مازالت تشهد الغالبية العظمة من محافظات مصر، استمرار بيع الدواجن والطيور الحية وتداولها بالأسواق بالشوارع بكافة أنحاء الجمهورية، حيث أنه رغم توافر المعدات الحديثة والذبح للطيور بالأساليب الصحية والتقنية المتطورة، إلا أنه توجد فى بعض القرى ومدن المحافظات محلات مازالت تستخدم الوسائل التى تضر بصحة المواطنين فى المحلات خلال ذبح وبيع الدواجن، والتى تشمل "الرياشة" و"حلة المياة الساخنة" الملوثة، وتقطيع الدواجن والطيور على حوض يعج بالدماء، فى مشهد يضر بصحة المواطنين ويعرضهم للخطر وانتشار الأمراض والأوبئة وغيرها بحق الأهالى.
ورغم صدور قرار هام منذ أيام من الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، بتطبيق القانون رقم 70، والذى ينص على منع تداول الدواجن الحية داخل المحافظة، وذلك اعتبارا من اليوم، وقرر المحافظ فى اجتماعه بالجهات المعنية ومديرية الطب البيطرى بمحافظة الدقهلية، والأجهزة الأمنية، بمنع دخول سيارات الدواجن الحية، إلا إذا كانت تحمل شهادة تثبت خلود الدواجن من انفلونزا الطيور، وأيضا أن تحمل خط سير من المزرعة إلى أحد المجازر. ورحب أهالى محافظة الدقهلية، بإعلان الدكتور أيمن مختار، محافظ الأقليم، تنفيذ القانون رقم 70 والخاص بمنع تداول ونقل الدواجن الحية داخل نطاق المحافظة، مؤكدين أن القرار يهدف إلى ضمان صحة وسلامة كل أنواع الطيور المتداولة، بالإضافة إلى التخلص من البؤر البيئية التى تؤثر على صحة الإنسان والروائح الكريهة التى تصدر من مخلفات تلك الدواجن فى المناطق السكانية.
وتم خلال الساعات الماضية، رصد خطوات ذبح الطيور والدواجن فى عدد من المحلات المختلفة بالمحافظات، والتى تبدأ من وضع الطيور فى يد البائع الذى يسمى عليها ثم يذبحها ويضعها فى برميل صغير يحتوى على دماء مخلفات الذبح اليومية من الدواجن، وينتقل البائع للمرحلة الثانية وهى وضع الطيور داخل حلة ضخمة بداخلها مياة ساخنة لدرجة الغليان حتى يسهل نزع الريش منها، ثم تنتقل لمرحلة الرياشة وهى عبارة عن حلة ضخمة بداخلها أدوات بلاستيكية مطاطية لنزع الريش من الطيور، ثم يحملها البائع ليضعها على "حوض" من الرخام أو البلاط لكي تدخل مرحلة التقطيع للطيور بمشاهد تعرض الجميع للخطر والأمراض لوجود كمية كبيرة من الدماء على الحوض، ثم يتسلمها المشترى ليطهيها داخل منزله، والغالبية العظمى من الأهالى لا يرون تلك المشاهد لوجودها فى غرف داخلية بمحلات بيع الطيور والدواجن.
وناشد الأهالى، فى كل صوب وحدب، ضرورة إنهاء تلك الأزمة وحماية المواطنين من انتشار فيروس كورونا وانتقاله عبر تلك الممارسات السيئة فى ذبح الطيور بالشوارع يومياً رغم فرض قرارات صارمة من الحكومة، لحماية الجميع من انتشار الفيروس بين المواطنين.
وفيما يلي يرصد "اليوم السابع"، تفاصيل وخطوات عمل المحافظات لحل أزمة ذبح الدواجن والطيور الحية بالشوارع بصورة يومية، والإجراءات الوقائية التى تتخذها مديريات الطب البيطرية بالمحافظات لحماية المواطنين من انتشار الفيروسات والأوبئة فيما بينهم:-
ففى محافظة المنوفية، تشهد مدينة السادات بالمحافظة، انتشار ذبح الطيور خارج المجازر فى شوارع المدينة وخاصة سوق المنطقة الرابعة، والمنطقة الأولى بسبب ضعف الرقابة على أصحاب المحلات الأمر الذى يتسبب فى انتشار الأمراض والروائح الكريهة، ويقول أحمد عبد التواب، موظف ومقيم بمدينة السادات، إننا نعانى الأمرين، وذلك بسبب انتشار ذبح الطيور فى شوارع المدينة الأمر الذى يتسبب فى انتشار الأمراض، التى من الممكن التى تحملها الدواجن لأنها لا تخضع إلى تحاليل للتأكد من عدم حملها للفيروسات، حيث ينص قانون تداول وبيع الطيور على عدم السماح بنقل الطيور والدواجن الحية، بكافة أنواعها فيما عدا الكتاكيت عمر يوم، من المزارع إلى أى مكان آخر إلا إذا كانت مصحوبة بتصريح من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بعد الفحص المعملى القومي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى وثبوت خلوها من مرض أنفلونزا الطيور، ومنع تداول وبيع الطيور والدواجن الحية منعا باتا، لتتحول عملية البيع والتداول للطيور الحية إلى تداول وبيع الطيور والدواجن المجهزة المذبوحة بالمجازر المرخصة من وزارة الزراعة.
وفى محافظة البحيرة رصد "اليوم السابع"، القيام بأعمال ذبح الطيور داخل محلات الدواجن وفى الأسواق بشكل عشوائي يجعل هذا القانون" حبرا على ورق" ويدق ناقوس الخطر خاصة مع انتشار عدوى فيروس كورونا، والبداية مع كرم محمد صاحب أحد محلات بيع الطيور بمدينة دمنهور، الذى أكد أن قانون حظر بيع الطيور الحية صدر خلال أزمة انفلونزا الخنازير، ولم يفعل بعد انتهائها وذلك لصعوبة تنفيذه على مستوى الجمهورية، مضيفا أن الدواجن المجمدة لا يقبل عليها أغلب المواطنين، ولذلك لابد من بيع الدواجن الحية مع الالتزام بالشروط الصحية.
فيما أكد جابر عبدالله، صاحب محل دواجن، ضرورة وجود رقابة صارمة على محلات الطيور من قبل مديريات الصحة والطب البيطرى والتموين، لمعرفة مدى التزامها بالشروط الصحية، موضحا أنه إذا تم حظر بيع الدواجن الحية سيتم تشريد الآلاف من عمال اليومية الذين يعملون فى هذه المهنة ولا يعرفون غيرها.
وأوضح حمادة الجبالى، الذى يعمل فى أحد محلات بيع الطيور، أنه بعد انتشار فيروس كورونا أصبح معظم العمل يتم عن طريق " الديلفيرى" وليس عن طريق البيع المباشر منعا للتزاحم بين المواطنين، مضيفا أنه من مصلحة أصحاب المحلات والعاملين في هذه المهنة أن يلتزموا بالإجراءات الصحية حرصا على سلامتهم فى الأساس، وأوضح الجبالى، أنه لا توجد ضرورة لتطبيق قانون تداول الطيور الحية، خاصة وأغلب أصحاب المحلات تذبح الطيور وتعرضها للبيع جاهزة فى أطباق مغلفة بطريقة صحية وآمنة.
وفى أسوان، تظهر المشاهد التى تتخالط فيها أصوات البشر بسبب الزحام وتتعالى أصوات البائعين للترويج عن تجارتهم داخل الأسواق يبرز من بين هذه المشاهد محلات بيع الدواجن التى لا تزال تستخدم طرق تقليدية فى عملية الذبح ولا يلتزم الكثير من هذه المحال بطرق الوقاية اللازمة للحماية من انتشار الأمراض خاصة فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث أن أسوان لا تخلو من هذا المشهد الذى بطله العديد من محال بيع الدواجن، والتى يتسبب أصحاب هذه المحلات فى كارثة صحية نظراً لخطورة عملية الذبح المتبعة فى هذه المحال، وتؤدى إلى سد بالوعات الصرف الصحى.
يقول محمد عوض، من أهالى مركز كوم أمبو، إن الكثير من أصحاب محلات الطيور خاصة التى تقع فى الأسواق لا يلتزمون بطرق الذبح السليمة والآمنة والتخلص من فضلات الطيور، ولكنهم يتبعون أساليب وطرق قد تتسبب فى كارثة صحية بسبب وجود أقفاص الفراخ فى الشوارع وذبحها أمام المارة وتناثر الدماء وفضلات الذبح علاوة على الروائح الكريهة وغير ذلك من أساليب قد تؤدى إلى انتشار التلوث، مضيفاً أن كثيراً من أصحاب هذه المحال لا يرتدى أغطية للرأس والأيدى والأرجل، أثناء التعامل مع الدواجن الحية وأثناء عملية الذبح، بالرغم من ضرورة استخدام هذه الحماية فى ظل تحذيرات الحكومة من تفشى فيروس كورونا وانتشاره على مستوى العالم ونقل العدوى بين المواطنين بسرعة.
وفى الشرقية، تقول هانم السيد عبد الحليم، إحدى سكان مركز أبو كبير، أنها لا تطيق أن تمر بجوار محلات ذبح الطيور، لما ينبعث منها من روائح، ناهيك عن إصابة العاملين والمارين بعدد من الفيروسات المختلفة، مضيفةً أن عامل محل ذبح الطيور يقوم بذبح الدجاجة ووضعها فى برميل ملوث بدماء الطيور التى تم ذبحها طوال اليوم ومن الممكن أن يكون البرميل لم يتم تنظيفه منذ فترة وتتراكم الجراثيم به وتصيب كل من اقترب منه وبالتالى يصاب أولا عامل المحل والمترددين أيضا على المحل وهنا تكون الكارثة الحقيقية.
من جانبه، قال الدكتور أشرف توفيق، وكيل الطب البيطرى بمحافظة الشرقية، إنه أثناء المرور الدورى على مزارع الدواجن بمركز بلبيس تبين وجود عدد من مزارع الدواجن تقوم ببيع الطيور بدون سحب عينات قبل البيع من مزارع الدواجن مما يؤدى إلى انتشار مرض انفلونزا الطيور وعدم السيطرة عليه الأمر الذي يستلزم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المخالفة وبعرض الموضوع على محافظ الشرقية وافق على إصدار قرار بالغلق الإدارى للمزارع لمدة ثلاث شهور وذلك حفاظا على الصحة العامة للمواطنين.
وفى الأقصر، أعلن الدكتور عاطف أحمد على مدير مديرية الطب البيطرى بمحافظة الأقصر، أنه منذ بداية إعلان حظر التجوال، انتهت من تجهيز عدد 80 موتور رش، تتضمن 7 فئة 600 لتر، و13 فئة 200 لتر، و3 فئة 150 لتر، و15 موتور كتف، و42 موتور رذاذ، بالإضافة إلى عدد 24 موتور رش كبير بعجل، وكذلك توزيع كافة الأطباء والفنيين على مستوى إدارات الطب البيطرى بالمحافظة، وذلك لضمان تنفيذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة في حال الاشتباه بوجود أى عدوى بالفيروسات التى قد تصيب المواشي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة