بدأ الاتحاد الأوروبى مواجهة مخطط الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى استخدام ورقة اللاجئين لتنفيذ أغراضه فى دعم دول أوروبا لسياساته في التدخل في المنطقة العربية ودعمه للمجموعات الإرهابية، فيما تزايدت مأساه المهاجرين الذين فتح لهم أردوغان الحدود التركية، وآخرها غرق طفل، وفى هذا السياق، ذكر موقع العربية، أنه بعد أن هدد أردوغان مجدداً، بملايين اللاجئين الذين سيتوجهون إلى الحدود التركية من أجل العبور باتجاه أوروبا، دعا الاتحاد الأوروبى الرئيس التركى إلى احترام اتفاقياته التى تعهد بها سابقاً في بروكسل بسأن اللاجئين.
وقال ستيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن الاتحاد الأوروبى وبرلين يتوقعان من تركيا احترام اتفاقها مع بروكسل بشأن منع المهاجرين من الوصول إلى التكتل، متابعا: نحن مقتنعون بقيمة الاتفاق ونتوقع احترامه.
وأشار المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى أنه إذا كانت أنقرة غير راضية عن الاتفاق، فينبغي معالجة ذلك من خلال المحادثات بين الطرفين، متابعا: نواجه بلا شك وضعاً مختلفاً عن روح الاتفاق لكننا لم نسمع شيئاً عن إلغائه، موضحا أن الاتحاد الأوروبي "التزم" حتى الآن بتعهداته خلافا لانتقادات الجانب التركي. وتابع قائلاً إنه تم صرف 3,2 مليار يورو لتركيا من أصل مبلغ الـ6 مليارات بموجب اتفاق أبرم في بروكسل في 2016، وعلى تلك الأموال أن تساعد أنقرة على تمويل استقبال اللاجئين خصوصا السوريين الفارين من الحرب ومنع توجههم إلى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح موقع العربية، أن التصريحات التركية خلال الأيام الماضية بشأن فتح الحدود أمام اللاجئين أثارت استنفاراً أوروبيا، حيث اتهمت اليونان أنقرة بتسيير موجات من اللاجئين عمداً باتجاه حدودها، فيما أيد الاتحاد الأوروبى الموقف اليونانى الرافض لاستقبال المهاجرين.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أروسولا فون دير لايين أنها ستزور مع رئيسي البرلمان والمجلس الأوروبيين الحدود اليونانية مع تركيا لدعم أثينا التى تواجه أزمة مهاجرين على حدودها، فيما سترافق فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيس البرلمان الأوروبى ديفيد ساسولى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس فى زيارة للحدود، بحسب ما صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحفي في بروكسل.
وفى إطار جهود أوروبا لمواجهة مخطط أردوغان لاستخدام ورقة اللاجئين لابتزازها، بدأ الجيش اليوناني، تدريبات عسكرية، باستخدام الرصاص الحي، على الحدود مع تركيا، وذلك ضمن حالة الاستنفار اليونانية على الحدود لمنع المهاجرين من الدخول للأراضي اليونانية، بعد أن خففت تركيا القيود التي كانت مفروضة على تحركهم – بحسب ما ذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية.
وأوضحت الشبكة الإخبارية، أن حرس الحدود اليوناني أطلق النار في الهواء لإبعاد مهاجرين غير شرعيين حاولوا اقتحام الحدود والدخول للأراضي اليونانية، حيث وضعت اليونان حدودها في حالة تأهب أمني قصوى، الأحد، بعد أن استغل مئات المهاجرين نقاط عبور غير محكمة لدخول البلاد.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن اليونان عازمة على حماية حدودها، محذرا المهاجرين من أن بلاده ستردهم إذا حاولوا دخول البلد بطريق غير مشروع، ولافتا إلى أنه سيزور الحدود البرية للبلاد مع تركيا في منطقة إيفروس، بصحبة رئيس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل.
بدوره، قال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية إن تركيا تدفع وتشجع هذا التحرك، يأتي هذا في الوقت الذى أطلقت فيه الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين رشقوها بالحجارة، محاولين شق طريقهم بالقوة عبر الحدود من تركيا، وخلفهم آلاف آخرون بعد أن خففت أنقرة القيود عليهم.
وأكدت تقارير صحفية عربية، أم 13 ألف مهاجر معظمهم من اللاجئين السوريين، سمعوا كلام الرئيس التركي، عن فتح الأبواب إلى أوروبا وتوجهوا إلى الحدود، خلال اليومين الماضيين إلا أنهم لم يجدوا أمامهم سوى أسياج ودروب مقفلة، لعل الرئيس التركي لم يفصح عن كامل القصة، ولم يقل إن الحدود من الجانب الأوروبي مقفلة في وجوههم.
وأوضحت أن صور أطفال سوريين يرتجفون برداً، قضوا ليلتهم فى البرد، بعد أن تحطمت أحلامهم عند الحدود اليونانية، واكتشفوا أن أبواب أوروبا موصدة، حيث أضيفت إليها مأساة أخرى، تمثلت بمقتل طفل قبالة سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية بعد غرق قارب للمهاجرين، كان محملاً بنحو 50 شخصاً، كما أكد لفرانس برس المتحدث باسم شرطة الميناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة