فى فبراير الماضى، عندما بدأ السباق لاختيار مرشح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، بدت التوقعات الخاصة بجو بايدن قاتمة إلى حد ما نظرا لأدائه الباهت فى الولايات الأولى فى السباق وعدم قدرته على تقديم رسالة واضحة تتجاوز كونه من شغل منصب نائب الرئيس فى عهد باراك أوباما.
لكن ما خدم ما بايدن أن السباق الذى شهد فى البداية تنافس نحو عشرين مرشحا، هو أن المنافسة انتهت بينه وبين السيناتور بيرنى ساندرز الرافض للمؤسسة، وتحولت انتصارات الأخير المبكرة إلى هزائم متتالية فى سلسلة من الولايات المهمة. فلا يتبقى سوى بايدن كشخص يمكن أن يتوحد الديمقراطيون خلفه.
والآن، فإن بايدن الذى بدت فرصه فى البداية ضئيلة، أصبح قادرا الآن أن يتقدم على الرئيس دونالد ترامب فى استطلاعات الرأى، مستغلا الأزمة الراهنة المتعلقة بوباء كورونا والانتقادات التى يتعرض لها ترامب فيما يتعلق بإدارته لها.
فقد أظهر استطلاع جديد للرأى أن عددا متناميا من الناخبين الأمريكيين يدعمون بايدن على نظيره الرئيس ترامب.
وقالت مجلة نيوزويك إن الاستطلاع الأخير الذى أجرته رويترز وإيبسوس، فى الفترة من 15 إلى 21 إبريل، أظهر أن 47% من الناخبين المسجلين أيدوا بايدن مقابل 39% قالوا إنهم يدعمون ترامب فى الانتخابات الرئاسية، وتمثل هذة الزيادة 2% فى الدعم لبايدن منذ إجراء أخر استطلاع الأسبوع الماضى، وزيادة 4% عن الأسبوعين الأخيرين.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهر الاستطلاع تنامى الاستياء من تعامل ترامب مع وباء كورونا، ووافق 44% فقط من المشاركين فى الاستطلاع على تعامل الرئيس مع الأزمة مقابل رفض 52%، ومقارنة بالأسبوع السابق، يمثل ذلك تراجعا ثمان نقط فى الموافقة على إدارة ترامب للوباء، وانخفاض 13 نقطة عما كان عليه الحال فى مارس الماضى.
ولفتت نيوزويك إلى أن أغلب الاستطلاعات الوطنية الأخيرة فى الولايات المتحدة أظهرت أن بايدن هو المرشح الأوفر حظا للفوز فى الانتخابات، وأظهرت متوسط استطلاعات وطنية، وفقا لبيانات موقع ريال كلير بولتكس، أن بايدن متفوق بفارق 5.8%.
وكان أفضل استطلاع لصالح بايدن ذلك الذى أجرته شبكة "سى إن إن" فى أوائل إبريل، وأظهر تقدمه على الرئيس ترامب بفارق 11 نقطة، حيث حصل على تأييد 53% مقابل 42% لترامب.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست أن جو بايدن يتمتع بدعم كبار السن أكثر من ترامب. وأشارت الصحيفة أن سلسلة استطلاعات الرأى أظهرت مؤشرات مقلقة لترامب حيث أن الناخبين من كبار السن، وهم فئة أساسية لإعادة انتخابه يتراجعون عن دعمه.
وبدا أن بايدن الذى كان دعم كبار السن له سببا فى تفوقه فى السباق التمهيدى، سيتمتع بهذا التأييد فى الانتخابات العامة. ومع تراجع معدلات شعبية ترامب بسبب تعامله مع أزمة كورونا، فإن حملة بايدن تحاول الاستفادة من هذه الفئة التى كانت تميل صوب الجمهوريين بشكل تقليدى.
كما أن بايدن، يحاول استغلال الأزمة الراهنة لمهاجة خصمه فى ظل التوقف الإجبارى المفروض على نشاط حملته الانتخابية بسبب الوباء. فاستغل بايدن الكشف عن تقدم 26 مليون أمريكى لإعانات البطالة الأسبوع الماضى ليجدد هجومه على ترامب، واتهمه بعدم اتخاذ خطوات تجاه زيادة عدد العاطلين، وذلك بعد أن ارتفع عدد العاطلين فى الولايات المتحدة الأمريكية ليصل إلى ـ26 مليون.
وقال بايدن فى تغريدة له على تويتر: "هناك 26 مليون شخص عاطل عن العمل، هذه ليست مجرد إحصائيات، كل واحد منهم هو حياة ألقيت فى حالة من عدم اليقين، كل عامل يتساءل متى سيشاهد بعد ذلك صك الراتب خلال هذه الأزمة الأمريكية، ودونالد ترامب لا يفعل ما يكفى لهم".
وذهب بايدن إلى حد التشكيك فى أن ترامب سيلجأ لتأجيل الانتخابات كوسيلة لتحقيق الفوز. وبحسب ما قالت فوكس نيوز، فإن تصريحات بايدن جاءت بعد تعليقات أبرز خبراء الأوبئة فى الولايات المتحدة د.انتونى فاوتشى، التى قال فيها إنه لا يستطيع أن يضمن أنه سيكون من الآمن التصويت بالمشاركة الجسدية فى الانتخابات المقررة فى نوفمبر.
وقال بايدن فى إحدى فعاليات حملته على الإنترنت، بحسب ما نٌشر فى تقرير خبرى، : "تذكروا كلماتى، أعتقد أن يحاول أن يؤجل الانتخابات بشكل ما، ويصل إلى بعض المنطق حول أسباب عدم إمكانية إجرائها، فتلك هى الطريقة الوحيدة التى يفكر أن بإمكانه أن يفوز بها".
وهاجم بايدن ترامب لعمله على عرقلة تمويل الطوارئ لخدمة البريد الأمريكية التى تعانى من نقص شديد فى التمويل، والتى سيتم من خلالها اقتراع عشرات الملايين عبر البريد فى الخريف المقبل. وقال بايدن إن هذا دليل على أن ترمب يحاول بالفعل تقويض الانتخابات وجعل التصويت مسالة أكثر صعوبة على الأمريكيين.