يسعى العالم كله هذه الأيام للنجاة من فيروس كورونا الذى بدأ في الصين ثم انتشر في بلاد كثيرة من العالم، والواضح أن الأوبئة لها تاريخ في العالم، ومن ذلك "الجذام" الذى انتشر في أوروبا في العصور الوسطى وما قبلها.
ورد أول ذكر لمرض يشبه الجذام فى مخطوطة مصرى تعود إلى عام 1550 قبل الميلاد وذكره العنود فى عام 600 قبل الميلاد، أما اليونانيون فإنه وبعد وصول حملة الإسكندر الأكبر إلى الهند أصيب بعض الجنود بمرض شبيه بالجذام.
ويقول كتاب "الأوبئة والتاريخ.. المرض والقوة والإمبريالية" بشكل قاطع أتثبت الاكتشافات الحديثة نسبيا لعشرين إلى ثلاثين هيكلا عظميا متآكلة بفعل الجذم لأناس عاشوا فى بريطانيا وفرنسا أثناء الحكم الرومانى وخلف حدود الإمبراطورية الرومانية فى المجر وبلاد السويد والنرويج، أن الجذام لم ينتقل إلى أوروبا أثناء فترة الحروب الصليبية، كما يعتقد الكثير من المستشرقين، ولكنه كان موجودا هناك قبل ذلك بكثير.
والمحتمل حدوثه هو أن المصابين بمرض "هانسن" كانوا ضمن المرافقين للغزاة الرومان مثل يوليوس قيصر بالمقابل من المحتمل أنهم أصيبوا بالجذم فى الأراضى التى حكمها الرومان فى الشرق، ويبدو أن المرض ظهر فى هذه المنطقة بعد هجوم الإسكندر الأكبر على الهند فى 327 قبل الميلاد.
وبعد القرن العاشر الميلادى وخلال قرون من العنف والتحلل فى الغرب المسيحى وقعت الرعاية الصحية فى الغالب كليا على معالجى القرية والعرافين والسحرة والأرواح الهائمة والقديسين الجوالين، وبقدوم القرن الحادى عشر عاد إلى الظهور فى النهاية عناصر من الطب التعليمى لكن التعامل الدينى مع الجذام كان عنيفا.
فقد كان الجذام على مر التاريخ وصمة عار على المصاب به، واعتبر من قبل البعض عقابا من السماء أو لعنة سحرية وكان على المجذومين فى أوروبا فى العصور الوسطى ارتداء ثياب خاصة والمشى فى جهة معينة من الطريق أو حتى يربطوا أجراسا حول أعناقهم لكى ينبهوا الناس إلى وجودهم.