أين يقع البشر على شجرة الحياة؟ وما مدى قرابتنا بالقردة العليا؟ وأين عاش أسلافنا الأوائل؟، كلها أسئلة تراود الإنسان المعاصر، وهو ما حاول كتاب "تطور الإنسان: مقدمة قصيرة جدا" الإجابة عليها، ويستعرض تاريخ فهمنا لتطور الإنسان، ويعرف القارئ على أحدث الحفريات المكتشفة، وعلى الجدل الدائر حول ما تخبرنا به هذه الحفريات.
يقدم المؤلف برنارد وود رؤيةَ خبير لعلم الحفريات البشرية المعاصر، فيشرح طريقة العثور على الحفريات البشرية، وتحليلها، وتفسيرها، وما يمكن للتطورات والاكتشافات الأخيرة فى علم الوراثة، وكثير من العلوم الأخرى، أن تكشفه عن أصول الإنسان المبكرة.
تطور الانسان
ويذكر الكتاب أن أقدم دليل حفرى على الإنسان الحديث يأتى فى أوروبا من موقع فى جنوب شرق أوروبا يسمى كهف العظام فى رومانيا، الذى يرجع تاريخه إلى نحو ٣٥ ألف سنة مضت، ونحن نعلم أن أفرادا يشبهون الإنسان الحديث قد وصلوا إلى إنجلترا، فى كهف كينت، منذ نحو ٣٠ ألف سنة مضت.
وتابع أن الباحثين أشاروا إلى أن الإنسان الحديث ربما يكون قد احتل جزءًا، أو أكثر، من أجزاء ساهول، وهى الكتلة الأرضية التى تضم بابوا غينيا وأستراليا وتسمانيا، منذ نحو 40 ألف سنة، فمع احتجاز كم كبير من الماء داخل الصفائح الجليدية القطبية والجبال الجليدية، ربما كانت الأرض ـ التى هي جزء من الرصيف وأصبحت حاليا تغمرها المياه ـ توفر وصلات جافة بين الكتل الأرضية التى أصبحت المياه تفصل بعضها عن بعضٍ فى عصرنا الحالى، إذا كان أشباه البشر قد عاشوا فى ساهول منذ ٤٠ ألف سنة، فلا بد أنهم عاشوا فى سوندا، وهى كتلة أرضية تضم أرض جنوب شرق آسيا والجزر الحالية المكوِّنة لإندونيسيا، قبل هذا الوقت.
يشير السجل الحفرى الموجود حاليا لأشباه البشر إلى أن الإنسان الحديث كان الوحيد من بين أشباه البشر الذى دخل منطقة نطلق عليها اسم ساهول، لذلك لا سبيل إلى تداخله مع مجموعاتٍ أقدم. إن تاريخ وصول الإنسان الحديث لأول مرةٍ إلى أستراليا غير معروف. هذا وتشير الأدلة الحفرية على أنه ربما وصل منذ ٥٠ ألف سنة، لكنه كان بالتأكيد هناك بين ٤٠ و٣٥ ألف سنة مضت عندما كان المناخ أكثر رطوبةً من عصرنا الحالي.