والمجتمعات البشرية اهتمت منذ الأزل بمكافحة تلك الظاهرة بهدف الوقاية منها بالعمل على منع فرص ارتكاب الجريمة وإصلاح النفسيات الإجرامية الخطرة وهذا يشكل الأولوية، وبذل الجهد لكشف الغموض وإقامة الدليل عند وقوع الفعل الإجرامى لإثبات الواقعة ونسبتها لمرتكبيها، وتقدم الجناة للعدالة لتحقيق رد الفعل الاجتماعي للإصلاح وإعادة التأهيل، مما يحقق السيطرة على الجريمة وتحقيق الأمن.
كيفية تطبيق القواعد العلمية على الآثار المادية بمسرح الجريمة
في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على كيفية تطبيق القواعد العلمية على الآثار المادية بمسرح الجريمة الذى يعد من الركائز الأساسية في التحقيق الجنائى ويشكل حجر الزاوية فى هذا المجال لما يحتوى عليه من آثار مادية وأدلة جنائية مادية ومعنوية وقرائن ودلائل، وهذا يتطلب العمل في مسرح الجريمة بتقنيات وأساليب علمية وتكنولوجية حديثة، تسعى إلى أدلة الإدانة والبراءة بهدف كشف الغموض ومعرفة الحقيقة – بحسب اللواء خبير فارس غبور، رئيس الجمعية المصرية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعى.
في البداية – يجب أن نعلم جيداَ أن العمل بمسرح الجريمة يشمل المحافظة على المسرح والكشف عما بداخله من آثار مادية وتصويرها ورفعها وتحريزها، وإيجاد الصلة بين هذه الآثار والتعرف على مدلولاتها واستنطاقها، بلوغاَ إلى إعادة تكوين وبناء مسرح الجريمة والوقوف على ظروف الارتكاب، وتحديد معالم شخصية الجناة وأسلوب اقترافهم الجريمة وكيفية الدخول والخروج ومواجهتهم في الهروب من مكان الحادث، وعند ضبط الجناة واستجوابهم يعاد تمثيل الأدوار في مسرح الجريمة والمواجهة بالآثار المادية والأدلة الجنائية التى ثبت ارتكاب الواقعة ودور كل واحد من الجناة فى اقترافها – وفقا لـ"غبور".
والآثار المادية التى تطبق على مسرح الجريمة:1ـ قاعدة أن الطبيعة لا تكرر نفسها: بمعنى أن كل كائن أو مادة لا تتطابق في التركيب وفى الشكل مع غيرها، وهو ما يطلق عليه حديثاً "البيومترى"،2ـ قاعدة تبادل الأثر: بمعنى عند حدوث تلامس أو احتكاك بين جسمين مختلفين فإن أحدهما يترك أثراً على الآخر يحمل علامات مميزة تدل عليه، ويظهر هذا واضحاً عند احتكاك سيارتين فإن جزء من طلاء الأولى يترك على الثانية وجزء من طلاء الثانية يترك على الأولى. وكذلك عند ملامسة أحد الأصابع أو كف يد لأى جسم مصقول مثل لوح زجاجى أو جسم خزنة فإنه العرق يترك على شكل بصمة تنطبع على ذلك الجسم وفى نفس الوقت قد ينتقل جزء من الأتربة التي تغطى الجسم إلى يد صاحب البصمة وهكذا.
وتتمثل الآثار المادية التي يمكن العثور عليها مكان الحادث فى:
1-آثار الجانى مثل: "بصمات الأصابع، طبعات الأقدام، بقع الدماء".
2-آثار المجني عليه: "دماء ـ ملابس ـ بصمات".
3-آثار أدوات الجريمة: "كسر، مواد بترولية، أثار مقذوفات نارية".
الطب الشرعى
ويمكن بمعالجة هذه الآثار بمعرفة خبراء الأدلة الجنائية والمعامل الجنائية والطب الشرعى للحصول على أدلة مادية يمكن عن طريق تحليلها وإيجار علاقات ترابط بينها وبين مكان الحادث وإيجاد علاقات سببية الوصول إلى نتائج هامة:
1-إثبات وقوع الجريمة فقد يتم الإبلاغ عن صوت إطلاق أعيرة نارية في مكان ما نتيجة سماع صوت فرقعة عالية ثم يتضح أن المستخدم مسدس صوت مثلاً.
2-تأييد الاتهام قبل المتهم أو نفيه "وجود بصمة المتهم في مكان الحادث ليست دليلاً على ارتكاب الحادث" التعرف على الآلات والأدوات المستخدمة في ارتكاب الحادث ووضع تصور لمواصفتها.
3-تشير الأدلة المادية إلى نوع الجريمة وتفيد في التكييف القانوني لها.
4-تساعد الأدلة المادية في الوقوف على أسلوب ارتكاب الجريمة وحركة الجاني على مسرح الحادث وقد يدل ذلك على الدافع إلى الجريمة.
5-تفيد الأدلة المادية تضيق دائرة البحث وإيجاد علاقة ربط بين الجرائم المتفقه في أسلوب ارتكابها والتعرف على مرتكبيها ودور كل منهم في حالة تعدد مرتكبي الجريمة.
6-تقديم الدليل المادي الذي يثبت تساند الأدلة أمام القضاء في اتهام الجاني أو الجناة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة