حذر مفوض الاتحاد الأوروبى لشئون إدارة الأزمات جانيز ليناريتش، من اندلاع حرب مزايدة عالمية للحصول على المعدات الطبية اللازمة لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-29)، وقال ليناريتش فى تصريحات له نقلتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، فى معرض تقرير لها نشرته على موقعها الالكترونى - إنه من الصعب الآن ترتيب عملية شراء منظمة" لضمان انتقال المعدات الوبائية الحاسمة مثل الأقنعة وأجهزة التنفس الصناعى لمن هم فى أمس الحاجة إليها".
وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة:" إن تحذيرات ليناريتش فى هذا الشأن جاءت بعد سلسلة من الادعاءات من قبل المشترين فى أوروبا والأمريكتين بأن شحنات الإمدادات الوبائية القادمة من الصين والمخصصة لهم تم إرسالها بدلاً من ذلك إلى الولايات المتحدة فى اللحظة الأخيرة. وبينما نفت واشنطن أى تورط لها، تشير المقابلات التى أجريت مع مسؤولين من دول أخرى ومٌصنعين فى الصين إلى سوق فوضوية تتسم باحتدام المعارك بشأن العطاءات الخاصة بالموارد الشحيحة".
وأضاف ليناريتش للصحفيين فى بروكسل، يوم أمس الثلاثاء،" أن هناك تدافع عالمى على معدات الحماية الشخصية وأنواع أخرى من المعدات والمعقمات الطبية، فقد انتشر هذا الفيروس بشكل أسرع وأكثر مما توقعه أى شخص، مما أدى إلى نقص فى العرض وزيادة كبيرة فى الطلب".
وتصاعدت التوترات، بعد أن استخدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى قانونًا يعود تاريخه إلى الحرب الكورية يأمر شركة "ثرى ام"، الشركة الأمريكية الرائدة فى تصنيع المعدات الطبية، بتحديد أولويات المبيعات لصالح الحكومة الأمريكية. كما توصل البيت الأبيض مع الشركة فى هذا الأسبوع إلى صفقة لاستيراد 166.5 مليون قناع تنفس من ماركة "إن 95" من الخارج، مما يسمح لها بمواصلة بيع أجهزة "إن-95" الأمريكية الصنع إلى كندا وأمريكا اللاتينية.
وتحدث صانعو القناع الصينيون لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، عن احتدام المنافسة الشديدة من المشترين، ما قد يؤدى إلى ارتفاع التكاليف. فقال صاحب احدى شركات التعبئة والتغليف الصينية، والتى تحولت إلى تصنيع الأقنعة الطبية فى فبراير الماضي، إن الأسعار " ارتفعت بنحو 12 إلى 30 مرة، اعتمادًا على عدد المنتجات التى تشتريها".
وأضافت الصحيفة:" أن التدافع على المعدات أدى إلى عدد متزايد من المطالبات والشكاوى الدولية والمطالبات المضادة حول الشحنات المفقودة أو التى تم توجيهها بشكل خاطئ".
ففى الأسبوع الماضي، اتهمت السلطات فى برلين الولايات المتحدة بتحويل شحنة من أجهزة التنفس الصناعي، التى تم طلبها من أجل قوة شرطة المدينة، من بانكوك إلى الولايات المتحدة.
وقال مارتن بالجن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية فى برلين:" إن الشرطة أمرت بشراء أجهزة التنفس عبر شركة تجارية ألمانية متخصصة فى المستلزمات الطبية. لكن التسليم ألغى بسبب توجيه أمريكي، وأن طائرة الشحن التى كانت تقل الشحنة لم تصل إلى ألمانيا، ولكن تم تحويلها إلى الولايات المتحدة".
وأضاف أن السلطات الألمانية تعمل مع الشرطة والشركة من أجل تجميع سلسلة الأحداث منذ أن أمرت بشراء أجهزة التنفس إلى "ما حدث بالضبط فى مطار تايلاند"...فيما نفت واشنطن أى تورط رسمى لها فى الحادث.
وفى فرنسا، قال مسئولون فى المنطقتين الأكثر تضررا من الوباء إنهم رأوا الإمدادات التى طالبوا بإحضارها تُرسل إلى الولايات المتحدة. وقال جان روتنر، وهو طبيب ورئيس منطقة جراند إست، إن الأمريكيين "يحضرون أموالهم على المدرج [فى المطار] ويدفعون ثلاثة أو أربعة أضعاف ثمن الإمدادات التى طلبناها".