واحدة من أيقونات أدب الخيال العلمى، كانت رواية "فهرنهايت 451" للكاتب الأمريكي راي برادبري، وهى عمل في نهايته لا يدور حول نهاية العالم على قدر ما يتخلص إلى القضاء على مدينة الديستوبيا والتكنولوجيا المفرغة من معناها وقيمتها، وتبشر ببداية حياة جديدة أهم وأكثر عمقاً، بطلها الكتاب.
ويتخيل الكاتب نظاما شموليا يغزو العالم ويعمل على حرق الكتب على درجة 451 فهرنهايتا، ويجعل التلفزيون أداته الرئيسة في الهيمنة على العقول، يعلن قاعدته النارية التي تقول بوجوب حرق الكتب والبيوت التي تخبئها أيضا.
فهرنهايت 451
و تحكي عن قصة نظام شمولي يقوم بغزو العالم في المستقبل ويجعل التلفزيون دعاية سياسية له ويقوم بحرق الكتب على درجة 451 فهرنهايت. بطل الرواية هو رجل الإطفاء "مونتياج" يلتقي صدفة بجارته المثقفة وتدعى كلاريس وقد قامت بجذبه وإقناعة بقراءة رواية جميلة حيث كانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو أيضا على السلطة.
وتكون الفصول الثلاثة في الرواية "الموقد والسمندل"، "الغربال والرمل"، "الاحتراق بنار متوهجة" سبلا للإنذار من خطر الانسياق وراء جنون الآلة ومساعي إفراغ البشر من الهموم الإنسانية والوجودية وتسطيح المعرفة ومحاربة الحكمة.
هكذا يقرر أولو العزم: الموت لا التخلى عما به يؤمنون، وهو أمر لم يفهمه بطل الرواية واسمه "مونتاج" إذ تراءى له أن الكتب لا تحمل خيرًا للبشرية، فليس فيها سوى أفكار تتصارع مع أفكار، ونظريات تتناحر مع نظريات، فما يقوله مفكر ينفيه باحث، وما تدعيه الفلسفة ينكره المنطق، وهذا نذير شؤم على الأرض، ومن ثم لابد من حرق الكتب – كل الكتب- فى درجة حرارة 451 على مقياس فهرنهايت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة