يعد أكل الفسيخ والأسماك المملحة فى عيد الربيع، واحدة من العادات الفرعونية التى مازال المصريون يحرصون عليها لآلاف السنين، فتشهد محال بيع الفسيخ طوابير وتكدسا من المواطنين، لشراء تلك الوجبة المصرية، حتى وإن حرموا من تناولها فى وسط المسطحات الخضراء ككل عام بسبب الكورونا.
هنا فى منطقة قسم الجامع أقدم أحياء مدنية الزقازيق بمحافظة الشرقية، تجد محلات أبوطعيمة هى أحد أشهر المحال بتلك المنطقة العراقية، وواحدة من العلامات البارزة فى عالم الأسماك المملحة بالمحافظة، والتى تعود للأكثر من 90 عاما، وخرجت أربعة أجيال من تجار الفسيخ.
و التقى اليوم السابع بالجيل الثالث من الأحفاد، وهم للابن أشرف محمد أبوطعيمة، فيقول خالد عاشور الحفيد أن الجد للام الحاج محمد وشقيقة الأكبر محمود أبوطعيمة، هم من العصاميين الذين بداء من الصفر وعلى مر العقود كانوا سمعة طيبة تتوارثها الأجيال، فكان بداية السلم فى الأربعينيات من القرن الماضى، بتمليح الأسماك وبيعها فى الأسواق، حيث كانت لهم سمعة طيبة ويقصدهم الأهالى فى كل مكان فى كل سوق، كما نظرا لجودة المنتج فكان التجار يعدون لهم مكان مميزا فى السوق ويفتحون لهم الطريق بسبب الزحام عليهم.
و يكمل بعد فترة أساس الأخوين محل صغير الذى نحن فيه كان عبارة مترين فى مترين بالخشب فى منزل بسيط، ويلمع الاسم فى عالم تجارة الأسماك المملحة، فقد شارك الجد محمد طعيمة فى مؤتمر تنمية الثروة السمكية مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما اشترى العقار الذى كان بها أول محل وحوله إلى محل على مساحة كبيرة، وليستمر العمل فيه لعدة عقود حتى جاء الجيل الثانى من أبناء الأخوين وبدأ فى تأسيس سلاسل محلات التى تحمل أسم " أبو طعيمة " المتواجدة فى المنطقة ومناطق متعددة من المدينة لبيع الفسيخ، مؤكد أن الاسم والسمعة الطيبة يدفع الأجيال فى الاستمرار فى العمل المهنة حتى ولو كان له وظيفة أخرى.
و يكمل أهم ما يميزنا هو أننا نعتمد فى العمل على الأمانة والنظافة، فالأسماك لا نشتريها إلا من الدرجة الأولى، كذلك مستلزمات التمليح فضلا عن الحفاظ على النظافة وجودة أدوات التخزين، لافتا إلى أن هناك رقابة مستمرة من الصحة والتموين على المنتجات.
و عن التحديزات السنوية من أكل الأسماك المملحة، قال الحفيد، أن دخلاء المهنة هم السبب فى الضرر الذى يقع على المواطنين، فهم يقيمون باستغلال المواسم وتمليح الأسماك من الأنواع الغير جيدة وبأساليب غير صحية، لسرعة لتمليحها وطرحة للأسواق وصفها بأنهم بـ " بتوع السبوبة "، الفسخانى فهو تاجر يعرف أصول مهنته والطرق الصحية التى يتعامل بها لخروج منتج جيد، وعلية رقابة من كافة الجهات المعنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة