"مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت بأمان".. ساعات قليلة ويبدأ جموع المسلمين صيام شهر رمضان المبارك، وسط حالة من الفرحة التي سيطرت على وجوهه ملايين المصريين الذين ينتظرون هذه الأيام المباركة من كل عام بشغف ولهفة.
ولشهر رمضان المبارك طقوس خاصة عند المصريين، أهمها تعليق الزينات فى الشوارع وعلى واجهات المنازل، وتعليق الفوانيس، احتفالا بالشهر المبارك، وقبل أيام من بداية الشهر الكريم، قام عدد كبير من الشباب فى محافظات مصر المختلفة، بتشكيل فرق عمل لتصنيع زينة رمضان، وتعليقها، بين المنازل وبعضها، للتأكيد على الحب والترابط بين المصريين وبعضهم، وأيضا تعليق الفوانيس.
وبرغم من الظروف الطارئة التي تتعرض لها البلاد، من انتشار فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحفاظ على سلامة الشعب المصرى، إلا أن الاهالى تحدوا الفيروس بتعليق الزينات، ترحيبا بالشهر الكريم.
ِشباب القليوبية يطلقون مبادرة لتزيين الشوارع ويوزعونها على الأهالى
وفى محافظة القليوبية أطلقت مجموعة من شباب القليوبية مبادرة لإدخال البهجة والسعادة في نفوس الأهالي في الشوارع والمنازل، من خلال تعليق زينة وفوانيس رمضان في الشوارع بمدينتي طوخ والقناطر تحت شعار "كل سنة وانتوا طيبين.. شدة وتزول".
وأهدت حملة "رجال الخير وشباب طوخ لمكافحة الفيروسات" الأهالي الزينة، وقامت الحملة بجانب التعقيم الكامل للمدينة بتعليق الزينة في كافة أنحاء وشوارع المدينة الرئيسية، موجهين رسالة للمواطنين "كل سنة وانتوا طيبين.. الزم بيتك".
وأكد أشرف الحلواني، أحد شباب المبادرة، أن المبادرة تستهدف رسم الفرحة على وجوه كل أبناء طوخ من كبيرهم وحتى صغيرهم، احتفالًا بقدوم شهر رمضان المبارك، في ظل الظروف الحالية، وللتأكيد على أن كورونا لن يمنعنا من الاحتفال بالشهر الكريم، ولكن بطريقة أكثر حرصًا تتماشي مع الإجراءات الاحترازية المتبعة.
أطفال قرى المنيا يصنعون الزينة بالعجينة والورق
وفى محافظة المنيا امتلأت شوارع القرى بالزينة الورقية باشكال مختلفة، لاستقبال شهر رمضان، وعكف الأطفال والشباب على عمل الزينات وتعليقها فى الشوارع تعبيرا عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان المبارك ، وتعد زينة الشوارع المصنوعة من الورق واحده من العادات والتقاليد فى محافظة المنيا، يتم تصنيعها كل عام مع بداية شهر رمضان الكريم، رغم ما أصاب العالم من فيروس كورونا، إلا أن الشباب ظل على مدار الأيام الماضية يصنع تلك الزينات وبدأ بتزيين الشوارع بها .
وفى هذا الإطار، قال عاطف عبد العزيز أحد شباب قرية ريدة، إن صناعة الزينة من الورق من الاشياء المحببه للأطفال، وكل عام نجتمع مجموعة من شباب الشارع ونقوم على تجهيزها وتعليقها، وأضاف هى ليست مكلفة لأن جميعها مصنوع من الأوراق القديمة المهدرة، ولفت نقوم على تشكيلها على هيئة فوانيس أو مكعبات لتعطى شكلا جماليا للشارع طوال أيام شهر رمضان الكريم .
أما محمد حسين أحد الشباب، فقال: نجد فرحة كبيرة أثناء عمل تلك الزينات وتعليقها فى الشوارع، فهى تعبر عن قدوم شهر رمضان، رغم الظروف كل ما تمر به البلاد ومواجهتها لفيروس كورونا إلا أننا قررنا عمل الزينة وتعليقها لنعطى الامل ونرسم البهجة فى نفوس المواطنين.
شباب سوهاج يواجهون غلاء أسعار الزينة بتصنيعها من الورق والعجين
وفى محافظة سوهاج تجمع الأطفال بالشوارع والحوارى بالمدن والقرى من أجل صناعة حبال زينة رمضان تعبيرا عن الفرحة والبهجة وهذه الأدوات أبتكرها الأطفال للتغلب على أسعار الزينة الملونة باهظة الثمن وأعمال الزينة لا يشارك فيها الصغار فقط بل الكبار أيضا من خلال صعود السلالم والتعليق.
وقال أياد محمود أحد الأطفال، إنه مع قرب قدوم شهر رمضان المعظم نقوم بعمل زينة من أوراق الكتب والكشاكيل التي لا نحتاج إليها ونحن نتجمع أمام المنازل في الشوارع ونقوم بإحضار عجين الدقيق والخيط والمقص والورق من أجل صناعة الزينية بأنفسنا من أجل البهجة والفرحة ويعلم الجميع أن رمضان وصل وأننا فرحين بقدومه وحتى أن كنا لا نقدر على صوم اليوم بطوله ونصوم نصفه فقط حتى نكبر إلا أننا يجب أن نحتفل برمضان ويجب أن نعلق الزينة.
ويضيف " والد أياد" هذا العام بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، وخوفا منا على سلامتنا ومنعا للتجمع اتفقنا أن يقوم كل منزل بعمل أكثر من شريط زينة ثم تعليقها في منزله وتوصليها بالمنزل المقابل له لكي يجري توصيل كافة المنازل ببعضها البعض دون أن يتم التفرقة إن كان المنزل المقابل له أو المجاور له لمسلمين أو مسيحين وهذه الزينة غير مكلفه وكل ما يحتاجه المنزل هو أوراق قديمة ومقص وقليل من الماء والدقيق وخيط لربط الزينة ببعضها البعض، ثم توصيلها من منزل لآخر.
زينة وفوانيس فى السوق السياحى ومحطة القطار بأسوان
وفى مدينة أسوان، شهدت أيضا مظاهر لاستقبال شهر رمضان الكريم ومنها تغليق الزينة والفوانيس ولافتات التهنئة على المصالح العامة والمنشآت الخاصة، وشهدت محطة السكة الحديد بمدينة أسوان تعليق لافتات داخل المحطة "الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات.. كل عام وأنتم بخير.. رمضان كريم" لتهنئة المسافرين والمواطنين المترددين على محطة القطار.
كما شهد مدخل السوق السياحى بمدينة أسوان، تعليق زينة رمضان بألوانها المختلفة أمام المارة فى السوق، وشهدت أيضا بعض المنشآت الخاصة تعليق فوانيس رمضان كنوع من مظاهر الفرحة بقدوم الشهر الكريم.
"بكرة أحلى بيكم " شباب زفتي يزينون المنشآت العامة والمستشفيات احتفالا بشهر رمضان
وفى الغربية دشن مجموعة كبيرة من شباب الحملات والأحزاب داخل مركز ومدينة زفتي، حملات لدعم ومساندة أهالي المركز والمدينة، بدخول السرور عليهم، وذلك من خلال تزيين المنشآت العامة والشرطية والتي شملت "مستشفى حميات زفتي ، مستشفى زفتي العام ، قسم مرور زفتي ، مركز الشرطة " وذلك استعدادا لدخول شهر رمضان الكريم .
وقالت رحاب البحراوي صاحبة الفكرة، إن الفكرة جاءت لدخول الفرحة والسرور على المرضى داخل مستشفيات المدينة، وكذلك مساندة الأجهزة الأمنية والتنفيذية في ظل انشغالهم بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، مضيفة أن الأهالي داخل المستشفيات سعداء جدا بعدة لغات المبادرة ووقفوا وساعدونا في تعليق الزينة، كما قمنا بتقديم الورود والشيكولاته للمرضى تحفيزا لهم.
شباب أسيوط يحتفلون بالشهر المبارك بتعليق الزينة الجاهزة
وفى محافظة أسيوط علق الشباب زينة رمضان فى الشوارع والحارات بالمحافظة بالزينة السنوية التي يصنعها الأهالي من الأوراق، أو من خلال الزينة الجاهزة التى تباع بالمكتبات، وأماكن بيع الزينة ،وكل على حسب مقدرته اما من خلال الشراء من الأماكن المخصصة لها أو من خلال صناعتها يدويا وتلوينها.
وقال محمود دردير من سكان منطقة الحقوقيين، إنه وعدد من شباب الشارع وجدوا أن الناس قد شغلتها أزمة فيروس كورونا وحالة العزل وأصبحت النفسية سيئة بعد أن طالت المدة وتكررت مواعيد الحظر ففكروا فى عودة الحياة مرة أخرى لشارعهم فبدأوا في تركيب الزينة الملونة وملاءوا الشارع بها وذلك احتفالا بشهر رمضان المبارك ولرفع الحالة المعنوية لدى سكان الشارع بسبب الحالة العامة، والآثار المترتبة على العزل والحظر بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، مضيفا أن الناس فى أمس الحاجة الى أي مظهر جمالي، وأى شكل من أشكال الاحتفالات حتى تخرج من حالة الكبت التى تعيشه .
