هل تعلم أن تلوث الضوء الناجم عن الأضواء المنبعثة من السفن، خاصة المتعلقة بالكشافات، يضر بالحيوانات البحرية في القطب الشمالي عن طريق إخفاء الضوء الطبيعي من القمر والنجوم والشفق القطبي، هذا ما كشفت عنه دراسة حديثة حول تأثير الضوء على الحياة البحرية خلال الليل فى القطب الشمالي، حيث وجد الخبراء أن السفن يمكن أن تزعج الحياة البحرية حتى عمق 650 قدم.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تعتمد الأسماك والعوالق الحيوانية الصغيرة التي تتغذى عليها عادة على تغييرات طفيفة في الضوء الطبيعي لتوجيه سلوكها، ولكن هذا الأمر تم إفساده عن طريق انتشار الضوء الاصطناعي.
وأجري البحث عالم الأحياء يورجن بيرج في جامعة القطب الشمالى بالنرويج وزملاؤه، حيث قال: "بالنسبة للكائنات التي لا تزال نشطة في واحدة من آخر البيئات المظلمة غير المضطربة على الكوكب، قد يوفر القمر والنجوم والشفق القطبي إشارات مهمة لتوجيه التوزيع والسلوكيات".
اضواء السفن
وأضاف البروفيسور بيرج: "مع تغيّر المناخ وزيادة الأنشطة البشرية في القطب الشمالي، فإن مصادر الضوء الطبيعي هذه ستكون في أماكن كثيرة محجوبة بالإضاءة الأقوى بكثير من الضوء الاصطناعي".
واستكمل: "هذه الظاهرة تؤدى إلى مشاكل البقاء التي تواجهها بالفعل ثعالب البحر والحيتان والفريسة التي يعتمدون عليها".
وأضاف البروفيسور بيرج: "الحياة البحرية في القطب الشمالي، التي تصل إلى 200 متر (656 قدم) تحت السطح ، منزعجة من الضوء الصناعي من السفن".
اضواء السفن
وتشير النتائج إلى أن ضوء السفن يؤثر على المسوحات السكانية خلال الليل القطبي الذي يمتد لأسابيع، مما قد يؤثر بدوره على خطط الإدارة المستدامة للحماية من تغير المناخ والمخاطر الأخرى".
وتعتمد الأسماك والعوالق الحيوانية الصغيرة التي تتناولها على الضوء الطبيعي لتعديل أنماط سلوكها، وتتبع التغيرات الطبيعية الدقيقة في ضوء الليل أثناء الليل القطبي.
فيما وجد الفريق أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يشوشهم ويعطل الأنظمة البيئية الخاصة بهم، على الرغم من أن الآثار الدقيقة لهذا التأثير لا تزال غير مفهومة جيدًا.
وحلل فريق البروفيسور بيرج كيفية استجابة مجتمعات الأسماك والعوالق الحيوانية عند تعرضها للضوء الاصطناعي خلال الليل القطبي في ثلاثة مواقع في القطب الشمالي.
وعندما تم تشغيل أضواء السفينة، تغير سلوكها في غضون خمس ثوان، مع مخلوقات يصل عمقها إلى 200 متر أسفل السطح وتغيير مواقعها العمودية وكيفية تحركها.
وقال الباحثون إن النتائج يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند إجراء التحقيقات العلمية المستقبلية خلال الليل القطبي.