"أبريل، شهر الغبار والأكاذيب"، جملة افتتاحية بدأ بها الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، روايته "ثرثرة فوق النيل"، ربما ليصف بها حال أبطال قصته، المأسورين وراء دخان شيشتهم، وثرثرتهم العبثية الممتدة، رغبة فى تناسى واقع والتسليم لسلطة المزاج والشهوة.
تماما كما كان يظهر العديد من أبطال رواياته كانت حياة نجيب محفوظ، الذى عاش حياته فى نظام لكنها لم تكن تخلو من الترف أو الأكاذيب البيضاء، وفى السطور التالية نوضح أطول وأكبر كذبة فى حياة الأديب العالمى نجيب محفوظ، فى يوم "كدبة أبريل".
فى عام 1957، أجرت مجلة صباح الخير، حوارا مع الأديب والسينارست وقتها نجيب محفوظ، وأثناء الحوار توجهت إليه المحررة التى تجرى الحوار معه بسؤال وطالبته الإجابة بكل صراحة: "لماذا لم تتزوج واحدة ممن احببتهن"؟، وكانت إجابته على أصدقائه وزملائه حول تلك السؤال أيضا أن "القطار فاته".
الغريب أن وقت إجراء صاحب الثلاثية للحوار الذى ذكرناه، كان متزوجا بالفعل من السيدة عطية الله إبراهيم، قبلها بثلاث سنوات، وحتى أهل نجيب محفوظ لم يكونوا يعلمون أنه متزوج بالفعل، بل لديه أبناء، وحتى أقرب أصدقائه، وبأن هذا السر الخطير سيستمر لمدة 10 سنوات كاملة.
عميد الرواية يروى خلال حواراته التى أجراها الناقد رجاء النقاش، ونشرت فى كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ"، أنه كان رافضًا للزواج بشدة، وأن والدته لم تقبل الهزيمة وكررت عرضها ليتزوج، واختارت له بالفعل فتاة من أقاربه، ورحبت والدة الفتاة به، لأن ابنتها شديدة الثراء ومطمع للرجال، لكنه فكر ووجد أن هذه الزيجة ستكون ماسة بكرامته.
لم ينكر "نجيب مصر"، أنه تزوج فى السر لتجنب ثورة والدته، لكن دار اللغط حول مدة إخفائه هذا السر، وكيف اكتُشفت تلك الواقعة، فهل أخفى أمر زواجه عن والدته وأصدقائه وأقربائه لمدة 10 سنوات وأنجب خلالها بنتين؟، كما تشير روايات عدة، وهل كان يردد دائمًا للمقربين منه وللصحافة أنه عازف عن الزواج بجملة "فاتنى القطار"، إلى أن انتشر أمر زواجه بعد ما تشاجرت ابنته مع زميلة لها فى المدرسة، وعرف الخبر الراحل صلاح جاهين من خلال والد الفتاة، وانتشر الخبر بين الأصدقاء والأقارب.