"دوكاتى".. عملة جديدة تخرج من رحم كورونا.. بلدة إيطالية تصك "فلوس" مصنوعة من البلاستيك لدواعى التطهير.. عمدة المدينة: نجاح التجربة أثبت قدرة الاقتصاد المحلى على الصمود.. و"اليورو" سبب الغلاء وإفقار البسطاء

الأربعاء، 29 أبريل 2020 12:50 ص
"دوكاتى".. عملة جديدة تخرج من رحم كورونا.. بلدة إيطالية تصك "فلوس" مصنوعة من البلاستيك لدواعى التطهير.. عمدة المدينة: نجاح التجربة أثبت قدرة الاقتصاد المحلى على الصمود.. و"اليورو" سبب الغلاء وإفقار البسطاء عملة دوكاتى
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إغلاق عابر للخرائط والحدود، واقتصاد ينزف ولا يزال.. هذا ما تركه وباء كورونا من آثار لا يمحوها الزمن منذ انتشاره وخروجه عن السيطرة في بضعة أشهر، فما بين دول تصارع من أجل البقاء، وأخرى تحارب أملاً في حصر يومي يأتى بعدد أقل من الوفيات، بات العالم أمام أزمة مرشحة للاستمرار، ما دفع الجميع إلى البحث عن طرق فعالة للتعايش، وحيل تعين على استمرار الحياة رغم الوباء.

 

وبعد التحذيرات التي صاحبت انتشار الوباء من التعامل مع الأسطح دون حذر، ومن العملات النقدية كأحد الوسائط القابلة لنقل العدوي، كان بديهياً أن يبحث البعض عن حل جديد لهذه الأزمة، لا يكتفى بالتعاملات الإلكترونية للبنوك والبيع والشراء غير النقدى، وهو ما ظهر قبل أيام في إحدى مدن إيطاليا، ذلك البلد الأوروبي الذى عانى كثيراً أمام كورونا، حيث أقدمت بلدة كاستيلينو على صك عملة خاصة بها، وسط توقعات بتغيير في خريطة عملات القارة العجوز.

العملة الجديدة
العملة الجديدة

 

 

 

القائمون على البلدة الإيطالية أثاروا الكثير من الجدل داخل أوروبا بعد قرارهم الأخير الذى برروه بأنه محاولة للحصول على عملة "بلاستيكية" قابلة للتطهير والتعقيم من جهة، وخلق اقتصاداً موازياً قادر على انقاذ الأعمال الصغيرة والمتوسطة خلال الأزمة الاقتصادية التي يعانيها العالم جراء وباء كورونا.

 

وبحسب ما نشرته صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية، قال إنريكو فراتانجيلو، عمدة البلدة، إن فكرة صك العملة تدور بتفكيره منذ حوالى 12 عاما إلا أن أزمة كورونا شجعت على تنفذيها"، مشيرا إلى أن العائلات الفقيرة ستتمكن من استخدام "دوكاتى كاستيلينا " وهو الأسم الذى تم إطلاقه على العملة الجديدة، للقيام بالتسوق فى المتاجر التابعة للبلدية.

 

وأضاف فراتانجيلو "قررنا صك النقود للتأكد من قدرة الاقتصاد المحلى على الصمود أمام تأثير الوضع الذى خلفه فيروس كورونا، وعلى الرغم من صغر حجم اقتصاد البلدة، فهناك ثلاث أو أربع شركات لا تزال مفتوحة، وسيتم توزيع الأوراق النقدية على السكان طبقاً لاحتياجاتهم الاقتصادية.

وأشار فراتانجيلو إلى أن أوراق "دوكاتى كاستيلينا " مصنوعة من ورق بلاستيكى يمكن تطهيره ، وبالتالى يسهل استخدامه فى زمن انتشار عدوى كورونا، وتبلع قيمة الدوكاتى الواحد يورو واحد، حتى لا يختلط الأمر على السكان الذى يبلغ عددهم 550 شخص".

 

ويقوم أصحاب المتاجر باستبدال ما يتلقونه من عملات الدوكاتي بما يعادلها من اليوروهات من مجلس البلدة كل أسبوعين، ومنحت الحكومة البلدة 5500 يورو لمساعدة السكان على قضاء احتياجاتهم الأساسية وهو ما يتم استبداله بالعملات المحلية، كما أن العملة الجديدة تم توزيعها على 200 أسرة بالبلدة.

 

وأشار عمدة البلدة الإيطالية إلى أن اليورو تسبب فى ارتفاع الأسعار وإفقار الطبقة المتوسطة وارداج الصعوبات للعائلات والشركات ، كما تواجه البنوك مضاربات نقدية وخسائر، ولذلك فإن صك عملة جديدة هو الحل".

 

وعلقت صحيفة "أولتيمابوث" الإيطالية على العملة الجديد، قائلة إن "هذه العملة قانونية ، حيث يسمح للبلديات بإصدار العملة من أجل تعزيز مصلحة رعاياها ومصالح تنمية البلاد"، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يلجأ عدد من البلديات الإيطالية الآخرى بتنفيذ نفس الفكرة، وخاصة بعد مواقف الاتحاد الأوروبى مع إيطاليا بعدم مساعدتها فى المستلزمات الصحية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.

 

وأضافت الصحيفة أن طباعة هذه الأوراق النقدية هى أيضا استفزاز للاتحاد الأوروبى ، حيث أنها تعتبر تهديد واضح لترك اليورو وطباعة العملة الخاصة بها أو العودة إلى الليرة.

 

وتبدأ إيطاليا اليوم 27 أبريل فى تخفيف إجراءات طوارئ فيروس كورونا، وذلك بعد أن شهدت الأسبوع الماضى انخفاضا ملحوظا فى أعداد الوفيات والإصابات،فيعود الإيطاليين مجددا إلى الشوارع ولكن مع اجراءات مشددة للالتزام بالتدابير الوقائية من ارتداء الكمامات والقفازات والحفاظ على المسافات.

 

 ووفقا لهيئة الدفاع المدنى الإيطالى فإن الساعات الـ24 الماضية، شهدت تباطؤاً أيضًا في عدد الوفيات، حيث لم يكن العدد منخفضًا بهذا الشكل أبدًا منذ منتصف مارس، والذي بلغ 260، بينما كان هناك 415 وفاة أمس الأول

 

ووفقًا لبيانات الدفاع المدني، فإن "المجموع الإجمالي للوفيات أصبح 26.644 منذ بداية الأزمة،  فضلا عن أن هناك حاليًا 106.103 شخصًا إيجابيًا من حيث الإصابة بكوفيد 19، وذلك بزيادة بحاصل 256 شخص مقارنة بأمس الأول.

 

وأشار البيان الى "ارتفاع إجمالي حالات الإصابة بالفيروس منذ بداية حالة الطوارئ إلى 197.675 حالة، منها 2364 حالة خلال الـ24 ساعة الماضية”. لكن هناك 1808 حالة شفاء أخرى أيضًا، ليصبح المجموع 64298".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة