نقرأ قصة من كتاب الأدغال.. أشهر ما كتب رديارد كيبلينج لـ الأطفال

الأحد، 19 أبريل 2020 06:30 م
نقرأ قصة من كتاب الأدغال.. أشهر ما كتب رديارد كيبلينج لـ الأطفال غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتاب الأدغال واحد من الكتب المهمة، هو من تأليف رديارد كيبلينج، عبارة عن مجموعة من القصص نشرت القصص فى البداية فى مجلات 1893، واحتوت المنشورات الأصلية رسومات توضيحية من قبل والد رديارد جون لوكوود كيبلينج. 
 
ولد كيبلينج فى الهند، وقضى السنوات الست الأولى من طفولته هناك، بعد نحو عشر سنوات قضاها فى انجلترا، عاد إلى الهند، وعمل هناك لمدة ست سنوات ونصف، هذه القصص كتبها كيبلينج عندما يعيش فى ولاية فيرمونت.
 
كتاب الأدغال
 
هناك خبِر الكاتب الطبيعة وسحرها، وأسرته الحياة وتأثر بها وحوّل كل ما يعرفه إلى كتابة خيالية نراها فى هذا الكتاب الذى تحوّل منذ ظهوره إلى ظاهرة وتسبب فى شهرة كبيرة لصاحبه.
 
القصص فى الكتاب وكذلك تلك الموجودة فى كتاب الأدغال الثانى التى تلت عام 1895، والتى تضم خمس قصص أخرى عن ماوكلى والأكاذيب والخرافات التى تستخدم تشبيه الحيوانات بصفات الإنسان كطريقة لإعطاء دروس أخلاقية، قوانين شريعة الغابة على سبيل المثال، وضعت قواعد لسلامة الأفراد والأسر والمجتمعات.
 
ومن قصص الكتاب:
 
فى الساعة السابعة من مساء يوم شديد الدفء عند جبال سيونى استيقظ الأب ذئب من نومه اليومى وحك جسده وتثاءب ثم مد أرجله واحدة إثر الأخرى ليطرد الكسل الذى يدب فى أطرافها، وظلت الأم ذئبة راقدة، وقد دست أنفها الرمادى الكبير بين جرائها الأربعة الباكية التى وضعتها حديثاً وأرسل القمر ضوءه الفضى من فوهة الكهف الذى يعيشون فيه جميعاً.
 
قال الأب ذئب: - آه لقد حان الوقت للصيد ثانية.
وكان على وشك أن ينهض ويهبط عن التل عندما مر بالعتبة ظل صغير ذو ذيل منقوش وسمع عواء يقول: - فليرافقك التوفيق يا زعيم الذئاب وليكن السعد والأنياب البيضاء القوية من نصيب صغارك النبلاء حتى لا يكون جائع فى هذه الدنيا.
 وكان المتكلم ابن آوى اسمه "تاباكي" لاعق الصحون، والذئاب فى بلاد الهند تحتقر ذلك الحيوان لأنه يخلق المتاعب أينما حل أو ذهب ويثير الفتن ويأكل الفضلات التى يجدها فى كومات قمامة القرية.
قال الأب ذئب فى خشونة: - ادخل يا هذا وانظر بنفسك فليس لدينا طعام.
أجاب تاباكي: - ليس لديكم طعام لذئب ولكن عظمة جافة تكون وليمة طيبة لشخص وضيع مثلى فمن نحن حتى نتذلل ونختار؟ لسنا إلا بنات آوى.
وأسرع إلى نهاية الكهف حيث وجد عظمة غزال عليها بعض اللحم فجلس يلعقها ويهشم طرفها فرحاً مسروراً.
ثم قال أخيراً وهو يلعق شفتيه: - شكرا جزيلاً على هذه الأكلة الطيبة.
واستطرد وهو ينظر إلى الجراء: - ما اجمل النبلاء الصغار يا للعيون النجلاء فى هذه السن المبكرة! طبعاً طبعاً فأولاد الملوك رجال منذ الطفولة.
وكان "تباكى" يعرف أن النظر إلى الأطفال والتحدث عن محاسنهم يعرضهم لإصابة العين ويجلب الشؤم عليهم ويزعج آباءهم ومع ذلك تعمد ابن آوى هذا المديح وسره أن يرى معالم القلق والإحراج على وجه الأب ذئب والام ذئبة.
وسكن "تاباكى" فى مكانه فرحاً بما أحدثه من أذى وقال فى خبث: - لقد غير "شيرخان" منطقة قنصه وسيصيد فى هذه التلال خلال الشهر القادم هكذا قال لي.
وشيرخان هو الببر الضخم الذى يعيش بالقرب من نهر "وانجونجا" على بعد عشرين ميلا من هذا المكان.
أجاب الأب ذئب فى غضب:  وبأى حق يفعل ذلك؟! إن قانون الغابة لا يبيح له تغيير منطقته قبل إخطارنا فى الوقت المناسب سيخيف كل ما يصلح للصيد حولنا فيبعده عن متناولنا مع أننى فى هذه الأيام اخرج فى طلب طعام شخصين.
 و قالت الام ذئبة فى هدوء: - لقد أصابت أمه إذ سمته "الأعرج" فهو اعرج منذ ولادته وكان لهذا لا يفترس غير الماشية الوادعة والقرويون فى "وانجونجا" ناقمون عليه من أجل ذلك، وهاهو ذا قد أتى ليغضب أهل القرى القريبة منا أيضا.
سينقبون فى الغابة ويقتفون آثاره و سنضطر إلى أن نهرب بأولادنا عندما يحرقون الأعشاب للبحث عنه فلشيرخان منا مزيد الشكر!
 قال تاباكي: - أبلغه شكركم؟
فثار الأب غضباً وقال: - إليك عنا. هيا انصرف لتصيد مع سيدك فلقد أسأت إلينا هذه الليلة وحسبك ما حدث.
أجاب "تاباكى" فى هدوء قبل أن ينصرف:  سأنصرف وباستطاعتكم أن تسمعوا زئير شيرخان آتياً من الدغل ليتنى أرحت نفسى ولم أحملها مشقة نقل هذه الرسالة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة