قصة كفاح تحمل معانى كثيرة فى الحياة، بأنه لا يوجد يأس ما دام الإصرار والعزيمة يجريان فى دم الإنسان، وبطل هذه القصة شاب كفيف عمره 37 سنة، بدأ رحلته مع الظلام مبكرا فى الصف الثالث الابتدائي، وكان لا يرى بعينه ولكن يرى بقلبه ويمتلك عزيمة وإرادة من حديد، جعلته ينحت فى الصخر، رغم ظروفه المادية الصعبة، فتفوق فى دراسته بالمدرسة، حتى التحق بكلية الآداب جامعة سوهاج، وحصل على تقدير جيد.
ورغم معاناته الشديدة وقتها، فإنه حارب الظلام وقهر المرض، ولم يتوقف عند ذلك، بل حصل على الدبلومة العامة بجامعة قنا، والدبلومة المهنية "التربية النظرية"، بل ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة .
رجب فاروق، أو "ضيف" 37 سنة، قصة كفاح جديدة فى الحياة، فقد تغلب على كل المصاعب التى واجهته رغم أنه يعيش فى الظلام، ولم يستسلم للأمر الواقع، بل التحق بمدرسة النور للمكفوفين في سوهاج، وواصل كفاحه وتفوقه الدراسى وتعلم لغة برايل فى 15 يوما فقط حتى التحق بالجامعة، وكان يستمع إلى المحاضرات عن طريق شرائط الكاسيت، وتعلم جيدا اللغة العبرية حتى أتقنها وحصل على الدبلومة التربوية، وأخيرا كانت مكافأته أن تم تعيينه معلما للغة العربية والتربية الدينية بالمدرسة ويتمنى أن يحصل على الماجستير.
انتقل "اليوم السابع" إلى مدرسة النور للمكفوفين بسوهاج، والتقى المدرس رجب فاروق ليروى قصة كفاحه، وكيف قهر الظلام وحصل على المؤهلات الدراسية، فقال إنه التحق بالمدرسة فى الصف الثالث الابتدائي، وأوضح: كنت مبصرا قبلها، وتم تحويلى من مدرسة السادات الابتدائية إلى مدرسة المكفوفين وكان ذلك عام 95، وعانيت كثيرا فى بداية حياتى وخاصة أنني تعلمت طريقة برايل فى 15 يوما فقط، على يد الشيخ أحمد خضير معتوق، بالإضافة إلى الظروف المادية الصعبة، التي جعلتني أقيم داخلى فى المدرسة، ورغم ذلك كنت متفوقا دراسيا، وأحصل على المراكز الأولى فى المدرسة، وحصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية كما حصلت على الثانوية العامة بمجموع 73 % .
ويضيف رجب: بعد حصولى على الثانوية العامة التحقت بكلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية واللغة العربية، وكانت بداية رحلة معاناة جديدة، حيث كنت أستعين بأحد الزملاء لتسجيل المادة على شرائط كاسيت بطريقة برايل وقتها، بالإضافة إلى اختيار اللغة، واخترت وقتها دراسة اللغة العبرية وكنت أول كفيف أدرس هذه اللغة لصعوبتها، ولكنى تحديت صعوبة المادة حتى حصلت على تقدير ممتاز فيها .
ويواصل رجب حديثه بأنه حصل على المؤهل الدراسى عام 2006 وتم تعيينه معلما فى ذات المدرسة التى كان يدرس بها، فهو يشعر بفخر لما حققه رغم الظروف التى ألمت به على مدار سنوات حياته، ولم يكتف بذلك بل حصل على الدبلومة العامة بكلية التربية جامعة قنا نظام العامين، وكان هناك مشقة السفر وقلة الإمكانيات، ولكنه اجتاز كل هذه الظروف وحصل أيضا على الدبلومة المهنية "التربية النظرية"، ويعمل حاليا معلما بالمدرسة فهو يشعر أنه حقق كل طموحاته ويأمل بالحصول على درجة الماجستير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة