أثرت تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، على كافة المجتمعات واقتصادات الدول حول العالم، ومع مرور عدة أشهر على حالة الإغلاق التام فى أغلب البلاد كإجراء وقائى للحد من نمو الفيروس التاجى، برزت على السطح أزمات عدم توافر الطعام والمال الكافى لسد احتياجات المنزل لدى فئات كثيرة.
ومع تزايد الأزمات عادة ما نشاهد طوابير المواطنين المصطفين للحصول على الوجبات وحقائب السلع الغذائية المجانية، التى تقدم لهم من حكومات بلادهم كنوع من الدعم حتى تمر الأزمة، ورغم أن مشاهد الطوابير للحصول الدعم المجانى يمكن اعتياد رؤيتها فى الدول النامية، لكن الغريب أن تظهر مثل هذه الطوابير فى واحدة من أكثر الدول ثراءً فى العالم.
هذا ما حدث عندما اصطف أكثر من 1000 شخص، فى طابور للحصول على عبوات طعام مجانية فى جنيف، مما يظهر أثر جائحة فيروس كورونا على العمال الفقراء والمهاجرين غير الشرعيين حتى فى سويسرا الثرية، وامتد الطابور لمسافة تتجاوز كيلومتر خارج حلبة تزلج، حيث كان متطوعون يقدمون منها نحو 1500 عبوة للأشخاص الذين وقفوا فى الطابور من الساعة الخامسة صباحا.
وقالت إنجريد بيرالا، من نيكاراجوا، وتقيم فى جنيف وتعمل بعض الوقت، "مع نهاية الشهر تكون جيوبى خاوية.. يتعين علينا أن ندفع الفواتير والتأمين وكل شىء"، وأضافت "هذا عظيم لأن هناك طعاما يكفى لمدة أسبوع، أسبوع راحة.. لا أعرف أمر الأسبوع المقبل"، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة "رويترز" للأنباء.
وتقول جمعية كاريتاس للأعمال الخيرية، إن سويسرا التى يبلغ عدد سكانها 8.6 مليون نسمة، كان بها 660 ألف فقير فى عام 2018، خاصة العائل الوحيد للأسرة ومن حصلوا على مستوى منخفض من التعليم ولا يجدون عملا بعد فقدان وظائفهم.
وكان هناك 1.1 مليون شخص يواجهون خطر الفقر، وهو ما يعنى أنهم كانوا يحصلون على أقل من 60% من متوسط الدخل الذى كان 6538 فرنكا سويسريا (6736 دولارا) للوظيفة الدائمة فى عام 2018.
وذكر مهاجر غير شرعى أفاد بأن اسمه فرناندو أنه فقد وظيفته التى كانت فى مطعم خلال الأزمة وليس لديه مال، وأضاف "أنا ممتن لتلقى هذه المساعدة وإذا تغير الوضع بالنسبة لى أتعهد بأن أفعل نفس الشيء الذى يفعلونه من أجلى".
يأتى هذا فيما سبق وأعلنت الحكومة السويسرية، أنها فى مايو الجارى ستقوم بمعالجة جميع الطلبات المتراكمة التى تقدم بها مواطنو بلدان الاتحاد الأوروبى، أو البلدان الأعضاء فى رابطة التجارة الحرة الأوروبية، وغير السويسريين، للعمل أو للالتحاق بأسرهم، حيث من المقرر أن تخفف الحكومة تدريجيا القيود المفروضة على الدخول إلى البلاد التى تم اعتمادها فى شهر مارس الماضى لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقالت إذاعة سويس اينفو السويسرية – نهاية أبريل الماضى - إن من خلال تلك الخطوات سيصبح بالإمكان دراسة طلبات لم شمل الأسر بالنسبة للمواطنين السويسريين وكذلك أقرباء مواطنى الاتحاد الأوروبى أو بلدان رابطة التجارة الحرة الأوروبية الذين يعيشون فى سويسرا.
ومن المقرر أن تشمل إجراءات تخفيف الإغلاق فى 11 مايو، العمال من مواطنى دول ثالثة (من خارج الاتحاد الأوروبى أو رابطة التجارة الحرة الأوروبية) الحاصلين بالفعل على تصريح للعمل بسويسرا، ولكن لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرة بسبب القيود المفروضة منذ مارس على حركة الدخول والخروج، وكذلك قررت الحكومة دراسة طلبات التوظيف التى تقدّم بها مواطنو الدول الثالثة التى تم تقديمها قبل 19 مارس الماضى.
وستتم معالجة تصاريح العمل عبر الحدود إذا كانت تستند إلى عقد مبرم كتابيا قبل 25 مارس الماضي. فعلى سبيل المثال، سيتمكن الميكانيكى الألمانى من القدوم إلى سويسرا لتركيب آلة إذا كان قد تلقى بالفعل طلبا بذلك من شركة سويسرية.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، كان قد أعلن عن تقديم الحكومة السويسرية مساهمة قدرها 1.8 مليون فرنك سويسرى بما يعادل 1.9 مليون دولار أمريكى للمساعدة فى تغطية الاحتياجات الغذائية الأساسية لآلاف الأسر من اللاجئين الصحراويين ودعم مشروع التغذية المدرسية الذى ينفذه برنامج الأغذية العالمى.
وأفاد تقرير برنامج الأغذية العالمى، أنه يعيش اللاجئون الصحراويون على مدار الخمسة وأربعين سنة الماضية فى ظل ظروف قاسية فى الصحراء الكبرى جنوب غربى الجزائر، وتعتمد أسر اللاجئين، التى تستضيفها خمسة مخيمات للاجئين بالقرب من مدينة تندوف الجزائرية، بشكل أساسى على مساعدات برنامج الأغذية العالمى لتلبية احتياجاتها الغذائية؛ فى الوقت الذى تقل فيه فرص العمل وسبل كسب الرزق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة