملين بقطاع الصحة بتركيا بدأوا يودعون أبناءهم ويتركونهم أمانة لدى عائلاتهم وأقاربهم؟ هل ستخبر الشعب بعدد الجثث الحقيقية أم أنكم سترسلون لنا رسائل غير مرغوب فيها إلى بريدنا الإلكتروني مرة أخرى؟".
وأوضح الموقع التابع للمعارضة التركية، أنه ثبت أن هناك عشرة أطباء في إسطنبول أصيبوا بفيروس كورونا في يوم واحد، إلا أن وزارة الصحة لم تعيرهم اهتمامًا، ما دفعهم للتساؤل: "هل أخرجتنا الحكومة من حساباتها؟"، ويوجد نظام في تركيا يجعل لكل عائلة طبيبًا خاصًا بها ـ وقد أوضح عشرة أطباء من أطباء العائلات أنهم أصيبوا بفيورس كورونا إلا أن الإجراءات اللازمة لا تجرى معهم، فأصدرت "جمعية أطباء العائلات بإسطنبول" تصريحًا صحفيًا عن هذا الأمر، وتساءلت: "هل أخرجتنا الحكومة من حساباتها؟".
وقال أطباء العائلات: "سنحارب في الجبهة الأمامية ضد هذا الوباء إلا أننا نريد أن نحارب فى ضوء العقل والعلم ولا نريد أن نبقى خارج هذا الكفاح بسبب التصرفات غير المنطقية وعدم توفير معدات الحماية، وعدم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة".
وطلبوا أيضًا بأن توفر الحكومة لهم سبل الحماية والراحة حتى يكون التركيز في هذه المرحلة على الوباء وصحة المرضى، وأن يدعموهم بالمزيد من زملائهم الأطباء وأساتذتهم، كما طلبوا من الحكومة أنه بالإضافة إلى الماسك الجراحي الذي يستخدم مرة واحدة فقط والذي تعطيه لهم بأعداد محدودة، أن توفر لهم على وجه السرعة ماسكات وأدوات تعقيم وتطهير ونظارات وقفازات، وتحسين الظروف الجسدية في مراكز صحة الأسرة، وأعلنوا أنهم سيكونون بجانب الشعب في حالات الطوارئ وفي الوقت الذي يحتاج الشعب إليهم.
فيما كشف طالب تركي يخضع للحجر الصحى فى مدينة جامعية بالعاصمة التركية أنقرة، تدهور الوضع الصحى بأنقرة قائلا: نحن في الحجر الصحى منذ 4 أيام. هناك مشاكل خطيرة فى توزيع الطعام، وعلى الرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية، لا تُصرف المشروبات الساخنة، وهناك تقصيرات فى الفحوصات الصحية.
وفي إطار التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا الجديد القاتل، يستمر الحجر الصحي لـ1957 شخصا، عادوا من 11 دولة فى 17 مارس إلى مدينة السلطان محمد الفاتح الجامعية فى العاصمة التركية أنقرة. وسرد طالب تحت الحجر الصحى المشاكل التى يواجهونها فى الحجر، بدءًا من المشاكل التى حدثت خلال رحلتهم إلى تركيا.
وذكر الطالب الفوضى التي حدثت بسبب التصريحات حول يوم وصولهم أنقرة، قائلًا: في الأول أُعلن أن يوم الوصول هو الأربعاء، ثم قيل الإثنين. عندما اكتشفت إلغاء التذكرة التى اشتريتها، اتصلت بالسفارة الألمانية. اكتشفت أنه تمت إضافتى إلى قائمة العائدين في الساعة 23.00 ليلاً، وتم إرسال معلومات دقيقة الساعة 02.00. عندما ركبت الطائرة، لم تكن هناك مسافات بيننا عقب فوضى السفر التى استمرت لساعات، وعندما استقرينا فى المدينة الجامعية، لم يتم إعطاؤنا أي معلومات.
وأوضح الطالب أن أهم المشاكل في المدينة الجامعية هي الخدمة الصحية وتوزيع الطعام، قائلًا: أوقات الوجبات غير واضحة، بما في ذلك في اليوم الأول. الوجبات تأتي متأخرة جدًا وباردة. على الرغم من تحذير منظمة الصحة العالمية بأنه يجب شرب المشروبات الساخنة، لا يوجد مشروب واحد، ولا حتى الشاي. أمس بسبب الاعتراضات الكثيرة قدموا لنا شايًا ولكن اليوم ما زال لا يوجد. أولئك الذين لديهم حساسية من الغلوتين، ومن يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية ونباتيون لا يمكنهم تناول الوجبات التي تُقدم. ومن ناحية الرعاية الصحية أُجري قياس درجة الحرارة مرة واحدة في اليوم، باستثناء اليوم الثاني. ولم تُجر لنا اختبارات. لا يوجد موظفين في مجال الصحة يمكننا الوصول إليهم عندما ترتفع درجة حرارتنا. لم يسبق لي أن رأيت تطهير الممرات.
وفى إطار متصل ذكر موقع تركيا الآن، أن وزارة الداخلية أصدرت بيانًا تمنع فيه كل من تجاوز الـخامسة والستين من عمره ومن يعانون من أمراض مزمنة من الخروج من منازلهم بسبب تفشى فيروس كورونا، ذلك القرار أثار تساؤلا حول تنفيذه على رؤساء الأحزاب، ممن تخطت أعمارهم الـ65 عامًا.
وذكر البيان: "اعتبارًا من الساعة الثانية عشر من منتصف الليلة تم الحد من خروج كل من تجاوز الـخامسة والستين من عمره ومن يعانون من أمراض مزمنة من منازلهم، وتحديد تجولهم فى المنتزهات والحدائق وذلك بموجب المادة 27 من قانون الصحة العامة والمادة 11 من قانون إدارة المحافظات"، وأشار البيان إلى أنه بإمكان كل من فُرض عليه الحظر أو تحديد الإقامة الاتصال بأرقام 112، و155، و156 فى حال احتياجهم لأى شىء. وسيتم تخصيص عدد كاف من المسؤولين والفرق والمركبات العامة، وخاصة وحدات تطبيق القانون، للرد على هذه المكالمات وتقديم الخدمات اللازمة.
يذكر أن رؤساء الأحزاب السياسة فى تركيا، سواء الموالية للحكومة أو المعارضة لها، تجاوزا هذه السن، وعلى رأس هؤلاء رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنميه رجب طيب أردوغان حيث يبلغ 66 من عمره. وحليفه رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلى، يبغ 77 من عمره. وزعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتشدارأوغلو، يبلغ 71 سنة. ورئيس حزب السعادة المعارض، تمل كرم الله أوغلو، في التاسعة والسبعين من عمره. فيما تبلغ رئيسة حزب الخير المعارض، ميرال أكشنار، الثالثة والستين من عمرها.
وكان آخر ظهور للرئيس التركي، ليلة أمس، ومن خلال تغريدة على موقع "تويتر"، حذر فيها المواطنين من الخروج، وطالبهم بالتزام منازلهم، فهل يطبق أردوغان الحظر على نفسه، خاصة أنه تخطى الـ65 عامًا.