أبدع الفنان الأمريكى "ادوين لورد وييكس" الذى عاش فى الفترة بين (1848 – 1903) فى رسم لوحة تعبر عن لعبة الشطرنج فى أحد شوارع القاهرة أمام أحد المقاهى.
وبعيدا عن البشرة السمراء التى بالغ الفنان فيها، استجابة لصورة استشراقية مسيطرة مفادها أن المصريين أصحاب بشرة سمراء وليست قمحية اللون، فإن الفنان عبر بصورة ما عن شغف المصريين بالمقاهى وممارسة الألعاب المختلفة ومنها "الشطرنج".
وفى اللوحة نرى حالتين، ونلمس فى الاثنين درجة من التماهى مع ما يفعلانه، الأولى والتى باسمها اللوحة هى لشابين يلعبان الشطرنج، ورغم أنها لعبة غير مصرية، لكن المصريين تبنوها ولعبوها "بحرفنة" على رأى الفنان المصرى محمد شوقى، وهما منسجمان تماما فى اللعبة، يجلسان فى الشارع، خارج المقهى، أمامها اللعبة بكل مكوناتها، ويبدو أن التركيز الذى استطاع الفنان أن يقربه لنا يؤكد أن الدور سوف ينتهى اليوم.
أما المشهد الثانى، فهو لرجل يمسك فى يده "الجوزة" ورغم أن الرجل يمسكها خطأ، فهو يمسكها من "غابتها" وليس من "جسد الجوزة نفسه" لكن إغماض عينيه وانحناءة رقبته الخفيفية تقول بأن الرجل ليس معنا الآن، فقد ذهب به دخانه إلى عالم آخر.
هذه اللوحة استشراقية بالضبط، كما يقول الكتاب عن الاستشراق، حتى أن الأزياء المستخدمة فى اللوحة أعتقد أنها أقدم من زمنها، أى لا تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، أظن ـ أنها تعود للقرن الثامن عشر مثلا، لكن الفنان لم يتخيل أن يقدم الشرق الذى رآه فقدم الشرق الذى تخيله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة