ارتبطت أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ببعض الإرشادات والتحذيرات الواجب اتباعها للحد من نمو الفيروس وانتشاره بشكل أكبر، وكانت أغلب الإرشادات تؤكد على ضرورة مراعاة كبار السن والحفاظ عليهم كونهم الأكثر عرضه للإصابة بالمرض القاتل، وتتمثل طرق وقايتهم بتقليل خروج للشارع والحفاظ على التباعد الاجتماعى معهم بمنع الزيارات لهم فى المنزل حتى لا نحمل العدوى إليهم، ما يهدد حياتهم للخطر بسبب مناعتهم الضعيفة.
وكون كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجى، اتخذت بلدية منطقة بنفيكا فى العاصمة البرتغالية، لشبونة، قرارات لمساعدة المسنون من خلال متطوعين يوزعون نحو 11400 وجبة يوميا عليهم، كما يتسوقون نيابة عنهم بهدف حمايتهم من الإصابة بالفيروس.
وتقول تيريزا روزا - التى لا تستطيع مغادرة منزلها الصغير فى منطقة بنفيكا فى لشبونة - للمتطوعين الذين يتسوقون نيابة عنها، "مطلوب منا التحلى بالصبر لكن الأمر صعب"، وتضيف المرأة السبعينية المحجوزة فى منزلها منذ أكثر من شهر بسبب فيروس كورونا مع زوجها الذى يعانى من مشكلات رئوية خطرة ومرض ألزهايمر: "لقد بكيت قبل زيارتهم"، وذلك وفقًا لما نقله موقع "euronews" عن وكالة الأنباء الفرنسية.
وإضافة إلى توزيع الوجبات الغذائية، تقوم مقاطعة بنفيكا، فى لشبونة البرتغالية، بالمزيد من الجهود بعد ابتكارها خدمة لتوصيل المواد الغذائية والسلع والأدوية إلى منازل الأشخاص الذين لا يستطيعون المجازفة بالخروج، حيث تنتشر ملصقات فى شوارع هذه المنطقة السكنية، كتب عليها "لا تخرجوا"، داعية المسنين والسكان الأكثر ضعفا إلى اللجوء لخدمة التوصيل إلى المنازل.
وكل صباح، من الاثنين إلى الجمعة، يجتمع فريق من 20 شخصا يضم متطوعين ومسؤولين بلديين فى السوق الموجودة فى منطقة بنفيكا لإعداد الطلبات التى وصلتهم فى اليوم السابق عبر الهاتف، ومع وجود قوائم بين يديه، يتجول سامويل فيريرا وفريقه بين أكشاك الفاكهة ورفوف الخضر والمخابز ومحلات اللحوم لتأمين الطلبيات الخمسين التى يتلقاها كل منهم يوميا.
ويقول فيريرا: "الأشخاص الذين نساعدهم من خلال هذه الخدمة ليست لديهم مشكلات مالية.. لكن عليهم البقاء فى المنزل لأسباب صحية"، وأضاف: "نحن لسنا هنا لتوصيل البقالة أو الأدوية فقط، فهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى التحدث مع أحد.. وفى بعض الأحيان نكون الأشخاص الوحيدين الذين يرونهم طوال اليوم".
وأعادت البلدية تنظيم خدماتها لمساعدة الضعفاء خاصة المسنين حتى يتمكنوا من التزام الحجر المنزلى الذى فرضته السلطات البرتغالية منذ 19 مارس، ويقول ريكاردو ماركيس، رئيس بلدية بنفيكا، التى يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة: "لقد سمحت هذه المبادرة باستمرار دفع الرواتب لجميع موظفينا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة