يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يتعظ من تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا فى بلاده، حيث يواصل عمليات قمع المعارضين، فى الوقت الذى تتعرض له الرئاسة التركية لتخبط شديد، وفى هذا السياق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن الأكاديمي التركي المعروف أوميت كراداش، انتقد دعوة حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان إلى حرمان كل المتهمين بجرائم ذات علاقة بالإرهاب من الاستفادة من أى فرصة لتقليل مدة عقوبتهم وفقًا للتعديلات التى من المرتقب سنّها فى الأيام القادمة، مؤكدًا أن الحكومة التركية اعتمدت منطقاً يجافى الضمير الإنسانى ومبادئ القانون.
وأشار كراداش إلى أن الحكومة التركية اعتبرت الصحفيين والأكاديميين والكُتَّاب والبيروقراطيين والسياسيين ورجال الأعمال والنساء والمرضى أكثر خطورة من الذين ارتكبوا جرائم عادية، وذلك على الرغم من أنه لم يثبت بالدليل تورطهم في أعمال عنف بل أدينوا أو احتجزوا بسبب مناداتهم بالحقوق والحريات.
ولفت كارداش إلى ضرورة تحليل قانون مكافحة الإرهاب، الذى يُستغل بشكل مبالغ فيه للغاية من أجل معاقبة المعارضين السياسيين للحكام منوهًا أن قانون مكافحة الإرهاب لم يأتِ لمنع وقوع الحوادث الإرهابية، أو لتستخدمه وحدات الأمن الداخلي لمنع وقوع هذه الأعمال، ومراقبة تحركات المجرمين وتحييدهم. والحقيقة هي أن هذا القانون، الذي يُعنى، في الأساس، بوضع لوائح خاصة في مجالات القانون الجنائي، وقانون الإجراءات الجنائية، وقانون تنفيذ الأحكام، يتعارض، في أساسه، مع مبادئ المساواة أمام القانون والقاضى الطبيعى والحق فى محاكمة عادلة بل إنه عمل على تعطيل منهجية القانون الجنائي بإفراغ القانون التركى من محتواه.
وحذر الأكاديمي التركى من أن تكون أداة لإضفاء الشرعية على التمييز بين المجرمين العاديين والمعتقلين السياسيين في الاستفادة من قانون تخفيف الغقوبات المزمع سنه، داعيًا إياها إلى القيام بمهمة المعارضة كما ينبغى قائلا: إذا ساهمت أحزاب المعارضة في تقنين هذا الوضع غير الأخلاقي فإنها ينبغي عليها أن تغلق أبوابها.
وخالفت الرئاسة التركية قرار منع إقامة صلاة الجمعة، وشهد مسجد باشتابا القومي داخل رئاسة الجمهورية تأدية صلاة الجمعة، حسبما كشف عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم، محمد متينار، على الرغم من أن رئاسة الشؤون الدينية أصدرت قرارًا بمنع الصلاة في المساجد، وعلق متينار: أليست الصلاة ممنوعة على النخبة؟.
وكان رئيس الشؤون الدينية التركية، على إرباش، أعلن فى 16 مارس وقف صلاة الجماعة في المساجد التركية، ضمن الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا. إلا أنه تم أداء صلاة الجمعة أمس في مسجد باشتابا، فالحزب الحاكم وعلى رأسه الرئيس رجب طيب أردوغان يريد أن يوضح أنه الأحرص على أداء الشعائر الدينية فى رياء لم يكن له مثيل من قبل.
وتعليقًا على الموقف، قال محمد متينار عضو حزب العدالة والتنمية: يا للعار. أدين رئاسة الشؤون الدينية. فقد منعت الصلاة وصلاة الجمعة لأسباب صحية. وقد كان قرارًا صحيحًا وأمرًا دينيًا. لكن ما معنى ألا تمتثل النخبة في رئاسة الشؤون الدينية، ولا سيما رئيس الشؤون الدينية لهذا القرار. هذه اللقطات التي نشرت لا يمكن قبولها بأى حال من الأحوال.
من جهته، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 7402 مواطنًا، ووفاة 108 أشخاص بعد وفاة 16 مصابًا وبقاء 445 حالة في العناية المركزة.
من جانبه، حذر رئيس الجمعية الطبية التركية علي شركس أوغلو، من استمرار العمل بقناة إسطنبول وهو مشروع الذى يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتنفيذه، قائلًا إنه يزيد من فرص تفشى الوباء في البلاد، مطالبًا بوقف العمل بالقناة البحرية التي يسعى النظام التركى لإنشائها وسط اعتراضات كبيرة من جانب سكان محافظة إسطنبول.
وأكدت رئيس الجمعية الطبية التركية، أن إجراءات العزل التي قررتها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، للحد من تفشي وباء كورونا، غير كافية، ودعتها إلى منح العمال إجازة مدفوعة الأجر من أجل منع اختلاط الملايين من الأشخاص أثناء ذهابهم إلى العمل.