دائماً ما يأتى كل مدير فنى أجنبى إلى مصر للتعبير عن نفسه وحتى يعبر من خلالها لقيادة أكبر الأندية الأخرى، خاصة إذا تعاقد مسئولو الأهلى والزمالك مع بعضهم، إلا أنه يبقى عدد من المدربين الذين حفروا أسماءهم بأحرف من نور واستطاعوا صناعة تاريخ خاص مع ناديى القمة.
المجرى هيديكوتى من الأسماء الرنانة التى لمعت كثيراً مع جيل الأساتذة بالنادى الأهلى خلال حقبة السبعينيات، بعدما وضع بصمة قوية مع القلعة الحمراء استطاع من خلالها تحقيق العديد من البطولات على المستوى المحلى.
كيف تعاقد الأهلى مع هيديكوتى؟
بعد فترة ركود للكرة المصرية وللأهلي عموماً بسبب فترة الحرب، قرر مجلس إدارة الأهلي، برئاسة الفريق عبد المحسن كامل مرتجى، عام 1973 استعادة أمجاد القلعة الحمراء فتعاقد مع المجرى هيديكوتي، وكان عمره وقتها 41 عاماً، ليمكث فى الأهلي سبع سنوات وصل فيها إلى قمة المجد الكروى مع الشياطين الحمر وقتها.
قصة هيديكوتى مع جيل التلامذة
بدأ المجرى تأليف قصته مع الأهلى بتكوين فريق “التلامذة”، والذى كان يضم العديد من نجوم الكرة المصرية فى تاريخها، وعلى رأسهم الأسطورة محمود الخطيب وحسن حمدى ومصطفي عبده ومحسن صالح وشطة وفتحى مبروك ومختار مختار وغيرهم من الأسماء اللامعة، وسمى ذلك الفريق بالتلامذة لصغر سنهم ولكن تحت قيادة كوتى كبر التلامذة وأصبحوا أساطير الكرة المصرية عبر تاريخها.
الأهلى يحقق اللقب مع هيديكوتى
فى ثانى مواسم هيديكوتي مع الأهلي تمكن المارد الأحمر من تحقيق درع الدورى بعد غياب دام لأكثر من عشر سنوات، موسم كوتى الأول مع الأهلي لم يشهد أى بطولات بسبب الغاء بطولة الدورى لظروف حرب أكتوبر.
وفى موسم 1975 حافظ الأهلى على لقبه ووصل أيضاً إلى نهائى الكأس إلا أنه خسره أمام الاتحاد السكندرى، وفى موسمه الثالث مع الأهلى حافظ كوتى على لقب الدورى، ولكنه خسر اللقب أمام الزمالك فى موسم 1977 بفارق الأهداف.
فى نفس الموسم الذى خسر فيه الأهلى وكوتى الدورى قرر مصالحة الجماهير بلقب غائب عن جدران القلعة الحمراء منذ فترة وهو كأس مصر، وبالفعل تمكن الداهية المجرى من تحقيق اللقب على حساب الزمالك فى المباراة الشهيرة والتى فاز فيها الأهلى بأربعة أهداف لهدفين بعدما كان متأخرا بهدفين نظيفين.
واستعاد الأهلى لقب الدورى خلال موسم 1978 وبفارق سبع نقاط عن أقرب منافسيه، وفى الموسم التالى تمكن أيضاً الأهلى من المحافظة على اللقب ليحقق بذلك المجرب هيديكوتى مع الأهلى خمسة ألقاب للدورى مع الأهلى ولقب وحيد لكأس مصر.
بنهاية موسم 1979/1980 انتهت قصة هيديكوتى والأهلى وفريق التلامذة بعد رغبته فى الرحيل للبحث عن تجربة تدريبية جديدة وهو ما وافقت عليه إدارة المارد الأحمر وقتها.
هيديكوتى أول من طبق نظام التدريب اليومى
يعد هيديكوتى أول مدير فنى أجنبى يطبق نظام التدريب اليومى فى مصر والإحماء على شكل مران فيما لا يقل عن نصف ساعة قبل المباريات، حتى يستطيع اللاعبون الجرى وراء الكرة طوال التسعين دقيقة، وقام المدربون من بعدها بإقامة هذا المران حتى وقتنا هذا.
هيديكوتى يعترض على ضم شطة فى البداية
37705-شريف-عبد-المنعم-وشطة
عام 1974 انتظم عبد المنعم مصطفى، الوافد من السودان بدراسته فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، فرأه سورين اسكندريان لاعب الهلال السابق، وعرضه على هيديكوتى مدرب الأهلى وقتها، ورغم إعجاب الخواجة بإمكانيات اللاعب الفنية، إلا أنه اعترض على قصر قامته وضعف بنيانه، فأقنعه محمود الجوهرى مساعده آنذاك بقدرات اللاعب، ليصبح فيما بعد من ضمن الجيل الذهبى للأهلى.