قبل عدة سنوات من الآن، وقعت جريمة قتل بشعة فى جنوب البلاد، بمحافظة أسوان، بسبب العشق الممنوع، بعدما استعانت سيدة بعشيقها للتخلص من زوجها بدهاء شديد، إلا أن رجال الشرطة كشفوا جريمتها.
الحياة تسير بطريقة طبيعية داخل منزل بسيط فى أسوان، حيث الزوج يذهب كل يوم لعمله، ويعود نهاية اليوم يجلس عدة ساعات مع زوجته وأطفاله، إلا أن هذه الحياة الروتينية ـ بحد وصف الزوجة ـ لم تلق قبولاً عند ربة المنزل.
الزوجة لم تراع عناء زوجها وتعبه من أجل توفير متطلبات المنزل، وقررت البحث عن شهوتها، تعرفت من شاب يقاربها فى العمر، وسلمته عقلها بعدما تلاعب بعواطفها، روادها عن نفسها فتخوفت من زوجها، ولم تجد مكاناً تقابله فيه.
اختمر فى ذهن الزوجة اللعوب فكرة مفادها ارتداء العشيق النقاب، حتى يتمكن من التردد على منزلها دون أن يشك أحداً فيه، لدرجة أنه كان يذهب للمنزل فى حضور الزوج، حيث تقنع الزوجة شريك حياتها أن صديقتها المنتقبة لديها حياء من الجلوس معه، وترغب فى الانفراد بها بإحدى الغرف، وعندما تغلق الأبواب ينفرد العشيق بالزوجة فى حضور الزوج.
ورغم أن الزوجة الخائنة سلمت عشيقها جسدها فى الحرام، ولم تحفظ حرمة الزوج، إلا أنها لم تكتف بذلك، وإنما قررت قتل شريك حياتها، فاتفقت مع عشيقها وتخلصا منه، ووضعا جثته داخل جوال وألقياه فى مكان ناءٍ بأسوان.
ظن المجرمان أن جريمتهما لن يكشفها أحد، وأن الحياة تبسمت لهما بعد التخلص من الزوج، لكن هيهات لهما، فلسوء حظهما كان على رأس فريق المباحث فى هذه المنطقة، جنرال من طراز خاص يدعى "خالد الشاذلى"، المعروف عنه تفكيك الجرائم، وقدرته الكبيرة على كشف غموضها وتحديد هوية الجناة مهما كانت احترافية المتهمين وعدم تركهم للأدلة، إلا أن دهاء الرجل كان كلمة السر فى كشف غموض الجرائم، حيث نجح فى تحديد هوية المجنى عليه، وبذكاء كبير من مناقشة الزوجة التى تظاهرت حزنا على زوجها بدموع التماسيح، نجح فى اقتناص اعترافاتها وكشف غموض الجريمة وضبطها برفقة عشيقها، وفقاً لما رواه اللواء خالد الشاذلى.
وتنشر "اليوم السابع" سلسلة حلقات "شاهد على الجريمة" طوال شهر رمضان، حيث ترصد شهادات الضباط والمحامين والمعاصرين للجرائم التى شغلت الرأى العام، والتى كان من الصعوبة كشفها، إلا أن دهاء رجال المباحث والكفاءات الأمنية ساهمت بشكل كبير فى كشف غموض هذه الجرائم القديمة، التى وقعت على مدار السنوات الماضية.
ونهدف من نشر هذه الجرائم، للتأكيد على أنه لا توجد جريمة كاملة، وأن المجرمين حتماً يقعون فى قبضة الأمن مهما طال الوقت، وللوقف على الظروف التى صنعت من أشخاص عاديين مجرمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة