فى الوقت الذى ينغمس فيه الرئيس الأمريكى فى المعركة الأكبر فى رئاسته، والتى ستحدد على الأغلب ما إذا كان سيمضى أربع سنوات أخرى فى البيت الأبيض، يواجه دونالد ترامب تحديات قوية لمساعيه للفوز بفترة ثانية، ليست من جانب منافسه المفترض فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر، جو بايدن، ولكن من حكام الولايات المتأرجحة، التى تلعب دورا رئيسيا فى تحديد الرئيس القادم.
وتقول صحيفة "تايمز" البريطانية إن الشعبية المتصاعدة لبعض حكام الولايات الأمريكية تقدم تحديا غير متوقع لاحتمالات إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب فى الولايات المتأرجحة الرئيسية، حيث يحتشد الناخبون حول قادة الحزب الديمقراطى المحليين أكثر من الرئيس.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب عانى لاستخدام اللهجة الصحيحة مع حكام الولايات، الذين ظهروا فى دائرة الضوء بسبب الصلاحيات المحلية القوية التى تمنهم دورا رائدا فى محاربة وباء كورونا. فقراراتهم، وليس قرارات الرئيس، هى التى تؤثر على الحياة اليومية للناخبين.
ففى الولايات المتأرجحة الرئيسة بمنطقة الغرب الأوسط، وهى ميتشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن، والتى فاز فيها ترامب بفارق بسيط فى انتخابات 2016، وتمثل مفتاحا لتامين فترة رئاسية ثانية له، تشير استطلاعات الرأى إلى مستوى تأييد للحكام الديمقراطيين أعلى بكثير مما يحظى به الرئيس.
وفى ولاية فلوريدا المتأرجحة، والتى يحكمها الجمهوريون حاليا، فإن التأثير العكسى قد يكون مشكلة لترامب، فحاكم الولاية رون دى سانتيس، وهو داعم قوى للرئيس، كان أكثر ترددا فى استخدام صلاحيته خلال الوباء، وتعرض لانتقادات بسبب توجيهاتها المربكة، وانخفضت شعبيته من 58% إلى 51%.
ولفتت الصحيفة إلى أن معدلات شعبية الحكام قد ارتفعت هذا العام بشكل عام، فى حين أن ترامب تراجع عن إصدار توجيهات قوية للولايات حول كيفية التعامل مع تفشى الوباء.
وكان الارتفاع الأكبر فى الشعبية لحاكمى نيويورك وكاليفورنيا الديمقراطيين.
وحرص الرئيس ترامب مؤخرا على إبداء علاقته الناجحة والطيبة مع كلا الحاكمين. إلا أن ترامب انتقد بشدة حاكمة ولاية ميتشيجان الديمقراطية جريتشن ويتمر، والتى تعد ولايتها حاسمة له أيضا فى انتخابات نوفمبر المقبل، بسبب قراراتها الخاصة فى التعامل مع الوباء.
وفى مؤتمر كورونا اليومى بالبيت الأبيض الشهر الماضى، قال ترامب لنائبه مايك بنس:" لا تتصل بالمرأة فى ميتشيجان"، فى إشارة إلى حاكمة الولاية.
وقال ترامب أيضا فى تصريحات لفوكس نيوز إنهم لديهم مشكلة كبيرة مع الشابة، حاكمة ولاية ميتشيجان.
حاكمة ولاية ميتشيجان
وكانت ميتشيجان واحدة من ثلاث ولايات، جميعها خاضعة لسيطرة الديمقراطيين، والتى استهدفها ترامب بتغريدته الشهيرة "تحرروا"، والتى رآها بعض الديمقراطيين خطوة لإثارة الاضطراب العام بعد احتجاجات على القيود المفروضة فى الولايات بسبب كورونا، والتى شهدت حمل بعض المتظاهرين لأسلحة نارية.
وقد أدى تعامل ويتمر مع أزمة كورونا فى ولاية ميتشيجان إلى أن جعلها شخصية بارزة، حتى أنه ورد ذكر اسمها كمرشحة محتملة لنتصب نائب الرئيس مع المرشح الديمقراطى المفترض جو بايدن، الذى يواجه ترامب فى انتخابات نوفمبر هذا العام.
وقد علق إريك جولدمان، مدير حملة ويتمر السابق على ما يجرى لمجلة ذى أتلانتك، وقال إنه من الغباء سياسيا أن يختار الرئيس معركة مع حاكم يحاول إدارة أزمة فى ولاية يجب أن يفوز بها (فى الانتخابات المقبلة).
وفى المقابل، تعززت شعبية بعض الحكام الجمهوريين أيضا فى ولايات مثل أوهايو وأريزونا، وهما ولايتان فاز بهما ترامب فى انتخابات 2016، والتى يمكن أن تشهدا سباقات حماية فى نوفمبر المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة