يرتبط الناس بهاتفهم المحمول بشكل يبدو مبالغًا فيه، وذلك فى ظل الثورة التكنولوجية الكبيرة فى عالم التكنولوجيا، ومع تطور البرامج وتزايد الألعاب والتطبيقات المثيرة يحتفظ المستخدمين بهواتفهم فى كل مكان ينتقلون له حتى لو كان هذا المكان هو المرحاض، فلا يأخذون قسطًا من الراحة عن تصفح حسابات السوشيال ميديا أو ممارسة الألعاب الإلكترونية عبر شاشات الهواتف النقالة.
لكن فى ظل الأوبئة والأمراض الفيروسية القاتلة المنتشرة فى العالم حاليًا ولا سيما فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، قد يعدل الناس قليلًا عن بعض العادات السيئة المرتبطة باستخدام الهاتف، حيث يقول الخبراء إن نقل هاتفك إلى الحمام قد يزيد من فرص إصابتك بفيروس كورونا عن طريق إعادة البكتيريا القديمة إلى يديك، وذلك لأنه يمكن أيضًا نشر COVID-19 عن طريق تنظيف الحمام الذى يرش الجزيئات المصابة فى الهواء وعلى الأسطح القريبة.
وحذر الخبراء، من أن الهواتف يمكن أن تكون أرضًا خصبة لفيروس كورونا، لأنها ستعيد البكتيريا إلى يديك بعد غسلها، والتقاط هاتفك بعد الذهاب إلى المرحاض سينقل البكتيريا نفسها كما كان من قبل إلى يديك، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
من جهته، قال البروفيسور ويليام كيفيل، مدير وحدة الرعاية الصحية البيئية بجامعة ساوثهامبتون: "يمكنك غسل يديك، ولكن إذا بدأت فى لمس هاتفك الذكى ثم لمس وجهك، سيُعد طريقًا محتملاً للعدوى"، مضيفًا "ثبت أن الهواتف المحمولة تحتوى على بكتيريا وفيروسات خطيرة، مما يجعلها نقطة تلوث محتملة".
بدوره، قال الدكتور بيربيتوا إيمجى، وهو محاضر فى علم الأحياء البشرى بجامعة ليفربول هوب، إن هناك ما يصل إلى 17000 سلالة من البكتيريا على الهاتف المتوسط، أى أكثر بعشرة أضعاف من متوسط مقعد المرحاض.
فيما، قالت الصحة العامة فى إنجلترا، إن غسل يديك هو أفضل طريقة لاحتواء انتشار فيروس كورونا، وينتشر الفيروس بسرعة عبر المملكة المتحدة، حيث تم تحديد 163 حالة وفاتين حاليًا، وهو فيروس ينتقل عن طريق الهواء، وينتشر بطريقة مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، وهذا يعنى أن أى شخص مصاب يمكنه نقله من خلال ملامسة الأسطح أو السعال أو العطس أو حتى التنفس.
ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، "قتل COVID-19 أكثر من 3400 شخص حتى الآن، وأصاب ما لا يقل عن 100.000 آخرين"، فيما قد يؤدى غسل الحمام أيضًا إلى زيادة فرص إصابتك بالفيروس، لأنه يرش جزيئات صغيرة فى الهواء يمكن أن يحملها.
وقال الدكتور إيمجى، الذى يعلم تطوير اللقاح، لصحيفة "مترو": "إنها ليست مجرد حالة تلك التى تتمثل فى الفيروس من يديك إلى الهاتف، بل هناك أيضًا النظر فى آثار المرحاض.. وعندما تنظيف المرحاض، تطلق جزيئات الهباء الجوى، والتى قد تكون فيروسات أو بكتيريا".
وأضاف "لقد اقترحت التقارير الأخيرة أن COVID-19 يمكن أن ينتشر من خلال البراز.. وهكذا تشكل جزيئات البراز الهباء خطراً حقيقياً عندما يتعلق الأمر بانتشار فيروس كورونا.. ولوقف انتشار الفيروس، يجب على الناس ببساطة إغلاق الغطاء قبل التنظيف".
وتابع "عندما أجريت اختبار القيادة الخاص بى، قال مدربى إن على أن أتخيل أن كل سائق آخر على الطريق مجنون وأننى السائق العاقل الوحيد ويجب أن أقود السيارة بشكل صحيح.. وعليك تبنى هذه النظرة عندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا.. لا تفترض أن أى شخص آخر يغسل أيديهم، أو يطهر الأسطح.. واتخذ الإجراءات فى يديك وستقلل من خطر الإصابة".