إقبال كبير على شراء الفوانيس الجاهزة فى أسواق الإسكندرية
وشهدت محافظة الإسكندرية شراء الفوانيس سواء للاطفال أو لتزيين المنازل، الاحساس بلهجة الشهر الكريم ورغم الأزمة وتوقف سوق العمل فى العديد من المجالات إلا أن هناك سوق جديد استطاع المواطن المصرى ام يفتح لنفسه مجالا جديدا لصناعة الفوانيس بإمكانيات بسيطة.
وشهدت الأسواق إقبالا على شراء الفوانيس الخشبية الصغيرة وهى صناعة مصرية خالصة بأدوات وإمكانيات بسيطة استطاع أن يحقق نجاح فى السنوات الماضية فى السوق المصرى ويكتسح المستورد.
فريق مبادرة "بنات تتحدى كورونا" يقدمون فوانيس وزينة رمضان لمستشفى إسنا للعزل الصحى
وفى الأقصر أقدم المشاركون بمبادرة "بنات تتحدى كورونا" بمحافظة الأقصر، على خطوة مختلفة بالتوجه لمقر مستشفى إسنا للعزل الصحى ليلاً للاحتفال برفقة الاطباء من الجيش الأبيض والمصابين داخل المستشفى لدعمهم معنوياً، وذلك بتوزيع فوانيس رمضان عليهم وزينة الشهر المبارك، وذلك استمراراً لمبادرة فتيات مدينة إسنا لدعم المجتمع فى ظل انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وقالت أمل محمد السايح قائدة الفريق النسائى بمدينة إسنا، إنهم قرروا المساهمة باستكمال مبادرتهم وتقديم الدعم اللازم لفريق الأطباء والمصابين بكورونا داخل المستشفى، حيث قرروا التوجه ليلاً لمقر المستشفى والتصفيق لأعضاء الفريق الطبى من بوابات المستشفى، وقدموا لهم هدايا ممثلة فى زينة رمضان وفوانيس رمضان المباكر، وذلك بعد تصميمها خصيصاً لصالح المستشفى وجعلها بشكل رائع لبث الروحانيات لشهر رمضان الكريم، وذلك بمشاركة الشيخ منصور صقر أحد كبار رجال الأوقاف بالأقصر، ورجل الأعمال الحاج حسام شنقير الذى شارك فى شراء كميات الزينة والفوانيس لتزيين المستشفى وتوزيعها على الأطباء والمصابين داخل المستشفى.
شوارع المنوفية تتزين بالفوانيس لاستقبال شهر الصيام
وفى محافظة المنوفية حرص الأهالى على تعليق الزينة وفوانيس الشهر الكريم على مداخل المنازل.
وقال حمدى هيثم مقيم بقرية دمليج التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إننا تعودنا كل عام على تعليق زينة الشهر الكريم وهى العادة التى ورثنها عن أشقائنا الكبار وأبنائنا كنوع من أنواع الاحتفال بقدوم شهر رمضان الكريم، ونوع من أنواع الفرحة التى تملئ القلوب عند قدوم الشهر الكريم .
تشغيل أغانى رمضان وإضاءة الفوانيس لاستقبال الشهر الكريم بقنا
وفى محافظة قنا نظم شباب المحافظة حملات لتعليق لزينة رمضان وتشغيل أغاني رمضان وإضاءة الفوانيس بالشوارع، رغم الأجواء التى تشهدها مصر بسبب تفشى وباء فيروس كورونا، لك لم تغيب تلك العادة عن شوارع المحافظة.
وقال حسين سيد أحد أبناء مدينة قنا: ”نتشارك في تلك العادة ونجمع الكراسات والكتب القديمة ويتم توزيعها على مجموعة من البيوت ويتم تقطيعها على شكل هلال وتلوينها بعدة الوان والتجمع لوضعها على الخيوط ولصقها بالعجين، ثم يتم جمع العناقيد تمهيدا لتعليقها، وذلك يتم قبل حظر التجوال مع الإلتزام بإجراءات الوقاية وإرتداء الكمامات.
وقالى على سيد:" قبل دخول رمضان بثلاثة أيام بدأنا فى جمع الأموال من أهالي كل شارع ونبدأ في شراء الخيوط والفانوس وعناقيد الكهرباء لإنارة الشرفات وقت الإفطار، وقمنا بتهيئة الاجواء حتى نشعرهم بشهر رمضان الكريم من خلال تلك الأشياء البسيطة بعد الجائحة التي غزت العالم ومنعت الطقوس والعادات السنوية التي كان يقيمها ويشعر بها الأهالي في هذا الشهر الكريم الكريم، مع الأحتفاظ بالتباعد ومنع التجمعات خاصة في المناطق التي بها ظهور حالات إيجابية للفيروس”.