شهدت دول قارة أفريقيا ارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام القليله الماضية ليصل عدد المصابين بالقارة السمراء 22 ألفا 275 مصابا، فيما وصل عدد الوفيات بالوباء ألف و119 حالة ، وتعافى 5489 شخصا وفق الاتحاد الأفريقي.
وتسود حالة من القلق من أن تكون القارة السمراء نقطة انطلاق جديدة للوباء، فوفق آخر إحصائية وصل عدد سكان القارة الإفريقية إلى مليار و304 ملايين و645 ألف نسمة، ويمثل هذا العدد 16.8% من إجمالى عدد السكان فى دول العالم، وأصبحت دول شمال افريقيا هي الأكثر تأثرا بفيروس كورونا ليصل إجمالي الوفيات بدول شمال أفريقيا إلى 795 بالإضافة إلى 9 الاف و563 إصابة وفى دول غرب أفريقيا 133 حالة وفاة بالإضافة إلى 5 آلاف و275 إصابة وفى وسط أفريقيا 75 حالة وفاة بالإضافة إلى ألف و734 إصابة وفى دول جنوب أفريقيا 66 حالة وفاة بالإضافة إلى 3 آلاف و377 إصابة وفى دول شرق أفريقيا 50 حالة وفاة بالإضافة إلى ألفين و326 إصابة.
وجاءت دولة غانا هي الأكثر تأثرا في دول غرب أفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها 31,072,940 وتسبب الفيروس في وفاة 9 وإصابة ألف 24 شخص فيما تعافى 99.
وفى وسط افريقيا جاءت الكاميرون أكثر الدول تأثرا والتي يبلغ عدد سكانها 26,545,863 وتسبب الفيروس في وفاة 42 شخص بالإضافة إلى إصابة ألف و16 شخصا.
أما جنوب القارة، فجاءت دولة إسواتيني الأكثر تأثرا والتي يبلغ عدد سكانها 59,308,690 وتسبب الفيروس في مقتل 54 مواطنا وإصابة 3 آلاف و158 مواطنا.
وفى شرق أفريقيا جيبوتى هي الدولة الأكثر تأثرا والتي يبلغ عدد سكانها 988,000 وتسبب الفيروس في وفاة اثنين بالإضافة إلى إصابة 846 مواطنا.
ومن جانبها، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه وصلت العدوى إلى القارة عن طريق المسافرين العائدين من البؤر الساخنة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتم تسجيل أول حالة إصابة في أفريقيا في 14 فبرايروكانت العدوى في البداية مقتصرة على العواصم، والآن يُبلِّغ عدد كبير من البلدان في أفريقيا عن حالات في محافظات عديدة.
فيما قالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "لا تنحصر قدرة مرض كوفيد - 19 على التسبب في آلاف الوفيات فقط، بل الدفع إلى الدمار الاقتصادي والاجتماعي أيضاً، ويتطلب ذلك استجابةً لا مركزية، مُصمَّمة حسب السياق المحلي. ويجب تمكين المجتمعات المحلية، وينبغي للحكومات على مستوى المحافظات والمناطق ضمان توافر الموارد والخبرة اللازمتين للاستجابة للفاشيات محلياً".
وأضافت تعمل الأمم المتحدة على مستوى أفريقيا لتعزيز قدراتها في مجالات الاستجابة الحاسمة، مثل التنسيق والترصُّد والاختبار والعزْل والتدبير العلاجي للحالات وتتبُّع المُخالِطين والوقاية من العدوى ومكافحتها والإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية والقدرات المختبرية ، حيث قامت غانا وكينيا ومصر والمغرب وتونس ونيجيريا بتوسيع نطاق الاختبارات الوطنية ليشمل العديد من المختبرات، مما يتيح لا مركزية الاختبار.
ومن جانبه، صرَّح الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، قائلاً: "لا تزال الفرصة سانحة أمام أفريقيا للحدّ من انتقال المرض وإبطائه. ويجب على جميع البلدان التعجيل بالاستجابة الشاملة للجائحة وتوسيع نطاقها، بما يشمل تنفيذ مجموعة مناسبة من تدابير الصحة العامة والتباعد البدني المُثبت جدواها. ويجب على الدول الأعضاء التركيز على المكافحة الفعَّالة " لافتا إلى أن العزل المبكر لجميع الحالات، بما يشمل حالات الإصابة الخفيفة، هو أحد تدابير المكافحة الرئيسية، بالإضافة إلى الكشف المبكر، وتتبُّع المُخالِطين والعلاج المبكِّرَيْن. وتُعد البيانات الوبائية الدقيقة والمناسبة إحدى أهم الأدوات في توجيه الاستجابة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن هناك مخاوف بشأن تأثير الجائحة على البلدان ذات النُظُم الصحية الهشَّة، مطالبه المجتمع الدولي تقديم الدعم التقني والمالي لهذه البلدان لتعزيز قدرات الاستجابة الرامية إلى الحدّ من انتشار الفاشية. وقد لا تتوافر لدى بعض البلدان القدرة الكافية على تجهيز وحدات الرعاية المركَّزة بموارد مثل الأسِرَّة، وأجهزة التنفس الصناعي، والعاملين المُدرَّبين.
ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي فإن مع ظهور جائحة كورونا تفاقمت أزمة الجوع الحادة الناجمة عن المناخ والركود في دول أفريقيا ومن جانبه قال إدي رو، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي: "في الوقت الذي يكافح فيه معظم الزيمبابويين بالفعل لوضع الطعام على الطاولة ، فإن جائحة كوفيد قد تزيد من الشعور باليأس على نطاق أوسع وأعمق".
وناشد برنامج الأغذية العالمي بتوفير 130 مليون دولار حتى أغسطس القادم لمنع ملايين الأشخاص الأكثر ضعفاً من الانزلاق أكثر في براثن الفقر.