يمكن القول إن رواية 1984 للكاتب الإنجليزى جورج أورويل أشهر رواية فى القرن العشرين، وذلك لما حققته من نجاح ولما واجهته من منع ولكم التأويلات التى لحقت بأحداث الرواية.
صدرت الرواية للمرة الأولى فى سنة 1949 ونجحت، بل تحولت إلى أيقونة، حتى أن صحيفة التليجراف طرحت العام الماضى سؤلا مهما هو: "لماذا لا نزال مهووسين برواية جورج أورويل".
تقول الصحيفة فى تقرير عن الرواية "تعد رواية 1984 واحدة من أكثر روايات القرن الماضى نفوذاً، كما أنها واحدة من الأكثر الكتب رعبا فى العالم"، حيث يضيف التقرير"إذا كان هذا هو ما سيكون عليه العالم، فربما نضع رؤوسنا فى أفران الغاز الآن"، هكذا كتب أحد القراء ردا على الرواية من مقالة نشرت فى بى بى سى عام 1954، حتى أن جورج أورويل نفسه، فى مقال نشر عام 1943 (قبل خمس سنوات من نشر الكتاب)، سأل عما إذا كان "ربما صبيانيًا أو مهووسًا لتخويف نفسه برؤى لمستقبل شمولى"، لكن الكتاب نُشر قبل 70 عامًا، فكيف احتفظ تسعة بكل هذه الحيوية غير العادية؟
وفى الرواية، حسب التقرير، تم سحق إنجلترا من قبل ديكتاتورية قاسية، لذا يعيد الحزب الحاكم إعادة كتابة التاريخ ويخلق لغة جديدة ضد الفكر الحر.
وفى التقرير يقول "دوريان لينسكى"، إن "خوف أورويل من أن" مفهوم الحقيقة الموضوعية يتلاشى من العالم "هو قلب الرواية"، حيث كانت نقطة الانطلاق الحاسمة هى تجربة أورويل فى الحرب الأهلية الإسبانية، فقد تطوع ضد فاشية الجنرال فرانكو فى عام 1936، وانضم إلى حزب العمال الماركسى (POUM) وهو فصيل من الشيوعيين المنشقين، كما أن القمع الوحشى على أيدى الستالينيين، الذين أصدروا مذكرة توقيف بحق أورويل، شكلوا تجربة شخصية للكاتب فى مواجهة الاستبداد.
يقول التقرير، لم يصدم عنف الحرب أورويل، لكن الأكاذيب هى من صدمته خاصة التكرار الطائش للأكاذيب الستالينية من قبل المثقفين الإنجليز، وفى عام 1938، أى بعد عام من عودته من إسبانيا، شعر أورويل بالفعل أنه قادر على أن يكتب "إننا ننحدر".
وعندما نشرت الرواية لأول مرة، فى فجر العصر الذرى، كان يمكن بسهولة قراءة الرواية باعتبارها هجاء للأحداث الجارية، وقد تم حظر الكتاب فى العديد من الدول الشيوعية، بينما فى بريطانيا، انتقد الناشط الشيوعى غريب الأطوار Rajani Palme Dutt الكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة